أمل سامي: جيلي يملك حس الإبداع والرغبة في التغيير

مهما اختلفت تسميتهم بين جيل زد أو جيل ألفا أو جيل ألفا، فهم المستقبل القادم، وهم بمعظمهم الشباب الذين فتحوا أعينهم على الشاشات، وأجادوا استخدامها قبل حتى أن يتعلموا الكتابة والقراءة. يخبئون الكثير من المفاجآت، فمعارفهم وقدراتهم تفوق خيالنا، لذا من الضروري جداً التعرف عليهم عن كثب، وقيادتهم وتوجيههم وربما الاستماع إلى أفكارهم خلال هذه العملية، لكي نكون معاً على نفس الموجة التي ستحملنا إلى المستقبل "التكنولوجي" بامتياز.

وفيما يلي نعرفّكِ على 6 مواهب شابة ومنها الصغيرة جداً. نعم، صدّقي أنّ هذه هي إجاباتهم على أسئلة عميقة طرحتها عليهم خلال اللقاء، فهم فعلاً بهذا الوعي والذكاء والمعرفة، لذا فلنحاول معاً أن نفهمهم ونراعيهم بالشكل الأنسب لكي يكونوا صنّاع مستقبل أفضل لأمتنا وللعالم.

موهوبة وعفوية وجميلة مثل وردة تتفتح مع شمس الصباح الجديد، هي الفنانة السعودية الشابة ومتعددة المواهب أمل سامي، والتي تتحول أمام الكاميرا إلى وجه قادر على التلوّن لعيش مختلف الحالات والمشاعر التي يتطلبه منها كل دور جديد، شاركت في مجموعة أعمال مهمة وبدأت ببناء بصمة خاصة لها في الوسط الفني السعودي، فتعرفي عليها أكثر في هذا اللقاء.

كيف اكتشفت موهبتك في التمثيل؟ وكيف طورت هذه الموهبة ودخلت هذه الصناعة الصعبة؟

أول تجربة أذكرها عن بدء حبي للتمثيل،كان حين شاركت في مسرحية مدرسية عبر أداء أغنية مع رقصة، شعرت بالانسجام التام وبالسعادة الكبيرة وكأنني في مكاني المناسب، ومنذ ذلك الحين ولد لديّ هذا العشق الكبير للفن، كنت أبلغ من العمر 12 سنة، وشعرت على المسرح أن ثقتي بنفسي زادت وأنني قادرة على التأثير بالجمهور من خلال أدائي، امتلكت سرعة البديهة الكبيرة والشغف بالتعلم لكي أعزز حضوري.

هل كان إيجاد فرصة في الوسط الفني السعودي أمراً سهلاً لشابة صغيرة تحلم بالتعبير عن موهبتها؟

كانت البدايات صعبة، فقد كان حلمي مبنياً على أمل بعيد المنال، لأن الفكرة كانت بعيدة جداً عن محيطي الاجتماعي، إلى حين دخلت سنوات المراهقة وما بعدها، عاد الحلم لكي يراودني، وأدى إيماني الكبير به إلى تلاحق الأحداث لكي أحصل على فرصتي الفنية. حين تخرجت من المدرسة الثانوية، بات لديّ وقت فراغ، وصار بمقداري المشاركة في تجربة أداء، وقبل ذلك كنت أدرّب نفسي بمفردي على تمثيل بعض الشخصيات التي تعجبني، وكنت أحب دور جاك سبارو في فيلم "بايرتس أوف ذي كاريبيين"، ولا زال أهلي يذكرون كيف كنت أتنكر لأبدو مثله وأقدم دوره بإتقان.. ربما ما رصده أهلي من موهبتي هو ما سهّل عليهم تقبل دخولي في مجال التمثيل، بالنسبة لي فأنا مقتنعة جداً بموهبتي وأسعى دوماً لتطوير هذه المهارة، كي أتحرر أكثر من خجلي وأتمكن من تقديم شخصيات متنوعة ومختلفة.

حدثينا عن مشاركتك في فيلم جرس إنذار، وكيف استقبلت الشهرة التي حصلت عليها بعد الدور؟

كانت تجربة الأداء لهذا الفيلم الثالثة لي، وقد دخلت في الجو سريعاً، وأحببت القصة والدور، وتقمصت الشخصية منذ اللحظة الأولى، وخرجت من الغرفة وأنا غير مستوعبة لما جرى، فقد ارتجلت بمهارة فاجأتني، ولذلك حصلت على الدور، وقدمته بسلاسة وكأن "أميرة" نادتني، أحسست بالتواصل معها ومع مشاعرها، لذا أحب الجمهور الدور وتحقق النجاح للعمل بعد عرضه.

كنت فخورة جداً بفرصة "جرس إنذار" وأذكر جيداً ما قاله لي المدرب الذي ساعدني لإجادة الدور، فهو أخبرني أن المشاركة ستفتح لي الكثير من الأبواب، قال لي وقتها: "كوني مستعدة للفرص التي ستطرق بابك"، وبالفعل هذا ما حصل، وما جعلني أشعر بالمزيد من المسؤولية، وبأن عليّ أن أحسن اختيار الأدوار، لتكون هادفة وتوصل رسائل مهمة.

صورت كذلك فيلم "هوبال"، ماذا تقولين عن التجربة؟

في الحقيقة رآني مدير كاستينج في فيلم "جرس آنذار" واقترحني للقيمين على فيلم "هوبال"، فبدأت أجهّز للشخصية وقد كانت خيالية بالنسبة لي، فالتصوير غريب وجديد عليّ، كذلك الأزياء والماكياج والجو العام، كما تواجدنا لوقت طويل في الصحراء، وعملنا بجهد كبير لكي نقدم فيلماً مختلفاً، تمتعت به إلى أقصى حد، وأتمنى أن يكون علامة فارقة في تاريخ السينما السعودية.

ألم يمانع أهلك سفرك وابتعادك عنهم للتصوير؟

أهلي يثقون بي وآمنوا بموهبتي، كما أنّه سبق لي أن سافرت وعملت وتدربت في مجال التمثيل والإنتاج الدرامي قبل المشاركة بعمل كبير أو فيلم طويل، ولكنني لا أنكر أنّ التجربة كانت جديدة ومتعبة، بأن أعتمد كلياً على نفسي، وأعيش بعيداّ عن عائلتي، وأتحمل مسؤولية قراراتي، ولكنه كان فصلاً مهماً جداً بدأت به حياتي الفنية، وأتمنى الاستمرار بانتقاء الأدوار المهمة والقوية.

ما هي نوعية الأفلام التي تفضلينها وتتابعينها؟ وما هي الرسائل التي تحبين توجيهها عبر أدوارك؟

أحب أفلام المراهقين ولا سيما فيلم The Tale of the Princess Kaguya، فهو العمل الدرامي المفضّل لديّ والذي لا أمل من مشاهدته، أما الرسائل التي أحب توجيهها من خلال أدواري، فهي تتعلق بتسليط الضوء على الشخصيات المهمشة اجتماعياً، كالشابة التي تمر بمشاكل أو افكار أو أزمات من دون أن يعرف المجتمع بها، فأنا أهدف إلى تسليط الضوء على ما يزعج فئة منا ونريده أن يتحسن، وهذا الأمر يعطي أملاً بالتغيير والتطوير، ليس فقط في عالم الشخصية بل أيضا في عالمنا الواقعي.

قلت سابقاً أنك لا ترغبين بدراسة التمثيل، فلماذا أخذت هذا القرار؟

في الواقع فإن قناعتي في السابق كانت أنه بإمكاني تكوين خبرة من خلال التجارب العملية أي المشاركة في أعمال درامية، ولكنني اليوم غيرت رأيي، ورأيت أن الدراسة مهمة جداً لتطوير موهبتي، وإجادة مختلف الشخصيات، والإلمام بكل جوانب عملية الإنتاج الفني.

هل تحبين متابعة المسلسلات والأفلام السعودية؟ كيف ترين ما يتم تقديمه مؤخراً؟

يعجبني ما يتم تقديمه، وأنا متابعة للكثير من الأعمال الدرامية، من أكثر الأفلام التي راقت لي مؤخراً هو فيلم "مندوب الليل"، وأعتقد أننا نقدم إنتاجات مهمة منها المسلسلات والأفلام القصيرة التي تسمح للمواهب الشابة بالتعبير عن آرائها وبتجربة أفكار جديدة.

هل واجهت انتقادات أو عبارات قاسية وغير لطيفة كونك شابة صغيرة تحت الضوء؟ وكيف تتعاملين معها؟ وكيف تنصحين الجيل الجديد من الشابات السعوديات بالتعامل مع التنمر وعدم تركه يؤثر سلباً على تكوين شخصيتهن؟

صراحة بعد فيلم "جرس إنذار" تلقيت الكثير من المشاعر الإيجابية والإشادات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا الأمر زاد ثقتي بنفسي وبموهبتي، ولكن بالتأكيد سيكون هناك انتقادات ربما في المستقبل، وعليّ أن أكون قوية وواثقة بنفسي وبالدور الذي اخترته، والرسالة التي أريد إيصالها من خلاله، فالناس يجب أن تعرف أن ما أقدمه مختلف عن "أمل" أي عن شخصيتي الحقيقية.

أخبرينا 3 أمور لا يعرفها الناس عن شخصيتك؟

أنا خجولة في حياتي اليومية، ولكنني شخص اجتماعي جداً وانطوائي بنفس الوقت، بمعنى أنني أحافظ على خصوصيتي، وأحتفظ بقدر من المشاعر والأفكار لنفسي.

كيف ترين صفات جيل ألفا الجديد الذي تنتمين إليه؟

الجيل الجديد يملك حس الإبداع والرغبة بالتغيير، فنحن شهدنا التطورات التكنولوجية الكبيرة، واستفدنا منها وانعكست على أفكارنا، فبتنا نتقبل التجديد والتغيير.

ماذا تقولين للجيل السعودي الجديد عن ضرورة السعي خلف تحقيق الأحلام منذ الصغر؟

أقول لهم: آمنوا بأنفسكم، ولا تترددوا في السعي والبدء بخطوات صغيرة، فالحلم الكبير يبدأ بخطوة، واستمتعوا خلال الرحلة، بهذه الطريقة يمكن للحلم أن يكبر ويوصلكم إلى أبعد الحدود.

ما هي هواياتك بعيداً عن الفن؟

أحب القراءة ولا سيما مواضيع تطوير الذات وعلم النفس وطريقة التعامل مع المشاعر والأفكار، كما أحب الغيمينغ وأقضي أوقات فراغي بممارسة الألعاب الإلكترونية.

برأيك ما هي الأمور التي يعرفها الجيل الجديد أكثر من جيل أهلهم؟

أعتقد أن الجيل الجديد ملمّ أكثر بالتطورات التكنولوجية، كما أن لديه القدرة على التكيّف السريع مع المتغيرات، فهو مرن ومثقف وواعي وقادر على صنع المستقبل المشرق.

هل تقبلين نصائح الكبار؟ من هو أكثر شخص رأيه يؤثر فيك؟

آخذ النصائح التي أتلقاها ممن حولي بالاعتبار، فهي تأتي من أشخاص أكبر مني ولديهم تجربة وخبرة حياتية ومهنية عالية، وأستفيد منها في حياتي اليومية. لا يوجد شخص محدد، ولكن يمكن أن أقول معلميني في مجال تطوير الذات.

حدثينا عن علاقتك بوسائل التواصل؟ أي تطبيق تفضلينه أكثر من غيره؟

وسائل التواصل هي بمثابة الأداة، فإذا أحسنا استخدامها سنستفيد ونتعلم ونتسلى، وإذا أسأنا استخدامها وأدمناها ستتأثر صحتنا النفسية بشكل سلبي، لذا لا أقضي الكثير من الوقت عليها، لكنني أفضل اليوتيوب لأنه يساعدني على التعلم والترفيه أيضاً.

ما الذي تعملين عليه حالياً، وهل يؤخرك عملك في الفن عن الدراسة؟

أهتم كثيراً بالموسيقى وأعمل على إنهاء ألبومي الأول ولكنني أتمهل في خطواتي كي أكون واثقة مما سأقدمه، بالنسبة للدراسة فقد أجلتها بعد انتهاء الدراسة الثانوية لكي أتفرغ لتجربتي الفنية، ولكنني يمكن أن أعود في أيّ وقت إليها.

اقرئي المزيد: سيلا العايدي: البدء منذ الصغر يجعل الرحلة أكثر حماساً ونجاحاً

 
شارك