الإجهاد الرقمي وكيف يمكن أن نعيش حياتنا بعيداً عن الشاشات الإلكترونية
لا شكّ في أنّ التكنولوجيا أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، وقد باتت الشاشات الرقمية رفيقتنا الدائمة على الدوام. وعلى الرغم من أنّنا نقضي ساعات ونحن نستخدم مواقع التواصل الاجتماعي ونستفيد منها كثيراً، نحتاج من وقت إلى آخر إلى أخذ قسط راحة منها. ولذلك، مع انطلاق العام الجديد، نتحدّث عن كيفية التحرّر من الشاشات والمنصات الرقمية من حين إلى آخر للتخفيف من الإجهاد، وذلك من خلال اليوغا والرياضات الهادئة تحديداً. وقد استشرنا في هذا السياق مدرّبة اليوغا Kamelia Salimi.
كيف يمكن تعريف الإجهاد الرقمي؟
الإجهاد الرقمي أو Digital Fatigue هو نوع من أنواع الإرهاق، وقد بدأ الحديث عنه في الآونة الأخيرة، ويعني تحديداً تراجع الصحة الجسدية والعقلية أو النفسية بسبب استخدام الأجهزة الرقمية بشكل مفرط ولساعات طويلة. وبما أنّنا ندرك جميعنا أهمية ترسيخ الثقافة التي تعطي الأولوية للرفاه، من الضروري الالتزام ببعض الإجراءات التي تخفّف من هذا الإجهاد، مثل تجربة الديتوكس الرقمي المنتظم من وقت إلى آخر وزيادة الأنشطة البدنية مثل اليوغا والتأمل للموازنة مع الوقت المنقضي أمام الشاشة، بالإضافة إلى تنظيم الجداول الحياتية.
وللحد من الإجهاد الرقمي، لا يجب التفكير فقط في تقليل الوقت أمام الشاشة، بل السعي نحو عيش حياة رقمية متوازنة حيث تكون التكنولوجيا أداة لتحسين الحياة وتسهيلها وليس مصدراً للضغوطات المستمرّة.
ما أهمية الابتعاد من وقت إلى آخر عن مواقع التواصل الاجتماعي أو حتّى العالم الرقمي بشكل عام؟
إنّ «التحرّر» من مواقع التواصل الاجتماعي والعالم الرقمي أمر ضروري أحياناً للأسباب الآتية:
• استعادة الصحة العقلية والعاطفية، وذلك بعيداً عن الحمل الزائد من المعلومات وما يُسمّى بالضبابية العقلية.
• تعزيز وضوح التفكير واستعادة القدرة الأكبر على التركيز.
• تعزيز العلاقات الحقيقية مع الآخرين من حولنا، بفضل التفاعلات المباشرة وجهاً لوجه وليس من وراء الشاشة.
• التشجيع على التأمل الذاتي، بدون أي عناصر تشتّت الانتباه عن التواصل مع القيم والأفكار الداخلية.
• تعزيز فهمنا لأنفسنا وللأهداف التي نريد تحقيقها.
كيف يمكن تحقيق التوازن الرقمي في حياتنا؟
إليكِ بعض النصائح التي يمكنكِ اتّباعها لتكون حياتكِ متوازنة من الناحية الرقمية:
• ضعي حدوداً واضحة للجلوس أمام الشاشة، أي تحديد ساعات استخدام كل جهاز والالتزام بهاز
• امنعي استخدام التكنولوجيا في عدد من غرف المنزل، مثلاً غرفة واحدة أو اثنتين، لتشجّعي القيام بأنشطة بديلة في هذه المساحات.
• إعطاء الأولوية للأنشطة التي يمكن القيام بها بدون الشاشات الرقمية، مثل الهوايات المختلفة أي اليوغا والقراءة والرسم والاهتمام بالحديقة والألعاب الريضية وغيرها، فهذا يساعدكِ في تعزيز الاتصال بالحاضر والحفاظ على توازن قوي بين العقل والجسم.
• فكّري في الديتوكس الرقمي، أي في التوقّف عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لفترة يومين فقط، وذلك لتبعدي نفسكِ عن المقارنة المستمرّة.
• توقّفي عن استخدام هاتفكِ أو أي جهاز إلكتروني آخر قبل ساعة على الأقل من الخلود إلى النوم، وذلك لأنّ الضوء الأزرق قد يؤثّر على إيقاع نومكِ.
ما أهمية اليوغا والرياضات الهادئة الأخرى؟
من الضروري التحدّث عن أهمية اليوغا وغيرها في الرياضات المهدئة في الهروب من الفوضى الرقمية.
• التخفيف من التوتّر: تركّز اليوغا على التحكّم بالتنفّس والحركات الذهنية، ولذلك تقلّل من التوتّر. وهي تنشّط الجهاز العصبي، ما يحفّز الاسترخاء ويخفّف من آثار الإجهاد.
• تحسين العلاقة بين العقل والجسم: تعزّز ممارسة اليوغا الاتصال العميق بين العقل والجسم، حيث تصبحين أكثر انسجاماً مع أحاسيس جسمكِ. وتساعد هذه اليقظة في إبعادك عن أي تشتّت رقمي، وبالتالي التركيز أكثر على الحاضر.
• تحسين الصحة العقلية: تنطوي ممارسة اليوغا على التأمّل واليقظة، وهذا ما يعزّز وضوح أفكاركِ وقدرتكِ على التركيز. وحين تركّزين على داخلكِ، تبتعدين عن العناصر المشتّتة الخارجية، لا سيّما الرقمية، وتسمحين لعقلكِ بضبط نفسه.
• التوازن العاطفي: تسمح ممارسة اليوغا بشكل منتظم ببناء التوازن والقوة العاطفية، وهذا ما يمنحكِ مساحة هادئة لمعالجة مشاعركِ وأحاسيسكِ ويعزّز سلامكِ الداخلي.
اقرئي أيضاً: انتبهي إلى تأثيرات السفر على الجسم خلال عطلتك في موسم الاحتفالات