مقابلات

إيميه صيّاح: الصدق يجعلك محطّ ثقة الناس

 

حوار: نيكولا عازار ، تصوير: Marie Barsch من MMG Artist، تنسيق: Chee Smith من MMG Artist، مديرة فنيّة: فرح كريديّة، ماكياج: ميريام خيرالله من M.A.C، تصفيف شعر: فارس حرفوش لدى طوني المندلق، موقع التصوير: فندق St. Regis – دبي

تمتلك قاعدة جماهيريّة كبيرة، ففي رصيدها أعمال دراميّة تركت أثراً لدى المشاهد اللبناني والعربي على حدّ سواء، كما أنّ تقديمها برنامجي The Voice وThe Voice Kids سمح لها بالاقتراب أكثر من قلب المشاهد بفضل خفّة ظلّها على الشاشة وتواضعها اللافت. هي الممثّلة ومقدّمة البرامج اللبنانيّة إيميه الصيّاح التي تخبرنا عن سبب إقامتها حاليّاً بين دبي ولبنان، وعن جديدها بعد The Voice وعن تجربتها الرمضانيّة الأخيرة.

اقرئي: شيرين عبد الوهاب تدفع ثمن تصريحاتها باهظاً

أين أنت؟ هل تقيمين حاليّاً في دبي؟

في الوقت الحاضر، أتنقّل بين لبنان ودبي، بمعنى آخر أقيم في الطائرة (ضاحكة)، إلّا أنّ الأمر  لا يزعجني بتاتاً. انتقلت مؤخّراً إلى الإمارات كون زوجي يعمل هنا، كما أنّني سعيدة بهذه التجربة الجديدة فدبي عالم آخر، وهي مليئة بالفرص وتفتح لك آفاقاً جديدة.

هل تعتبرين انتقالك إلى دبي مخاطرة؟

لن أعتبره مخاطرة، بل هو أشبه بتحدّ جديد طرأ على حياتنا. أنا وزوجي فريد نكره الروتين بطبعنا وغالباً ما نبحث عن التجديد والتطوير على الأصعدة كافّة.

قد يعتقد البعض أنّه من الصعب عليك الانتقال برفقة زوجك إلى دبي كونك شخصيّة مشهورة جدّاً، ولكنّك قررت أن تقفي إلى جانبه مهما كانت التحدّيات التي تنتظركما. كيف فعلت ذلك؟

أعتقد أنّ ما قمنا به يعبّر عن الحبّ الحقيقي الذي يجمعنا، فالحبّ ليس مجرّد كلام جميل نابع من القلب، بل هو شعور يلمسه الشريكان من خلال القرارات والتنازلات التي يقومان بها من أجل إسعاد بعضهما.

أنت وزوجك فريد في حالة عشق دائمة، وهذا ما نلمسه على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، علماً أنّني أعي جيّداً مدى الحبّ الكبير الذي يجمعكما والذي لمسته حين سافرنا معاً إلى ميلانو العام الفائت للمشاركة في أسبوع الموضة.

الحمد لله، ربّما ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في إظهار هذا الحب الذي يجمعنا، بخاصّة أنّني تحت الأضواء وملايين المعجبين يتابعونني، إلّا أنّني أصرّ دائماً على عدم المبالغة في نشر صورنا الخاصّة، لأنّني أفضّل أن أحافظ على خصوصيّة علاقتنا الزوجيّة. في معظم الأحيان، أنشر صورنا لأنّني أريد مشاركة الآخرين فرحتنا، فأنا أؤمن بأنّ السعادة معدية وإيجابيّة.

علاقتك الزوجيّة تحصّنك وتجعلك  لا تخشين شيئاً.

لا يخاف المرء حين يكون الحبّ أساس علاقته الزوجيّة، فمهما حدث هو يعي جيّداً أنّ شخصاً ما ينتظره بفارغ الصبر لدعمه ومشاركته أحزانه والتخفيف عنه من دون أيّ تردّد.

هل تغارين على زوجك مثلما تعشقينه بجنون؟

أغار عليه بطريقة صحيّة، وهي نابعة من مدى حبّي له.

وكيف تظهرين له هذا الأمر؟

لا أستطيع أن أخفي هذا الشعور حين يعتريني. أحاول في كثير من الأحيان ألّا أظهر غيرتي عليه، إنّما أجد نفسي غير قادرة على ذلك، فأصارحه بطريقة عفويّة جدّاً.

اقرئي: أين أصبح ألبوم محمد حماقي الجديد؟

أعتقد أنّ شخصيّتك هي نفسها على الشاشة وفي المنزل!

هذا ما أنا عليه، وأفضّل أن أكون على طبيعتي لأنّها الوسيلة الأفضل لمخاطبة الآخرين على مختلف الأصعدة. أجمل ما في الحياة الصدق، وإن كان المرء صادقاً في حياته، سيكون صادقاً في مهنته وسيثق الناس بخياراته وطموحاته.

بماذا تشعرين عندما تقفين أمام كبار النجوم في عالم التمثيل؟

حمّلتني التجارب التي مررت بها منذ بداية مسيرتي المهنيّة مسؤوليّة كبيرة تجاه نفسي وتجاه الأشخاص الذين أتعاون معهم، علماً أنّ الوقوف إلى جانب أهمّ الأسماء في عالم الدراما دفعني دائماً إلى تقديم أفضل ما لديّ.

كيف تختارين أعمالك التمثيليّة؟ هل ترتكزين على الدور أو على النجوم المشاركين في العمل؟

الأمر أشبه بخلطة معيّنة، وكل ممثّل يختار الأنسب له. لا شكّ في أنّ الشخصيّة التي سأؤدّيها تعتبر عاملاً أساسيّاً في اختيار العمل الذي سأشارك فيه، علماً أنّني أشعر أحياناً بحدس داخلي يدفعني إلى اختيار هذا الدور دون غيره من دون أيّ مبرّرات أو أسباب، إنّما لا شكّ في أنّ عوامل أخرى قد تغريك أحياناً للموافقة على عمل ما، مثل أسماء الممثّلين المشاركين، وشركة الإنتاج والمخرج وغيرها.

هل كانت صائبة الخلطة التي انتقيتها في مسلسل «أوركيديا» الذي عُرض في رمضان الفائت؟

«أوركيديا» عمل رمضاني عربي سوري جمع مجموعة من نجوم الدراما السوريّة والعربيّة، وهو من إخراج حاتم علي وإنتاج «إيبلا الدوليّة للإنتاج السينمائي والتلفزيوني». كل هذه العناصر اجتمعت معاً في عمل واحد وشجّعتني على اختياره، كما أنّ إعجابي بالمسلسل ازداد عندما قرأت النص فما كان عليّ إلّا أن أشارك من دون تردّد، علماً أنّ دوري تخلّلته خيوط محوريّة فكان مليئاً بالتشويق والإثارة.

وكيف جاءت النتيجة؟

أنا راضية تماماً عن أدائي وعن الأصداء التي حقّقها العمل عندما عُرض، كانت فعلاً تجربة فريدة من نوعها، صوّرنا في تونس ورومانيا، كما أنّني سعيدة جدّاً لأنّني وقفت أمام عدسة المخرج حاتم علي وشاركت إلى جانب ممثّلين من الطراز الرفيع. لا شكّ في أنّ المسلسل لا يُعتبر عملاً جماهيريّاً يستقطب كل الأذواق والأعمار، فهو مسلسل تاريخي خيالي وبالفصحى! كما أنّه عُرض على قناة أبوظبي وغاب عن الشاشات اللبنانيّة، إلّا أنّه وجد مكانته عند محبّي هذا النوع  من الأعمال.

هل كانت «الفصحى» عاملاً سلبيّاً في انتشار العمل؟

سأكون صريحة معك. وافقت على الدور لأنّه جاء باللغة الفصحى، فقد شكّل ذلك تحدّياً جديداً بالنسبة إليّ… لا شكّ في أنّ للفصحى متذوّقيها، وهي متواجدة في الأعمال الدراميّة منذ الأزل، إلّا أنّ انتشار الدبلجة باللغة العاميّة في الآونة الأخيرة جعل الفصحى ترتقي إلى فئة النخبة.

ماذا أضافت إليك مشاركتك في فيلم «زفاف يان» الذي عرض في دور السينما منذ فترة؟

يختلف «زفاف يان» عن كل ما قدّمته سابقاً وعمّا سأطلّ به في المستقبل القريب. هو أشبه بنسمة من الهواء العليل. ذكرت لك سابقاً أنّني أهوى التحدّيات، وما دفعني إلى المشاركة في هذا العمل كان التكلّم باللغة الأرمنيّة التي لا أعلم عنها شيئاً، علماً أنّ الفيلم حقّق أصداء إيجابيّة جدّاً.

وماذا عن «ثورة الفلاحين» الذي ينتظره المشاهد اللبناني والعربي بفارغ الصبر؟

أنا أيضاً أنتظره بفارغ الصبر… انتهينا من تصويره وهو في مرحلة المونتاج، وسيتألّف من 60 حلقة. قد يعرض العمل بداية العام المقبل، علماً أنّني متشوّقة كثيراً لأن يتعرّف المشاهد إلى «منتورة» (الدور الذي سأقدّمه).

بالصور: نانسي عجرم بأسلوب الـStreet Style

ومن هي «منتورة»؟

هي شخصيّة حقيقيّة تمرّ بمواقف حياتيّة مختلفة… الدور مركّب وصعب وقد استنفد كل طاقاتي التمثيليّة، فهذه الشخصيّة تعيش حاضرها وتخشى ممّا سيحدث لها في المستقبل.

كيف تطوّرين قدراتك التمثيليّة؟

أتمسّك بروح التحدّي الذي يتملّكني على الدوام، إذ أشعر أنّني في سباق دائم مع نفسي، وكل عمل أؤدّيه هو أشبه بمحطّة معيّنة أشارك فيها، علماً أنّها تزيدني قوّة في المضي إلى الأمام. من ناحية أخرى، دائماً ما أشاهد نفسي على الشاشة وأنتقد أدائي لتطوير ذاتي، كما أنّني أستمع جيّداً إلى الأشخاص الذي يخشون على مستقبلي وآخذ بآرائهم الإيجابيّة والسلبيّة.

هل تفتقدين إلى برنامجي The Voice  وThe Voice Kids؟

في ذاكرتي لحظات جميلة عشتها خلال تصوير هذين البرنامجين. اشتقت لعيش هذه الذكريات من جديد، ولكنّ ما حدث هو أنّنا عجزنا عن التوصّل إلى اتّفاق يرضي الطرفين، وهذا لا يلغي بتاتاً حبّي الكبير لهذه المحطّة وللقيّمين على البرنامجين.

المجلات الرقمية

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية