بديل العمليات التجميلية من خلال علاجات أكثر أماناً
صحيح أنّنا نحن النساء يهمّنا أن تكون إطلالتنا مفعمة بالشباب والحيوية، ونسعى دائماً إلى مواكبة العلاجات والإجراءات التجميلية التي تساعدنا في الحصول على نتائج مرضية بالنسبة إلينا. ولكن، في المقابل، تخاف كثيرات منّا من العمليات التجميلية وتخشى أن تكون المعلومات التي حصلت عليها خاطئة، وتفضّل بالتالي الابتعاد عنها. حتّى أنّ الحقن قد لا تكون خيار الكثيرات، لا سيّما إن شعرت المرأة بأنّها غير أكيدة من قرارها وأنّها لم تحدّد بعد ماذا تريد فعلاً.
ولو كنت من المهتمّات بمعرفة إلى أي مدى وصل التطوّر في عالم التجميل، وفي اكتشاف خيارات وبدائل أكثر أماناً للعمليات التجميلية، تابعي ما قدّمه لنا د. محمد سعيد (ask.dr.mo)، الطبيب المتخصّص في الطب التجديدي والجمال البيولوجي والعلاج بالخلايا وطول العمر:
التطوّر العلمي الملحوظ في السنوات العشرة الأخيرة شكّل ثورة في عالم التجميل والصحة. وهو يشهد بشكل عام تنافساً ملحوظاً بين الشركات في استخلاص أنقى أنواع الحقن المصنّعة أو أحدث السموم في عالم التجميل، سعياً إلى المحافظة على حيوية البشرة. لكن، في المقابل، يُعتبر استخدام الخلايا الجذعية وكل المستحضرات البيولوجية المستخرجة من الجسم نفسه، أي المنقولة من الدهون أو الدم، تقدماً كبيراً وحلاً طبيعياً وآمناً مقارنةً بالبوتوكس وحقن التجميل التقليدية.
نتحدّث أولاً عن الخلايا الجذعية الذاتية. يُعتبر دورها في تجديد الأنسجة وترميمها هو الأهم والأحدث في عالم التجميل. في الواقع، مع التقدّم بالعمر، تقل كفاءة الخلايا الجذعية في البناء والتجديد والترميم. لكن، مع إعادة حقنها أو استرجاعها بالأساليب العلمية الحديثة أو نقلها من أماكن تواجدها (من الدهون مثلاً) إلى الأنسجة التالفة في البشرة هو ليس تجديد أو استرجاع فقط للنسيج، بل لفعاليته المستدامة. وبالتالي، تشكّل الخلايا الجذعية علاجاً تجميلياً مستمراً وليس إجراء تجميلي مؤقت.
فماذا عن حقن التجميل التي تتنافس في إنتاجها الشركات وفي تصنيعها كحشوات للوجه؟! انتشرت مؤخراً أبحاث علمية كثيرة تؤكد أنّ حشوات الفيلر لا تذوب مع الأيام أو السنين، بل تهاجر من مكان حقنها إلى أماكن أخرى في الجسم أو البشرة. ونتيجة لذلك، قد تسبّب نتائج غير مرضية أو آثار جانبية، ومن مخاطرها مثلاً الضغط على الشرايين والأوردة والأعصاب. كذلك، يتنافس الأطباء يومياً في ابتكار طرق حديثة لكيفية الحقن وتغيير شكل الوجه وإظهاره مشدوداً بعد الحقن مقارنةً بقبل الحقن، علماً بأنّه أصبح ممتلئاً وليس مشدوداً. بالتالي، وفي هذا الإطار، تشكّل الحشوات البيولوجية من استخدام خلايا الفيبرين النشطة بديلاً آمناً، لأنّ الحشوات هذه تساعد طبقات البشرة في إنتاج الكولاجين والإيلاستين لمزيد من المرونة، حتّى أنّها تحدث فرقاً كبيراً من حيث النضارة وصحة البشرة ونعومتها.
تخيّلي معي! ثمة مادة محقونة في البشرة وتقوم بدورها الفعّال في شلّ حركة العضلات. لكن، في حال حدوث انفعال في الجسم، تؤدي الإشارات إلى إفراز مواد طبيعية كيميائية، غير أنّ العضلات ترفضها لأنّها مسمومة وغير قادرة على الحركة بفضل البوتوكس. لذلك، يمكن استبدال هذه الحقن بحقن الخلايا الجذعية الذاتية أو حقن الإكسوزومس أو خلايا الفيبرين التي تعيد بناء الأنسجة التالفة وتساعد في استرجاع العمر البيولوجي للخلايا من أجل تقليل درجات التجاعيد، مع الحفاظ على تعابير الوجه وحركة العضلات وتحفيز بناء الأنسجة التالفة والمتضرّرة.
وتجدر الإشارة إلى التوجّه العالمي نحو علم الخلايا الجذعية الذاتية والرسايل المحفزة لها (الإكسوزومس) وإنتاج خلايا فيبرين من خلايا الدم والحشوات البيولوجية من البلازما، لا سيّما أنّ تساعد في علاج البشرة وتعزيز نضارتها كما وتشكّل علاجاً فعالاً لتساقط الشعر وحتّى للمفاصل لاسترجاع صحتها بدلاً من الخضوع لجراحات.
اقرئي أيضاً: هل تُعتبر الجراحات التجميلية أداة لتمكين المرأة؟