أبعدي الكراهية عن علاقاتك
لسنا جميعنا متشابهات، فطباعنا تختلف، ولكل منّا شخصيّة خاصّة بها ونمط حياة تتّبعه. إلّا أنّ الحياة تفرض علينا التواصل مع الآخرين من حولنا وبناء علاقات تجمعنا بالجارات والصديقات والزميلات في العمل، أو حتى أيّ فرد نلتقي به في خلال يوميّاتنا.
ويُعدّ التعامل مع الآخرين من الفنون الأهمّ في الحياة، إذ يتطلّب صبراً وتفهّماً كبيرين. ولو نجحت في إتقانه، لا تعزّزين دخولك في علاقات جيّدة وحسب، إنّما تشعرين أيضاً بسعادة داخليّة تزيد من حبّك لمن يحيط بك.
فكيف تحوّلين الكراهية في علاقاتك إلى معزّة وتقّبل للآخر؟ وما هي الخطوات الواجب عليك اتّباعها؟
لا مهرب من ذلك
لا تشعرين بارتياح تجاه مديرتك في العمل، فأنت تعجزين عن تقبّل طباعها وتغضبين باستمرار من سلوكيّاتها وتصرّفاتها. فما العمل؟ هل تتجاهلينها وحسب، أم تسعين جاهدة إلى التوصّل إلى طرق إيجابيّة للتعامل معها؟ لا شكّ في أنّك لا تستطيعين تجاهلها تماماً، فمشاريع العمل تجمعكما، ولا فائدة من تعداد الحلول التي تخلّصها من عدوانيّتها وغضبها وعجرفتها... لذلك، ولأنّك لا تستطيعين تغيير طباعها، إليك بعض النصائح التي تساعدك في صقل الأحاسيس الودودة، بعيداً عن مشاعر الكراهية السلبيّة.
عزّزي التواصل
حين لا تختلجك مشاعر طيّبة تجاه زميلتك في العمل مثلاً، تسعين إلى قطع التواصل بينكما، أي تبتعدين عنها قدر الإمكان: تتجنّبين مشاركتها المشاريع ذاتها وتتفادين التكلّم معها أو حتّى رؤيتها. إلّا أنّ ذلك لن يفيدك بشيء، فلتتمكّني من تعزيز مشاعر المحبّة تجاهها، احرصي على التواصل معها ورؤيتها باستمرار، فالإنسان يميل إلى حبّ الأشخاص الذين يراهم بكثرة. لا شكّ في أنّها خطوة صعبة، إلّا أنّها مفيدة للغاية.
كوني مرحة
كثيرة هي الأمور التي تزعجك في جارتك التي تسكن المبنى ذاته. فبالإضافة إلى طباعها الصعبة، غالباً ما تتفوّه بأشياء لا تروق لك وتقوم بتصرّفات لا تعجبك. ولتتفادي الشعور بالكراهية تجاهها، حاولي أن تحوّلي الإزعاج هذا إلى أمر مرح. كيف؟ امزحي بشأن الأمور التي تزعجك أو تثير غضبك، فلو وجّهت لك جارتك مثلاً نقداً لاذعاً عن ديكور منزلك، تقبّلي الملاحظة بابتسامة وأجيبيها وأنت تضحكين لتوضّحي لها ذوقك بلطف. ومرّة تلو الأخرى، يخفّ انزعاجك منها وتحوّلين المشاعر السلبيّة تجاهها إلى أحاسيس إيجابيّة.
تعلّمي فنّ الإصغاء
لأنّك تنزعجين كثيراً من قريبتك حين تزور منزل العائلة، تتجنّبين التكلّم معها. ولو بادرت هي إلى التحدّث عن أمر ما يعنيها أو عن مشكلة تعاني منها، لا تستمعين إليها، لا بل تنشغلين في القيام بأمور أخرى. ولكن، لتنجحي في تخطّي المشاعر السلبيّة التي تشعرين بها تجاهها، لا بدّ لك من أن تتعلّمي فنّ الإصغاء، ويكون ذلك من خلال إظهار مشاعر الاهتمام والاستماع الكامل إليها من دون مقاطعتها. بالتالي، ستشعر بمدى احترامك لها، وتأكّدي أنّك لن تتردّدي في إسداء النصائح إليها وستدعمينها وتقفين إلى جانبها. وبعد تطبيق هذه الخطوة مرّات عدّة، ستجمعكما علاقة جميلة تتحوّل إلى صداقة شيئاً فشيئاً.
أسدي معروفاً
انضمّت سيّدة جديدة إلى المكتب واستلمت مهامها في العمل منذ أسبوعين تقريباً. إلّا أنّك لم تشعري بالراحة تجاه تصرّفاتها ولاحظت ما يزعجك في شخصيّتها. ولكن، فكّري مليّاً: ألم تتسرّعي في الحكم عليها؟ أليست ربّما تشعر ببعض الغرابة إثر الانتقال إلى بيئة مغايرة وجديدة؟ حوّلي تفكيرك نحو المشاعر الإيجابيّة، وذلك من خلال مساعدتها مثلاً في الأعمال الموكلة إليها. فلو رغبت في توضيح حول أحد الملفّات أو المشاريع، بادري إلى تقديم ما تحتاجه من نصائح ومساعدة. وبهذه الطريقة، تتبدّل مشاعرك تجاهها وقد تتحوّل حتى إلى زميلة مقرّبة للغاية.
تصرّفي بلطف
قد تعتقدين أنّك تتصرّفين وفق الطريقة التي تشعرين بها، إلّا أنّك، في الواقع، تشعرين وفق الطريقة التي تتصرّفين بها. انطلاقاً من ذلك، عندما ترغبين في التخلّص من الكراهية التي تسيطر على علاقتك بزميلتك أو مديرتك في العمل أو أيّ فرد آخر، احرصي على التصرّف بودّ ولطف. فحين تفعلين ذلك، تعكسين الإيجابيّة على علاقتك. زارتك مثلاً جارتك المزعجة يوم العطلة وها هي تبدأ بإخبارك عن مشاريعها ونشاطاتها اليوميّة. بدلاً من أن تبدي لها غضبك، تودّدي إليها وحضّري لكما كوباً من الشاي أو فنجاناً من القهوة، وقدّميه لها بابتسامة. ولم لا تدعينها لتناول الغداء مع عائلتها، فتتقرّبان أكثر الواحدة من الأخرى.
توقّفي عن النقد
لا شكّ في أنّك تنتقدين كل من يزعجك، سواء في تصرّفاته أو طباعه أو كلامه أو أيّ جانب من شخصيّته. وتعكس الانتقادات المشاعر السلبيّة التي تختلجك تجاه هذا الشخص، ما يعزّز الكراهية في علاقتكما. ما رأيك إذاً أن تحوّلي مسار الأمور بينكما نحو الإيجابيّة، فتتوفّقي عن الانتقادات، ولا سيّما غير المهمّة منها. ولو رغبت مثلاً في توجيه إحدى الملاحظات لزميلة لك، تسلّحي بالتفاؤل وعبّري لها عن رأيك بلطف ومن دون جرح مشاعرها. فبهذه الخطوة، تخفّفين من الصلابة في داخلك وتكسرين الجليد بينك وبين الآخر.
ركّزي على النقاط الإيجابيّة
إذا رغبت في التخلّص من الشعور السلبي تجاه إحداهنّ مثلاً، لا بدّ لك من صبّ تركيزك على المزايا والصفات الحسنة التي تتمتّع بها هذه الزميلة أو الصديقة .فلجميعنا عيوب وسيئات، ولكن لا تدعيها تعترض طريق بنائك علاقات جميلة مع محيطك، بل على العكس، حاولي معالجتها بطريقة إيجابيّة وبنّائة مع الشخص المعني، فتغلب بالتالي الكفّة الإيجابيّة على الكفّة السلبيّة من الميزان.
استرجعي الذكريات السعيدة
لطالما كانت نهى صديقة الطفولة، فقد قضيتما معاً سنوات جميلة كثيرة. إلّا أنّ زواجك وانتقالك إلى منطقة أخرى أبعداك عنها. أمّا الآن، فأنت تشعرين ببعض اللوم تجاهها، فهي لم تعد تسأل عنك. ما رأيك إذاً أن تعاودي بناء علاقتكما الجيّدة؟ حاولي أن تتذكّري الأوقات السعيدة التي جمعتكما واسترجعي الذكريات الجميلة بالنظر إلى صوركما معاً وإلى الأشياء التي ابتعتماها سويّاً. وتأكّدي أنّ هذه الخطوة تدخل البهجة إلى قلبك، وتساعدك على تليين المشاعر تجاه صديقتك، فتجدين نفسك تتواصلين معها من جديد.
كوني ممتنّة
قد لا تعلمين أنّ الشعور بالامتنان لما تتمتّعين به في حياتك يعزّز في داخلك الأحاسيس الإيجابيّة والمحبّة تجاه الآخرين. فبدلاً من أن تفكّري في الأمور التي تزعجك أو تغضبك، انظري إلى النواحي التي تجعلك ممتنّة، كأسرتك التي تحرصين على الاهتمام بها وأولادك والمسيرة المهنيّة التي حقّقتها حتى الآن وغيرها الكثير... فهذه الخطوة تساعدك في تغيير وجهة نظرك إلى الحياة بشكل عامّ، وإلى الأفراد بشكل خاصّ.
أبعدي الكراهية عن علاقاتك الاجتماعيّة، ومن خلال هذه الخطوات، استـــــبدليها بالتــــــفهّم والتـــــــقبّل.
اقرئي أيضاً: بابتســــــامة وإيجــــابيّة ابدئـــــــي أسبـــــــــوعك، كيف تستغلّين وقت فراغك بطرق مفيدة؟، هكذا تبنين الكاريزما