مقابلات

دانييلا رحمة: التمثيل يأخذني إلى بعد آخر

حوار: نيكولا عازار، تصوير:فؤاد تدروس، مديرة فنيّة: فرح كريديّة، تنسيق: سيما معلوف، ماكياج:.Justy H، تصفيف شعر: Assaad Hair Design، موقع التصوير: Haven، جبيل – لبنان

هي في سعي دائم إلى تحقيق أحلامها وتطويرها وتجنيدها، وطالما هي قادرة على التميّز، فلا شيء يمنعها من الاستمتاع بما تقوم به، وحسناً تفعل! فهي قدّمت دوراً استثنائيّاً في شهر رمضان الفائت أشاد به نقّاد وزملاء عدّة، فكانت حديث الناس طوال عرض مسلسلها «تانغو» وحتى بعد انتهائه. هي الممثلة اللبنانيّة دانييلا رحمة التي فاجأت الجميع بموهبتها الفذّة، وقد كان لنا معها هذا الحوار لتخبرنا عن تجربتها التمثيليّة الشيّقة وكيف استطاعت أن تحقّق النجاح في مهنة تتطلّب إمكانيّات عالية جدّاً.

في يوم ميلادها: تعرفي أكثر إلى الملكة رانيا

كيف هي «فرح»؟ هل خرجت من عباءتها؟

لا أزال أتذكّر تفاصيلها ومشاكلها وأشتاق إليها أحياناً، إلّا أنّني لا أريد العودة إلى هذا الدور، خصوصاً أنّه أرهقني كثيراً. هو دور مركّب حصد نجاحاً كبيراً، تعاطف معه البعض والعكس، خصوصاً أنّ «فرح» اقترفت أخطاء كثيرة بحقّها وبحقّ الآخرين.

لا شكّ أنّك خاطرت في هذا العمل، لا سيّما أنّه العمل الدرامي الأوّل الذي يعرض لك على الشاشة في رمضان. كيف وافقت عليه؟

لطالما كان التمثيل شغفي، إلّا أنّني كنت أتردّد في الغوص في هذا المجال لأنّني لم أرد التمثيل لمجرّد التمثيل، بل أردت أن تكون خطوتي الأولى مدروسة جيّداً، وحين عرضت عليّ المشاركة في «تانغو» بدور «فرح»، اعتراني الخوف، لا سيّما أنّه دور مرّكب وصعب، لكنّني حين جلست مع مخرج العمل رامي حنا شعرت بالطمأنينة والثقة، كونه أصرّ أنّ الدور يليق بي. أضف إلى ذلك أنّ النص مكتوب بطريقة جميلة جدّاً، ناهيك عن أنّ دور «فرح» محوري… كل هذه العوامل إلى جانب فريق العمل وشركة الإنتاج شجّعتني على الإقدام على هذه الخطوة بكل ثقة.

كيف تحضّرت للدور؟

أمضيت 4 أشهر أدرس طباع «فرح» وتصرّفاتها، أغوص في مشاكلها ورغباتها. تقمّصت «فرح» ولم أكن على طبيعتي طوال هذه الأشهر الأربعة… شكّلت هذه التجربة تحدّياً فعليّاً بالنسبة لي، فقد كان من الصعب عليّ أن أخرج من عباءة الدور حتى بعد انتهاء التصوير، ربما لأنّها تجربتي الأولى في عالم الدراما، حتى إنّ باسل خياط لاحظ ما أمرّ به ونصحني بنسيان الدور بمجرّد الانتهاء من التصوير لأنّني سأتعب كثيراً. كما أنّني شاهدت فيلم The Hours لأكثر من مرّة وتابعت تفاصيل الأدوار التي قدّمتها النجمات Nicole Kidman وMeryl Streep وJulianne Moore وتأثّرت كثيراً بأدائهنّ المبهر. كذلك، وقفت أمام المرآة وقمت بتمارين عديدة خدمة للدور، علماً أنّ مناهج مختلفة تنصح بعدم القيام بذلك. لا شكّ أنّ التجارب التي سأخوضها في المستقبل ستزيدني خبرة وحرفيّة.

هل يعود الفضل في نجاح دورك إلى مجهودك الخاص أم تعتبرين أنّ إدارة رامي حنا ساهمت في ذلك أيضاً؟

لا شكّ أنّ رامي وقف إلى جانبي وساعدني كثيراً ولطالما ردّد على مسمعي أنّني مجتهدة جدّاً في تحضير الدور وأدواته، وكنت أجيبه بأنني ربّما أشعر بالخوف، إلّا أنّه كان يؤكّد لي أنّني أسعى إلى الكمال في كل شيء أقوم به… وهذه طبيعتي!

نيكول كيدمان تصدم محبيها بهذه الصورة

هذه التجربة أشبه بسيف ذي حدّين: إمّا تتحدّين ذاتك فتقدّمين الأجمل أو تمرّ هذه التجربة مرور الكرام.

صحيح، كنت متشوّقة لعيش هذه التجربة وتقمّص الدور بكل جوانبه. أتذكّر جيّداً حين كنت صغيرة في السن، إذ كنت أمشي في الشوارع وأعيش شخصيّات تعود إلى حقبات مختلفة. كنت أريد أن أعيش ما يشعر به ويمرّ به هؤلاء.

تتمتّعين بمخيّلة واسعة!

صحيح، في أحد المشاهد حين قام عامر (باسل خياط) بالتخلّص من إحدى الشخصيّات، تأثّرت كثيراً وارتعبت وارتجفت يداي وقدماي وشعرت بأنّني أشاهد مشهداً حقيقيّاً.

بمَ تشعرين حين تقفين أمام عدسة المخرج؟

هو إحساس جميل وخاطف، فأنا أشعر بأنّني أنجذب إلى الكاميرا من دون أيّ ترّدد، وكأنّني أملك المكان والزمان، فيختفي الخوف ويحلّ محلّه الشغف والاندفاع، وكأنّني انتقلت إلى بعد آخر.

كيف استقبلك فريق العمل؟

لا شكّ أنّني كنت خائفة بعض الشيء، فأنا أقف إلى جانب نخبة من الممثّلين الذين يتمتّعون بخبرة طويلة في هذا المجال، إلّّا أنّ الجميع وضع ثقته بي، الأمر الذي حمّلني مسؤوليّة كبيرة لتقديم أفضل ما لديّ، وأشكرهم فعلاً على ذلك.

ظهرت من دون ماكياج في مشاهد مختلفة، وهذا قلّما نشاهده لدى ممثلات أخريات. كيف تجرّأت على فعل ذلك؟

التمثيل أقرب إلى الحقيقة. وقد كان لا بدّ أن أظهر على طبيعتي في المشاهد التي تتطلّب ذلك! حتى إنّ البعض تفاجأ بشكلي في العمل ووجدوا جمالي الطبيعي أمراً مستحبّاً. كنت أظهر أحياناً من دون كريم الأساس، فما عانته «فرح» وما وصلت إليه من حالة نفسيّة صعبة لا يسمح لها بالظهور بكامل أناقتها!

داليدا…نجمة أثرت الدنيا بفنّها الجميل

من أنت اليوم بعد هذه التجربة الشيّقة؟

وأخيراً حقّقت حلمي. لطالما أردت أن أدرس التمثيل، ولكن من شدّة خوفي لجأت إلى الاعلام، فدارت الأيام ومرّت السنوات، وها أنا أقوم بما رغبت فيه طوال عمري.

هل تعيدين التجربة مع باسل خياط؟

أتمنّى ذلك.

هل بدأت بقراءة نصوص جديدة؟

بعد. لا أزال في فترة نقاهة، إلّا أنّني أستعدّ للمرحلة المقبلة.

هل قد نشاهدك في عمل كوميدي؟

ليس في الوقت الحالي. سألني البعض إن كنت أفكّر في خوض هذه التجربة إلى جانب ماغي بو غصن، بخاصة أنّ شركة الإنتاج هي نفسها التي أدارت عملي «تانغو» و«جوليا» في رمضان الفائت، إلّا أنّ ماغي سيّدة الكوميديا وهذا هو ملعبها، إلى جانب تأديتها أدواراً دراميّة مختلفة.

قد تنجحين في ذلك كونك تتمتّعين بوجه بشوش!

أسعى جاهدة لأكون شخصاً سعيداً ومتصالحاً مع ذاته، غير أنّني أفضّل أن أؤدّي أدواراً تعود إلى حقبات زمنيّة قديمة.

سبق وشاركت في مسلسل «بيروت سيتي» الذي لم يعرض حتى الآن. ماذا حدث له؟

هو جاهز للعرض، أتمنّى أن ينال نصيبه في الموسم المقبل، فهو عمل اجتماعي – كوميدي خفيف يعكس واقع مجتمعنا اللبناني ويحكي قصّة 4 فتيات يعشن في مدينة بيروت ويصادفن عدداً من المشاكل في حياتهنّ. لا بدّ أن أشير إلى أنّ «يارا» وهو اسم الشخصيّة التي أؤدّيها في المسلسل عزّزت قوّتي كثيراً، علماً أنّ الدور مختلف تماماً عمّا قدّمته في «تانغو».

سعد لمجرد إلى قفص الاتهام من جديد وهذا ما قاله والده

هل صحيح أنّ العمل يمتدّ على 15 حلقة؟

نعم، وكان من المتوقّع أن يتمّ تصوير 4 مواسم منه، بالإضافة إلى فيلم سينمائي.

هل تطمحين للمشاركة في عمل سينمائي؟

أتمنّى ذلك، فالتجربة مختلفة تماماً عن الأعمال الدراميّة، وأعتقد أنّها حلم كل ممثل.

وكيف هي حياتك بعيداً عن التمثيل؟

أنا سعيدة جدّاً، غير أنّني أصبّ كل تركيزي على عملي في الفترة الحاليّة والمقبلة.

العلامات: دانييلا رحمة

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية