آيات ضاحي: الممارسة والاستمرارية مفتاحا النجاح في حرفة صياغة المجوهرات
الصدفة هي التي أدخلت الشابة السعودية آيات ضاحي إلى عالم الفن والتصميم، فهي في أثناء دراستها للبكالوريوس في الفنون الإسلامية، تعرّفت على عالم التصميم ووجدت في ذاتها حباً كبيراً للعمل اليدوي فبدأت بتحويل المعادن من قطع باردة بلا روح إلى مجوهرات جميلة ومبتكرة. تعرّفي على قصّة آيات واكتشفي رسالتها من خلال عملها الفني ومشاريعها المقبلة.
حدّثينا عن آيات الشابة التي اختارت أن تعرّف عن نفسها عبر صفحتها على إنستغرام على أنّها محبة للحياة، والتي لا تفارق الضحكة محياها في صورها عبر هذه المنصّة؟ هل تخفي هذه الصور فتاة حساسة، لديها حب خاص للفنون والحرف اليدوية؟
أعتقد أنّ حبّي للفنون جعلني أشعر أكثر بكل تفاصيل الحياة، وهذا الحب يكبر مع تقدمي في السن ومع ازدياد تجاربي الفنية. إنّ الحب والتعلق يدفعني إلى تقديم المزيد وتجربة مجالات جديدة، إذ أسعى لنشر الحرف اليدوية والتعريف بأهميتها وجمالها بين الناس، حتى يتسنى لهم تجربة شعوري واختبار روعة خلق شيء مؤثّر ومميز من مادة جامدة.
متى اكتشفتِ هذه الموهبة بصياغة الفضة والمجوهرات؟
اكتشفتها في وقت متأخّرعندما كنت في آخر فصل في الجامعة حيث كنت أدرس بكالوريوس في الفنون الإسلامية. أخذت التصميم كمادة اختيارية، ومنذ ذلك الوقت، اكتشفت عالماً شديد الروعة وبدأت على طاولتي الخاصة أبتكر المجوهرات وأشتري الأدوات اللازمة لكي يكون عملي متقناً. وقد علّمت نفسي الكثير وعملت بجهد لكي أبني أسلوبي الخاص، ولكن كما قلت كنت محبة لما أفعل وهذا سبب نجاحي.
هل توجد صور علقت في ذاكرتكِ عن حرفيات موجودة في بيتكِ أو محيطكِ، وأخذتِ منها الإلهام لتصنعي أفكاركِ وتصاميمكِ الخاصة؟
أعتقد أن والدتي ألهمتني بطريقة غير مباشرة لأنّها كانت تعمل بيديها، فهي كانت خياطة وكانت تصنع مجسمات صغيرة وكنت أراقبها بإمعان لكي أفهم سبب حبها الكبير لما تقوم به، وهكذا وجدت نفسي أقلّدها إنّما في مجال مختلف وهو صياغة الحلي والمجوهرات.
ما هي مصادر إلهامكِ الأخرى؟
مصدر إلهامي الأول هو رغبتي بالاستمرار في صناعة الفن، ففي اللحظات التي أشعر في خلالها بالخواء الفكري، أستمر في التجريب حتى أصل لأفكار جديدة، ولا أسمح باليأس أو الإحباط بالاقتراب مني. وبشكل عام، التغذية البصرية في مجالات الفنون تفتح لي دائماً آفاقاً أوسع، والاطّلاع على الفنون المختلفة يبهرني دائماً بحيث أرصد طريقة الفنانين في التعبير عن افكارهم سواء بالخامة أو الألوان أو التقنيات أو الملامس، فأستمد منهم أفكاراً تساعدني في عملي اليدوي.
كيف تطورين أسلوبكِ وتقنياتكِ، وما هي أهم الدورات التي خضعتِ لها وتسعين لحضورها مستقبلاً كي تطوري مهاراتكِ؟
طبعاً في حرفة صياغة المعادن والمجوهرات، الممارسة والاستمرارية والتمرن هي مفاتيح النجاح، فالعمل المتواصل سيعرّضكِ لمشاكل وتحديات ولكن سيعلمكِ أيضاً أن تجدي الطرق للتخلص من العثرات وإيجاد الحلول والبدء بالتطور. ألجأ أيضاً لمن هم أخبر مني لتعلّم التقنيات اللازمة، وقد التحقت مؤخراً ببرنامج سنوي مكثف لصياغة الفضة والمعادن في بريطانيا وكان من أهم البرامج التي ساعدت في صقل موهبتي وطوير مهاراتي في الصياغة، بالاضافة إلى أنني كسبت تقنيات مختلفة وجديدة ستساعدني مستقبلاً في إطلاق علامة المجوهرات الخاصة بي.
ما هي الرسائل التي تحاولين تضمينها في أعمالكِ الفنية والحرفية المختلفة؟
أحب أن يحمل فني شعوراً بالراحة والسعادة للأشخاص الذين يتلقّونه فيحسون أنّهم أفضل. وأعمل بالمعادن الأرضية كالنحاس الأحمر والأصفر وذلك في مرحلة التجارب الأولية التي تساعدني لوضع الرؤية النهائية للقطعة، ولأعمالي النهائية غالباً ما استخدم الفضة.
كيف تشجعين الفتيات الشابات على الصناعات الحرفية؟ هل هناك مجالات لتسويقها في المملكة؟
من خلال تجربتي الشخصية، ولأننا نعيش في زمن الانفتاح، أنا أعتقد أنّ هذا أفضل وقت للاتجاه نحو مجالات الفنون والحرف اليدوية، فهناك دعم كبير من قبل الجهات الرسمية في مسعى للحفاظ على الموروث الثقافي، في زمن صناعي بحت حيث باتت الآلات تقوم بصنع كل شيء. لذا تبرز الحاجة بشدة إلى المواهب الاستثنائية التي تتميز في صنع المنتجات اليدوية وعرضها على السوق الكبير والمتعطش للمسة الآدمية.
هل وجدت دعماً رسمياً لفكركِ وموهبتكِ أم فقط دعماً عائلياً ومجتمعياً؟
طبعاً وجدت دعماً كبيراً من الجهات الرسمية حين افتتحت ورشتي في البلد، كما سعدت كثيراً بدعم من الفنانين الأكبر مني في المجال، وهذا الأمر يسعدني لأنّ الإنسان يحتاج إلى التشجيع سواء من المقربين أو من المجتمع العريض كي يستمر في سعيه ولا يتراجع أمام المصاعب.
كيف ترين الانفتاح الحاصل في المجالات الفنية في المملكة، وهل استفدتِ منه للتعريف أكثر بفنكِ؟
الانفتاح الحاصل إيجابي ومشجع، فقد ساعد على انتشار الفنون وفتح مجال أكبر للفنانين لكي يمارسوا مختلف أنواعها ولاتخاذها كعمل أساسي من خلال إنتاج القطع وعرضها للاقتناء، وهذا ما نحتاج إليه لتشجيع الأجيال الجديدة على الدخول في المجالات الثقافية والأدبية والفنية والإبداعية.
هل تطمحين لأن يكون لكِ علامة خاصة تحمل اسمكِ تصمم مجوهرات أو حتى قطع ديكور وإكسسوارات مختلفة؟
بالتأكيد هو طموحي، فأنا أرغب في إنشاء علامتي التجارية في المستقبل القريب وسأركز في البداية أن تكون التصاميم من صنعي وتعكس بصمتي الخاصة، ليظهر جهدي وطاقتي وشيء من روحي وذاتي في كل قطعة أقدمها.
ما هي مشاريعكِ في الفترة المقبلة؟
مشروعي الأساسي في هذه الفترة هو تطوير ورشتي الموجودة في البلد. تقوم فكرتها على إقامة ورش عمل وتجارب لصياغة المعادن ونشر فن المجوهرات اليدوية في جدة، كما أطمح في المستقبل أن تتحول إلى مدرسة متخصصة لتعليم هذه الحرفة.
اقرئي المزيد: دعاء شكرالله جان: البدء بمشروع خاص يحتاج روحاً مغامرة ومقبلة على الاكتشاف