للنفحات مكانة أساسيّة في حياتنا، فنحن لا نبحث عنها في العطور وحسب، إنّما في منتجات البشرة والشعر والمنزل أيضاً. وينعكس كل أريج نتنشّقه على داخلنا بطريقة أو بأخرى، فكيف تتبدّل المشاعر إذاً بتبدّل الروائح من حولنا؟
اقرئي: 6 أسباب خفية لزيادة وزنك… لا علاقة لها بالكسل أو بالأطعمة الدسمة
أكثر من مجرّد نفحات…
ليست النفحات مجرّد أريج نستنشقه أو عبير يعبر حواسنا مرور الكرام، بل هي مشاعر تتّقد في داخلنا وذكريات تستيقظ من سباتها ونسيم دافئ يغمر الروح لينقلها إلى عالم آخر.
فلا عجب إذاً إن لم يقع اختيارنا على هذا العطر أو ذاك صدفة، فثمّة علاقة تربطنا بالإصدار وتدفعنا إلى انتقائه من دون غيره.
للنفحات تأثيرها الخاص علينا
ولكن، لا بدّ من القول إنّ النفحات لا ترتبط بالأحاسيس والمشاعر وحسب، إنّما بالعقل والجسم أيضاً. فلكلّ منها تأثيرها الخاص الذي ينعكس بطريقة مختلفة ومميّزة.فهيّا ندخل معاً عالم النفحات وتأثيراتها!
الخزامى
قد لا تعلمين أنّ الخزامى تساعد على استرخاء الجسم والعقل على حدّ سواء، وذلك بطريقة فوريّة إلى حدّ ما. ومن أبرز سماتها في هذا الصدد قدرتها على معالجة الأرق أو صعوبة النوم. لذلك، في كل مرّة تعجزين فيها عن النوم أو تشعرين فيها بنوع من الإحباط، سارعي إلى استنشاق عبير الخزامى لتتخلّصي من مشكلتك من جهة أولى أو تبعدي عنك المشاعر السلبيّة من جهة ثانية.
اقرئي: 13 نصيحة لحياة صحية… في 5 دقائق فقط
القرفة
تعدّ القرفة من النفحات الأكثر دفئاً، وفيها تمتزج الحدّة بالحلاوة. أمّا بالنسبة إلى تأثيرها عليك، فتفرضه على عقلك تحديداً وبطريقة إيجابيّة. فقد أظهرت الأبحاث أنّ القرفة قادرة على تعزيز قوّة الدماغ وتحسين وظائفه المعرفيّة، بما فيها الاستجابة البصريّة-الحركيّة وعمل الذاكرة ومستوى الانتباه.
الحمضيّات
غالباً ما تدخل الحمضيّات إلى تركيبات العطور التي تقدّمها الدور العالميّة والعلامات الشهيرة، فهذه النفحات تساعد على رفع مستوى الطاقة في الجسم وعلى تحسين اليقظة أيضاً.
الصنوبر
كثيراً ما ترين الزينة تتألّق على أشجار الصنوبر في موسم الاحتفالات من دون أن تتساءلي عن السبب. ولو اعتقدت أنّ الأمر صدفة، فأنت مخطئة، إذ أظهرت الأبحاث أنّ نفحات الصنوبر تساعد على التخفيف من الشعور بالاكتئاب والإجهاد. وفي دراسة يابانيّة، تبيّنت هذه القدرة تماماً بعد اختبار أجري على مجموعة من الأشخاص الذين ساروا في غابات الصنوبر. انطلاقاً من ذلك، استفيدي من هذا الأريج واسمحي لنفسك بالاسترخاء والهدوء بعيداً عن أيّ مشاعر سلبيّة.
الفانيليا
لطالما ارتبط مكوّن الفانيليا بالنعومة والرقّة، وبالنسبة إلى المشاعر، تؤدّي هذه النفحات دوراً أساسيّاً يتمثّل في تحسين المزاج وتعزيز السعادة والاسترخاء.
اقرئي: 4 حيل لتتخلّصي من أوجاع العمل… لن تتخيّلي سهولتها
النعناع
لطالما لجأت إلى النعناع لتعزيز انتعاش نفَسك.
غير أنّك لا تعلمين أنّ لنفحاته دور إيجابي، لا بل أساسي، بالنسبة إلى الدماغ. فقد أشارت إحدى الدراسات إلى أنّ النعناع يساهم في تحسين القدرات المعرفيّة والاندفاع والأداء بشكل عام. ونظراً لهذه القدرة على تنشيط الدماغ، كثيراً ما تُستخدم نفحات النعناع لمساعدة التلاميذ قبل الامتحانات.
الياسمين
من منّا لا يحلو لها النظر إلى أزهار الياسمين، فهي جميلة وناعمة. غير أنّ فوائد الياسمين لا تتوقّف عند جماليّتها وحسب، إنّما تتعدّاها لتشمل نفحاتها التي أثبتت فعاليّتها في التخفيف من حدّة الإحباط الذي قد نشعر به في مرحلة معيّنة من مراحل حياتنا. فلو شعرت مثلاً بأنّك تحتاجين إلى ما يهدّئ مشاعرك السلبيّة، احجزي لنفسك جلسة تدليك بواسطة زيت الياسمين واستمتعي باستنشاق نفحاته التي ستحسّن مزاجك من دون شكّ، فلا تستهيني بالقدرات الكبيرة لهذه الزهرة الصغيرة!
زيت الزيتون
لا يختلف اثنان على فوائد زيت الزيتون الصحيّة، لا سيّما أنّه ينضمّ إلى قائمة الدهون غير المضرّة. ولكن، هل تعلمين أنّ هذا الزيت الأساسي في مطبخنا المتوسّطي يساعد على إرضاء الشهيّة والتخفيف من الرغبة في تناول الطعام بمجرّد استنشاق رائحته؟ فقد أظهرت الأبحاث التي أجراها مركز البحوث الألماني للكيمياء الغذائيّة أنّ زيت الزيتون يرضي شهيّة الإنسان أكثر من الزيوت والدهون الأخرى. كما وأشارت الدراسة أيضاً إلى أنّ هذا الزيت الذي ينضمّ إلى الطعام، وبفضل رائحته، يدفع إلى استهلاك عدد أقلّ من السعرات الحراريّة.
التفّاح
نفحات التفّاح قادرة على التخفيف من حدّة الصداع النصفي، حقيقة وليست مجرّد أقاويل. فمن جهة أولى، تمتّ الإشارة إلى نجاحها في خفض أعراض الصداع وتقصير مدّة نوبات الصداع النفسي، ومن جهة ثانية، وجدت الدراسات أنّ رائحة التفّاح الأخضر تساعد في السيطرة على مشاعر القلق في الظروف المزعجة.
إكليل الجبل
إكليل الجبل هو الخيار المثالي إن كنت تبحثين عن طريقة تعزّزين فيها تركيزك وذاكرتك مع التخفيف من التوتّر. وفي هذا الصدد، أشار قسم علم النفس في جامعة Northumbria إلى أنّ استنشاق عبير زيت إكليل الجبل يحسّن سرعة المهام العقليّة ودقّتها والذاكرة بنسبة تتعدّى الـ10%.
اقرئي: طريقة مدهشة لتخسري الوزن وتحافظي على البيئة في الوقت نفسه
القهوة
تستيقظين عادةً ثمّ تستنشقين رائحة القهوة لتشربيها، ولكن ماذا لو شممت رائحتها لتصحصحي؟! فقد أشارت إحدى الدراسات إلى أنّ استنشاق رائحة القهوة المرّة في الصباح يبعد آثار الحاجة إلى النوم ويخفّف الإجهاد. فلو كنت من اللواتي يسهرن لساعات طويلة ويشعرن بالنعاس أثناء العمل على مكاتبهنّ، ضعي وعاءً صغيراً يحوي حبوب البنّ على طاولتك وعزّزي يقظتك طوال الوقت.
البخّور
يعدّ البخّور جزءاً من ثقافتنا العربيّة، فدائماً ما نبحث عن عبيره الزكي ليجمّل الأجواء من حولنا. وفي الواقع، لا يساهم البخور في تهدئة الدماغ كثير النشاط وحسب، إنّما تلامس نفحاته أيضاً المشاعر والذاكرة لتحسّن أداء هذه الأخيرة وتزيد التفكير وضوحاً.
استفيدي إذاً من النفحات التي تحيط بك ومن آثارها الإيجابيّة على مشاعرك وصحّتك العقليّة على حدّ سواء.