نور ضاهـر: أترجم مشاعري وأفكاري في الموضة

حقّقت المصمّمة اللبنانيّة الصاعدة نور ضاهر نجاحاً في عالم الموضة في سنّ صغيرة، فقد برزت موهبتها بشكل كبير، ما خوّلها أن تعرض مجموعتها الأولى في ميلانو بعد أقلّ من أسبوعين على تخرّجها. ولنور طموحات كثيرة، فهي تخطّط للعمل على مشاريع متنوّعة بشكل جدّي ومميّز. تعرّفي أكثر إليها من خلال هذا اللقاء الخاص.

اقرئي: ‏SEQUINS بريق النجمات

لمَ اخترت دخول مجال الموضة والأزياء؟

لطالما أحببت الفنّ ومجال التصميم، وبما أنّ والدي مهندس زراعي وأمّي صاحبة ذوق رفيع وتحبّ الأعمال الحرفيّة، ساعدني ذلك في صقل موهبتي كمصمّمة أزياء. فقد اعتادت عيناي ويداي على الألوان والتركيبات المتواجدة في الطبيعة وعلى كل المهارات الضروريّة لعمل التصميم. وعندما كان عليّ اختيار تخصّصي في الجامعة، شعرت بأنّ الموضة هي المجال الذي سأتمكّن من خلاله من ترجمة مشاعري وأفكاري.

بعد أقلّ من أسبوعين على تقديم مجموعتك في عرض الأزياء الأوّل لطلاب الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة LAU، عُرضت تصاميمك في ميلانو. أخبرينا أكثر عن ذلك.

يفرض برنامج الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة أن يشارك الطلاب في مسابقات وفعاليّات خارجيّة، وفي سنتي الجامعيّة توجّب عليّ المشاركة في مسابقة International Lab of Mittelmoda للموضة في ميلانو، فحضّرت وزملائي ملفّاتنا لنرسلها إلى ميلانو. وبعد بضعة أسابيع تلقّيت بريداً إلكترونيّاً يشير إلى أنّه قد تمّ اختياري إلى جانب 23 شخصاً من أصل 4000 للمشاركة في النهائيّات وتقديم مجموعتي التي أعددتها كمشروع تخرّجي في ميلانو، ممثّلة طبعاً الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة ولبنان.

اقرئي: Breitling تخطط لمستقبل جديد وواعد

وكنت متشوّقة جدّاً لسماع هذا الخبر لا سيّما أنّ أحد الخرّيجين الأوائل قد اختير للمشاركة في مسابقة موضة مهمّة مثل مسابقة International Lab of Mittelmoda وقد حصلت على دعم هائل من جامعتي ومن أعضاء الفريق في البرنامج.

وامتدّت هذه العمليّة على ثلاثة أيّام إذ حضّرنا مجموعاتنا وشرحنا الأفكار وراءها ثمّ عرضناها على اللجنة وقدّمنا أخيراً عرض الأزياء كجزء من أسبوع الموضة في ميلانو، وهكذا فزت بجائزة Special Stone التي أعتزّ بها كثيراً.

كما ذكرت، تمّ اختيارك إلى جانب 23 مشاركاً للنهائيّات من أصل 4000 طالب، كيف تصفين هذه التجربة؟

عرض تصاميمي أمام لجنة Mittelmoda هو بحدّ ذاته إنجاز كبير جدّاً. وقد ساعدتني الأصداء الإيجابيّة التي حصلت عليها من الخبراء في عالم الموضة لا سيّما أنّهم يأتون من خلفيّات مختلفة ولديهم وجهات نظر متنوّعة وخبرة هائلة في هذا المجال. لذا، استفدت منهم كثيراً. بالإضافة إلى ذلك، ساعدتني رؤيتي لأعمال المصمّمين والخرّيجين الذين أتوا من جامعات وبلدان أخرى على معرفة وضع الموضة في تلك البلدان.

اقرئي: PLASTIC CLOTHES طابع عصري لا يقاوم

وعندما فزت في المسابقة، ازدادت ثقتي في عملي أكثر فأكثر، وذلك بفضل دعم فريق تصميم الأزياء في الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة لي وسعيه لإنجاح هذا البرنامج.

والأهمّ هو أنّ هذه التجربة كانت خطوة مهمّة في مسيرتي المهنيّة فقد شجّعتني وحفّزتني للمضي قدماً وتطوير نفسي في العمل.

هلا تخبرينا عن تفاصيل مجموعتك الأولى؟

مجموعتي مفعمة بالحياة والأنوثة. ركّزت كثيراً على الطبعات والأقمشة في التصاميم فابتكرت بعض النقشات التي تتعلّق بالفكرة الأساسيّة التي اخترتها للمجموعة وزيّنت بها تصاميم مناسبة لكل يوم. تتضمّن المجموعة مزيجاً من المواد والأقمشة بدءاً من الـPerspex والفينيل والـSwarovski وصولاً إلى قماش الأورغنزا والصوف والقطن والكريب.

أحبّ دائماً أن أتعمّق في جمال الطبيعة وفي إرث بيروت وتاريخها وفنّها لأترجم كل ذلك بأسلوب راقٍ وأنيق من خلال الأقمشة الفاخرة والألوان والطبعات والتفاصيل الحرفيّة الصغيرة.
اقرئي: أبرز صيحات موسم ربيع وصيف 2018

من أين استوحيت هذه التصاميم؟

استوحيت تصاميم هذه المجموعة بينما كنت أتدرّب لدى Mary Katrantzou في لندن. فقد حضرت حينئذٍ معرضاً لـLee Miller المعروفة بـLady Penrose، العارضة والمصوّرة والمراسلة الحربيّة الشهيرة، فتعرّفت إلى هذه المرأة التي تحوّلت من عارضة إلى مراسلة تغطّي الأحداث خلال الحرب العالميّة الثانية وتأثّرت كثيراً بقصّتها. وعندما رأيت صورها عن الحرب، تذكّرت مدينتي بيروت التي دمّرت ثمّ أعيد بناؤها مراراً وتكراراً. وبحثت لاحقاً في صور عائلتي لأجد صور بيروت قديماً، وهكذا اخترت الألوان بالاستناد إلى تلك الصور واستوحيت من هذه المدينة متعدّدة المستويات وترجمت ذلك في تعدّد طبقات الأقمشة في تصاميمي. كما وألهمتني ملابس عائلتي آنذاك فحاولت أن أضيف لمسة عصريّة وراقية على تلك الإطلالات وجسّدتها في تصاميم هذه المجموعة.

كيف تصفين العمل مع Fashion Forward ولمَ اخترت هذا التعاون؟

كان السيّد Bong Guerrero، المدير التنفيذي لـFashion Forward، قد زار الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة في ما مضى ورأى أعمال طلاب تصميم الأزياء. وبعد تأسيس Future Fashion، المنصّة الخاصة بالمصمّمين الخرّيجين الجدد، اتّصل بالجامعة كي يشارك طلّابها فعاين مجموعة من أعمال الطلاب وتمّ اختياري لعرض مجموعتي. ويُعتبر Fashion Forward الحدث الأهمّ في مجال الموضة والأزياء في المنطقة وقد سنحت لي الفرصة للمشاركة فيه فتعرّفت إلى أشخاص في هذا المجال وعشت تجربة مميّزة جدّاً كما والتقيت أيضاً بـMary Katrantzou التي سبق وعملت معها في لندن.

اقرئي: الفاشينيستا دانا الطويرش… فنّ التنسيق من دون أخطاء

ما هي الأسس المهمّة التي تعلّمتها من المصمّم إيلي صعب خلال دراستك في الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة؟

أعطانا المصمّم العالمي إيلي صعب بعض الملاحظات على أعمالنا التي قدّمناها في مشروع التخرّج وساعدنا كثيراً للنظر في مختلف جوانب السوق والتنبّه إلى حاجات السوق والزبونات لنكسب ولاءهنّ لنا أيضاً.

من هو المصمّم المفضّل لديك؟

المصمّم Dries Van Noten هو المفضّل لديّ فعمليّة التصميم التي يتّبعها تثير اهتمامي، إذ إنّه يبدأ بالمواد والأقمشة ويزخرفها ليبتكر منها في ما بعد تصاميم مذهلة. أمّا مصادر الإلهام وراء مجموعاته فمتنوّعة جدّاً كما وتتميّز تصاميمه بالألوان الاستثنائيّة والأسلوب الأزلي والحرفيّة الهائلة في مزج الطبعات والنقشات.

اقرئي: حان وقت الصيف: ما هي أبرز الصيحات الرائجة لهذا الموسم؟

هل لديك ملهمة معيّنة؟

والدتي هي ملهمتي!

ما هي مشاريعك المستقبليّة؟

أحضّر ملفّي حاليّاً لأتسجّل لنيل شهادة الماجستير في تطوير الأنسجة في المملكة المتّحدة وأبحث أيضاً عن عمل في هذا المجال. عملت أيضاً كمساعدة في التعليم مع برنامج تصميم الأزياء في الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة وأودّ أن أكتسب المزيد من الخبرة في هذا المجال وأن أطوّر مهاراتي لأعود أخيراً إلى لبنان وأؤسّس علامتي التجاريّة الخاصة. وأرغب أخيراً في التعاون مع منظّمات غير حكوميّة ومع فعاليّات تهدف إلى التنمية الاجتماعيّة والإنسانيّة.