Ramesh Nair: الفنّ مصدر إلهامي
من يغوص في عالم الموضة ويدرك خفاياه يعرف جيّداً أنّ لدار Moynat تاريخ طويل وعريق في صناعة الحقائب. لذا، ولمتابعة كيفيّة تطوّر مفهوم الدار، كان لنا هذا اللقاء الخاص مع المصمّم هندي الأصل والمقيم في باريس Ramesh Nair الذي يشغل منصب المدير الإبداعي في Moynat والذي أضاف لمسته الخاصة على ابتكاراتها.
Miu Miu تطلق نسخة جديدة من موقعها الإلكتروني
ما الذي تغيّر في دار Moynat بعد انضمامك إلى فريقها منذ 7 أعوام وحتى اليوم؟
عملنا طوال هذه الأعوام على بناء أسس دار Moynat فبدأنا من الصفر فعليّاً سواء من حيث تحديد القيم والقوانين أو إنشاء الفرق لاستلام المهام المختلفة في الشركة. ومنذ عامين وحسب بدأت دار Moynat تشتهر وتوسّع انتشارها أكثر فأكثر. فقد نوّعنا رسالتنا ومنتجاتنا كما وعملنا على تعزيز جوهرنا واستكشاف أسواق جديدة وإطلاق مشاريع مختلفة واستثنائيّة...
وقد تغيّر أيضاً مفهوم الرفاهية في هذه الأعوام السبعة، فاليوم تختلف نظرة الناس إلى الترف ودوافعهم للشراء، ما يعني أنّه علينا أن نواكب هذا التغيّر.
هلا تخبرنا عن إعادة إحياء دار Moynat؟
إنّ قصّة النهضة التي شهدتها دار Moynat مثيرة للاهتمام، ففي الماضي تمتّعت العلامة بشهرة كبيرة وحقّقت نجاحاً هائلاً، إلّا أنّها عادت وغابت عن الساحة. وبعد سنوات، أصبحت Moynat جزءاً من مجموعة السيّد Arnault في العام 2010 الذي قرّر إعادة إحياء تاريخها وتراثها فدعيتُ على الإثر لأستلم منصب الإدارة الإبداعيّة.
كيف تصف العلاقة بين المرأة والحقائب؟
بالنسبة إليّ، تشكّل الحقائب قطعاً هندسيّة وكوناً كاملاً يمكن للمرأة أن تحمله معها أينما ذهبت. وأرى أنّ العلاقة التي تربط المرأة بالحقائب علاقة شخصيّة وحميمة جدّاً. فلا يمكن للمرء أن يبحث في حقيبة امرأة من دون إذنها، وحتى بعد موافقتها إنّه لامتياز كبير أن يدخل إلى عالمها وحياتها الخاصة من خلال حقيبتها.
85 عاماً على ولادة أيقونة “التمساح”…. Lacoste
ماذا تخبرنا عن ابتكاراتك الجديدة في صناعة الحقائب؟
أحبّ أن أستكشف توجّهات جديدة ومجهولة بين الحين والآخر. ففي مطلع العام 2018، ركّزت على النقش على الجلد بواسطة جهاز البيروغراف. وقد اخترت أيضاً العمل على بعض الأقمشة الفريدة مثل جلد التمساح قزحي اللون الذي يتميّز بلمعانه الرائع وشفافيّته الاستثنائيّة. ومن بين الابتكارات الجديدة التي اعتمدتها أيضاً اختيار جلد التمساح المغطّى بجزيئات صغيرة من الذهب الصافي عيار 24 قيراطاً تنتشر داخل الجلد وليس فقط على سطحه. وقد عملنا على تنفيذ هذه التقنيّة المميّزة في مختبر الفضاء الجوّي. كذلك، أصدرنا بعض الأشكال الجديدة من حقائبنا مثل حقيبة Mini Vanity الهرميّة والمصنوعة من المعدن المشبّك والنسخة الكرويّة منها أيضاً.
تستمدّ الوحي من الفنون على أنواعها. ما هي العلاقة التي تجمعك ودار Moynat مع الفنّ؟
لطالما كان الفنّ الإلهام الأكبر لعملي الإبداعي وفلسفتي في التصميم. ويظهر ذلك في الأشكال الهندسيّة التي تبرز سواء في تصاميم الحقائب أو في التفاصيل الصغيرة كالقفل والمسامير. وتصبح القطعة أشبه براقصة تحتلّ وسط المسرح وتجذب الأنظار إليها من حولها، إذ تجسّد حركات الراقصة بالإضافة إلى الأشكال الهندسيّة وغيرها.
سبق أن عملت مع أهمّ الأسماء في عالم الموضة مثل Martin Margiela وJean Paul Gaultier وChristian Lacroix وYohji Yamamoto. كيف يتأثّر عملك اليوم بتجاربك السابقة في المجال؟
بالنسبة إليّ، Martin Margiela بمثابة مرشد لي فقد عملت معه في دار Hermès وكان يقدّر دائماً جانبي النظري. وقد تعلّمت منه البحث والتدقيق والتفكير بطريقة مجرّدة قبل ترجمة الأفكار إلى أغراض ملموسة. ولهذا السبب لكل قطعة أبتكرها مغزى إلّا أنّ كل شخص يمكن أن يفسّرها على طريقته الخاصة.عملت لاحقاً مع Jean Paul Gaultier في دار Hermès أيضاً، وبفضله كنت أخزّن في ذهني مراجع أستعين بها لاحقاً. السيّد Gaultier هو موسوعة من المراجع فهو يختار عناصر مختلفة من مجالات الفنّ المتعدّدة سواء الرقص أو الأفلام أو ثقافة البوب ليمزجها كلّها معاً فيقدّم عملاً استثنائيّاً وفريداً من نوعه. هذا هو الدرس المهمّ الذي تعلّمته من السيّد Gaultier خلال عملي معه.
أمّا تأثّري بـYohji Yamamoto، فكان خلال بداية مسيرتي المهنيّة. فقد علّمني تعاوني معه الانضباط والصرامة في العمل والسعي إلى الكمال في تنفيذ أفكاري. كذلك، خوّلني تطوير رؤية ثابتة فأصبحت قادراً على الالتزام برسالتي من دون أن أفقد تركيزي.
ميلانيا ترامب تشغل العالم بإطلالتها غير المألوفة
ما هي مشاريعك المستقبليّة لتوسيع دار Moynat وتطويرها؟
بالنسبة إليّ، تترسّخ جذور المستقبل في الماضي. أمّا هدفي، فهو الاستمرار في العمل على المسار نفسه ووفق الفلسفة ذاتها أيضاً مع التركيز على الجودة العالية والتوعية حول مفهومنا للتصميم والحرف اليدويّة. لا بدّ أن نستمرّ في تخطّي كل الحدود من خلال البحث والتطوير فبرأيي، هكذا نبلغ الاستدامة والنجاح والنموّ. لا شكّ أنّ هذه العمليّة تتطلّب بعض الوقت والتخطيط لكنّنا بدأنا بالفعل بالعمل عليها.