من يومين كنت أتكلّم ويّا صديقة ليّ. التقيتها على «فيسبوك». كنت أعرفها من أيام الدراسة. ما كنّا حينها نتكلّم كثير. بس تذكّرتها وتذكّرتني. المهمّ تحدّثنا عن حاجات كثيرة. بسّ الحاجة اللي حبّيتها أكثر هيّ إنّها كانت في إيطاليا. قال زارت أماكن حلوة مرّة. أتذكّر منها ساحل أمالفي والبندقيّة وفلورنسا وبرج بيزا ومدرّج الكولوسيوم. وقالت كمان: «لو كنت أعرف اللغة الإيطاليّة. ما قدرت أفهم إيش البائعين يقولون. كثير منهم ما يعرفون يتكلّمون الإنكليزيّة». وكده حسّيت إنّي أريد أتعلّم اللغة الإيطاليّة فعلاً… كلّ سنة أحضر أسبوع الموضة في ميلانو، بسّ طبعاً
مو معقول أروّح هناك من غير ما أتسوّق. وعشان أقدر أفهم إيش البائعين يقولون دحين أجلس في غرفتي، الآيباد في يدي. أسوّي دورة مكثّفة في اللغة الإيطاليّة على موقع إلكتروني. في البداية سوّيت درس تجريبي. وبعدين اخترت جدول الدروس وأوقاتها. وكمان المدرّس الخصوصي. يعني مثل كأنّي أتعلّم في معهد.
في البداية كان ضروري دراسة الأحرف. يعني كيف نقدر نلفظها. أقول لك: الـC تصير K مع الأحرف A
وO وU. والـCh تصير K. وكمان الـG مع الـE والـI نلفظها بالطريقة ديّه: Dj. وكثير حاجات.
ودحين «كومستا؟» Come Stai يعني «كيف أحوالك؟» ولا أقبل لازم أقول لك «بوندجيورنو» Buongiorno أقصد صباح الخير. وإذا كان عندك المسا أقول «بووناسيرا» Buona Sera وأقصد «مساء الخير». و«غرادسي» Grazie عشان تقرئين يوميّاتي يعني «شكراً». «مي كيامو» Mi Chiamo «هيا». طبعاً فهمتي إيش معنى الكلمة. الحقيقة الدرس ممتع. بسّ أريد أسوّي قهوة وأرجع… ودحين فين كنّا؟ (أشرب قهوة). كنت أقول لك إنّه الدرس ممتع. فعلاً اللغة الجديدة مو كلام وبسّ. هيّ عالم جديد، مجتمع جديد، حضارة جديدة، تاريخ جديد. هي امتداد لشخصيّتك، سفر وإنت في مكانك.
أشرب القهوة. سوّيتها مرّة. ما أريد سكّر. بسّ في جدّ «إيرا سكويزيتو» Era Squisito يعني لذيذة مرّة. ما أدري إذا كنت ألفظ الكلمة ديّة بطريقة صحيحة. تلاحظين؟ مو صعبة. شوّية تركيز وتقدرين تحفظين كثير كلمات. أحسّ إنّي أريد أتعلّم كلّ لغات العالم. المعرفة حلوة، تقولين نوافذ تفتح في عقلك ويدخل منها النور. أتذكّر حين كتبت أوّل جملة باللغة الإنكليزيّة. كنت صغيرة… فرحت كثير. كان بيه كلمة كتبتها بطريقة خاطئة. بس مو مهمّ. دحين أشوف الجملة ديّة مثل كأنّها كتابي الأوّل. يعني سوّيت حاجة من ولا حاجة. ودحين… ما ملّيت بس أريد أرتاح. «بوونا دجيورناتا»… Buona Giornata نهارك سعيد.
اقرئي أيضاً: فاطمة الشيراوي: الألوان التي تناسبك تزيدك ثقة وإيجابيّة، LEON KEER: لوحاتي ملك للشارع، مشروعك الخاصّ على بعد خطوات