آية برقاوي عن فلسطين: لم أعتقد أنّني قد أحبّها بهذا القدر
اجتمعت جميع الأطراف والجهات على مواقع التواصل الاجتماعي لتدعم هذه القضيّة، ممّا شكّل سابقة لم يسبق لنا أن شهدنا مثلها لهذه القضيّة تحديداً. ومن الشخصيّات اللواتي أظهرنَ دعمهنّ لفلسطين، آية برقاوي التي كان لنا معها مقابلة مؤثّرة بالفعل.
«أعتقد أنّ جميع الفلسطينيّين ولدوا وحبّ فلسطين في قلبهم»، هذا ما قالته المؤثّرة ومدوّنة الموضة الأردنيّة آية برقاوي التي تعود جذورها إلى فلسطين. وقد تحدّثت بكلّ حبّ وعاطفة عن موطن لم تُتاح لها فرصة زيارته ولو مرّة واحدة. وقد عبّرت عن دعمها للقضيّة الفلسطينيّة عبر حسابها على إنستغرام كما وعبر صفحات عددنا هذا.
ماذا تعني لك فلسطين وكيف تستطيعين وصفها؟
ليست الإجابة عن هذا السؤال سهلة، لأنّني سأتحدّث عن أمر غير ملموس. في الواقع، لم أعتقد يوماً أنّني قد أحبّ شيء ما بهذا القدر من دون أن أراه حتّى. فأنا لم أزر يوماً فلسطين، بل سمعت عنها قصصاً وحكايات من أهلي وأجدادي الذين عاشوا فيها. وأعتقد شخصيّاً أنّ جميع الفلسطينيّين ولدوا وحبّ فلسطنين في قلبهم، ويصعب عليّ فعلاً إيجاد كلمات أصف بها شيئاً عزيزاً على قلبي لهذه الدرجة. فلسطنين هي الوطن، وحتّى لو لم أعش فيها، آمل أن يتحقّق ذلك يوماً ما!
ماذا تقولين عن المعاناة الأخيرة التي رزحت فلسطين تحتها؟
لا يمكن قول الكثير في هذا الشأن! فكلّ من يعرف المعاناة التي ترزح تحتها البلاد منذ 73 عاماً يعي أنّ الأمور خرجت بالفعل عن السيطرة. وإنّني مطّلعة شخصيّاً على كلّ ما حدث ويحدث لأنّني أشاهد الأحداث وأقرأ عنها، ويحزني فعلاً كيف يحوّلون أموراً واضحة تماماً إلى حقائق خاطئة خارجة عن السياق الحقيقي. فحين يرتبط الأمر بفلسطين، نلاحظ تغيّراً تامّاً في وجهات النظر وينظر الجميع إلى الأمور بطريقة مختلفة كما لو كانوا يخشون مواجهة الحقيقة.
كيف تؤثّر فيك القضيّة الفلسطينيّة على الصعيد الشخصي؟
أعتقد أنّ القضيّة الفلسطينيّة تؤثّر فيّ كمواطنة فلسطينيّة منذ اليوم الذي وُلدت فيه. فعلماً أنّه لم يُسمح لي يوماً يزيارة فلسطين أيّ أنّني لم أتواجد فيها وعلماً أنّني أكتفي بسماع أجمل الروايات عنها، أشعر بطوق دائم إلى رؤيتها واختبار العيش فيها على الرغم من أنّني مقيّدة. وهذا يؤلمني فعلاً، وكأنّ آمالي بزيارتها تُسرق حتّى انتهاء تلك المعاناة، وأتمنّى فعلاً أنّ تكون النهاية هذه قريبة.
كيف تستغلّين حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي لترفعي الصوت وتسلّطي الضوء على هذه القضيّة؟
أعتقد أنّ مواقع التواصل الاجتماعي قلبت المقاييس في الآونة الأخيرة، وهي دائماً ما تُحدث تغييرات في كلّ قضيّة اجتماعيّة أو سياسيّة. وبالنسبة إليّ شخصيّاً، كامرأة أمتلك منصّة واسعة النطاق يتابعها عدد كبير من الأشخاص، أشعر بمسؤوليّة تسليط الضوء، ليس كفلسطينية وحسب بل كإنسانة، على من لا صوت لهم وبضرورة تعزيز التوعية حين يلزم الأمر. فماذا لو القضيّة عزيزة وحبيبة إلى قلبي؟! لذلك، أحاول قدر الإمكان مشاركة كلّ ما أراه وتصحيح الروايات الخاطئة التي تنتشر منذ 73 عاماً. فأنا أعتقد أنّه حان الوقت لكشف الحقيقة أو الاطّلاع على الأحداث من المنظورين، وهذا تماماً ما أسعى إلى القيام به عبر منصّتي.
كيف تؤدّي مواقع التواصل الاجتماعي دورها حالياً في عرض الصورة الحقيقيّة لما يحدث في فلسطين؟
أعتقد أنّ مواقع التواصل الاجتماعي تؤدّي دورها في إظهار حقيقة أنّ ما يحدث في فلسطين ليس نزاعاً بين فريقين متماثلين، بل إبادة وتفرقة، ثمّة فريق أوّل يمتلك المال والسلطة والسلاح وفريق ثانٍ يعيش في أرضه ولم يمتلك سوى الحجارة ليحارب فيها، علماً أنّني أدركت مؤخراً تطوّر آليات الدفاع عن أنفسهم. ولا بدّ لي أن أقول إنّني مندهشة بما تقوم به منصّات التواصل الاجتماعي، فهذه المرّة الأولى التي نشهد فيها على دعم مماثل، إنّها المرّة الأولى التي يكون فيها للفلسطينيّين منبر يرفعون عبره الصوت بهذا القدر. وعلى الرغم من محاولات إسكاتنا، يسرّني أنّنا رفعنا الصوت أكثر من الماضي بخاصّة أنّ المنصّات هذه تُعتبر وسائط إعلاميّة رئيسيّة يحصل منها الجميع على الأخبار والمعلومات. وعلى الرغم من أنّها تؤدّي هذا الدور منذ سنوات طويلة، جاء دعم القضية مؤخراً مختلفاً تماماً وأنا ممتنّة لذلك! فهذا تحديداً الدور الإيجابي الذي قد تؤدّيه هذه المنصّات!
اقرئي أيضاً: مصمّمون فلسطينيّون يعيدون إحياء التراث: جولة على 6 ماركات!