سليم مزنّر: الوحي مرتبط بتجارب الحياة
هو اسم عالمي لامع في مجال صناعة المجوهرات، أطلق مؤخّراً مجموعته لهذا الموسم في دبي وتحديداً في متجرَي Harvey Nichols وBloomingdale’s. تعرّفي إلى سليم مزنّر، هذا المصمّم المبدع الذي حدّثنا عن تقنيّاته ومصدر إلهامه في هذا اللقاء الحصري.
سيما معلوف
أخبرنا قليلاً عن نفسك وعن عائلتك التي عملت في مجال المجوهرات.
بالفعل، ترعرعت في عائلة من الصاغة وتعلّمت تصميم المجوهرات وعلم المعادن في باريس ثمّ عدت إلى لبنان خلال فترة الحرب. عملت أوّلاً لدى دار Mouawad في السعوديّة وكان لديّ طاقم عمل يتألّف من 200 شخص وتعلّمت كثيراً من هذه التجربة لا سيّما على الصعيد العملي، إلّا أنّني انتقلت لاحقاً إلى تايلاند للمساعدة في تأسيس مصنع الدار هناك. بعدها، ذهبت إلى بورما للعمل في مناجم الياقوت ثمّ إلى باريس ونيويورك فبلجيكا وعدت أخيراً إلى بيروت حيث افتتحت متجري الخاص، لكنّ الحرب اندلعت في هذه الفترة. لذا، فكّرت في التوسّع نحو العالميّة وعرضت مجموعاتي في باريس، فاختار عدد كبير من الوكلاء مجوهراتي مثل Bon Marché في باريس وبعض المتاجر في لندن وإسطنبول ونيويورك ولوس أنجليس أيضاً. اعتمدت استراتيجيّة التوسّع في أهمّ المدن العالميّة ووصلت اليوم إلى دبي، المدينة العالميّة المفعمة بالطاقة والحيويّة حيث يقدّر الناس الفنّ والرقيّ.
اقرئي: مجوهرات Braille Dubai قطع فنيّة مبدعة
من أين تشتري الأحجار التي تستخدمها في مجوهراتك؟
بفضل خبرتي، بتّ أعرف المصادر التي يجب أن أحصل منها على الأحجار. زرت جايبور وعشت فترة في بانكوك وبورما وأدرك الأماكن المناسبة لشراء الأحجار في أفريقيا ونيويورك. كما أنّني خبير في الأحجار ودرست علم المعادن في باريس، لذا أعرف السوق جيّداً.
من أين تستمدّ الوحي لابتكار مجوهراتك؟
أظنّ أنّ الوحي مرتبط بتجارب الحياة، فالحياة هي نفسها مصدر إلهام، كما تؤدّي خبرة المرء ومهاراته دوراً مهمّاً أيضاً. فإذا استمدّ المرء الوحي وهو لا يملك الإمكانيّات التقنيّة، سيكون مصيره الفشل. قد يتمتّع بعض المصمّمين بأفكار خلّاقة أكثر من أفكاري إلّا أنّهم يعجزون عن تنفيذها. لذا، من الضروري تحقيق توازن بين الأمور فالوحي وحده لا يكفي.
تشتهر باستخدام تقنيّة «الفلمنك». أخبرنا قليلاً عنها.
عندما كنت صغيراً، سألت والدي عن العالم، فأجابني أنّه أشبه بحجر الماس المصقول بطريقة مختلفة. الكلمة من أصول تركيّة ولكنّني اكتشفت لاحقاً أنّ «الفلمنك» في اللغة العربيّة تعني سكّان منطقة الفلاندرز البلجيكيّة. وبعد القيام بأبحاث عدّة، أدركت أنّ الطلب على الماس في القرن الثامن عشر كان مرتفعاً جدّاً بينما كان الإنتاج قليلاً جدّاً. أمّا مستخرجو الماس، فتواجدوا في أمستردام وأنتويرب وحسب، وقد بدأوا بتقطيع الماس الخام بطريقة مختلفة بحيث كانوا يقطّعون حجرين من حجر خام واحد. لذا، فإنّ الحجر المصقول بتقنيّة «الفلمنك» يكون مسطّحاً أكثر وشكله من الأسفل ليس مثلّثاً، كما أنّ وزنه أخفّ وهو لا يلمع تماماً مثل الماس العادي. وقد قرّرت اختيار هذه التقنيّة لأنّها تجعل حجر الماس أنعم فذلك الخام حادّ جدّاً ويلمع كثيراً.
اقرئي: إمرأة تقف وراء دار Maison Alexandrine…من هي؟
لمَ لا تحبّ لمعان الماس؟
يلجأ عدد كبير من الناس إلى الماس للتباهي ولإبراز نفوذهم فيغضّون النظر عن التصميم وعن قيمة الحجر ويختارون المجوهرات بحسب درجة لمعان الماس، وكأنّه يرمز إلى مزيد من القوّة والنفوذ. كل ما يشغل بالهم هو التباهي بهذه المجوهرات من دون أن يدركوا فعلاً ما يشترون.
تحبّ أن تمزج الألوان في تصاميمك ولكنّك تقول أيضاً إنّ ثمّة مجازفة في مزج الألوان، لماذا؟
صحيح، يميل المصمّمون إلى استخدام الماس الأبيض والأسود والبنّي، لكن لا بدّ أن يكون المصمّم خبيراً في الأحجار قبل استخدام الألوان. فثمّة أنواع كثيرة من الماس الملوّن ولا بدّ أن نختار المصادر الصحيحة لشرائها وأن نشعر فعلاً بالألوان ونمزجها بحذر كبير. شخصيّاً، عندما أمزج الألوان، أحرص على اختيار الأحجار التي تتمتّع بالخصائص الماديّة والكيميائيّة نفسها بالإضافة إلى اللمعة والمواصفات ذاتها ليكون اللون هو العامل المختلف بينها وحسب.
من هي زبونة سليم مزنّر؟
أيّ امرأة تتفاعل مع مجوهراتي وتشعر بالانجذاب نحوها، هي زبونتي وملهمتي. وعندما تتأثّر المرأة بما أبتكره توثّر فيّ بدورها أيضاً. وتجدر الإشارة إلى أنّ كل النساء اللواتي يمكنهنّ شراء مجوهرات الدور الكبرى مثل Harry Winston وVan Cleef & Arpels يخترن أيضاً تصاميمي، فقد يشعرن بالملل من تصاميم المجوهرات الشائعة أحياناً، فيبحثن عن القطع الجديدة والعصريّة لا عن الترف. كما أنّ بعض زبوناتي هنّ من الجيل الجديد ويرغبن في مجوهرات فريدة من نوعها ومخصّصة لهنّ. هدفي هو أن أستمرّ في تقديم المجوهرات لمجموعة معيّنة من الزبونات لا أن تصبح تصاميمي في متناول الجميع.
اقرئي: تخلّصي من آلام الكعوب العالية بهذه النصائح