أفتح خزانتي لصديقاتي

أحبّ علاقات القرابة اللي تتحوّل لصداقة. في الحقيقة، أحسّ الصداقة أقوى من القرابة. يعني أمّك هيّ أمّك، بس حين تكون كمان صديقتك تصير علاقتكم أقوى. المهمّ، عندي قريبات هم كمان صديقاتي. نحكي أسرارنا، كل واحدة إيش عندها مشكلات، حاجات تتمنّى تحصل عليها... أيّ حاجة ما تقدر تقولها حتى لوالدتها.

اقرئي: في «بيير شيك» في دبي

ودحين نجتمع في غرفتي. وأكثر حاجة أحبّها عندهم هيّ إنهم يحبّون يشوفون ملابسي وأكسسواراتي وحقائبي وحتى أحذيتي. ريّا تسألني ونظراتها تروّح لناحية خزانتي: «هيا، إيش تسوّين عشان تكونين دوم أنيقة؟». وأنا أضحك وأقول: «ما أسوّي شي، بس أعرف كيف أختار الملابس والأكسسورات وأنسّقها. القصّة مثل موهبة الرسم والكتابة...». البنات ابتدوا يناقشون الموضوع وأنا أقاطعهم وأسألهم: «إيش تشربون؟ شاي أخضر؟ كمّون عشان التنحيف؟». يسكتون وكل واحدة تنتظر إجابة الثانية. أنتظر وعلى عكس توقّعاتي، يطلبون قهوة. أروّح أطلب المساعدة من الوالدة عشان في عمري في حياتي ما سوّيت القهوة بطريقة صحيحة.

اقرئي: رحلة في جبال الألب

أرجع وأسمع بقايا كلام البنات. وحصّة تسألني: «هيا نقدر نشوف خزانة ملابسك؟». وتصدّقين؟ أحبّ يشوفون ذوقي عشان يعجبهم. أفتح القسم الأوّل من الخزانة. أشوف في عيونهم حماس. خزانتي كبيرة وبيها أقسام كثيرة. أحتار من فين أبتدي. هنا الفساتين. علّقتها بحسب ألوانها. كأنّها عارضات أزياء على منصّة العرض. عيون البنات كأنّها تلمس القماش وتقلّب النقشات. وأنا أشرح: «ده بنقشة الورود الذهبيّة من مجموعة ربيع وصيف 2018 في أسبوع الموضة في باريس. وده حبّيته حين كانت العارضة ترتديه على المنصّة في أسبوع ميلانو في العام 2016. تشوفون الدانتيل الأخضر؟ روعة». أقلّب الفساتين مثل صفحات رواية خياليّة وهمّ ما يتكلّمون. وأنتقل للتنانير في القسم الثاني. وقبل كده أسأل: «ما تريدون تشربون القهوة؟ كده رايحة تبرد». وياخذون أكوابهم. وأنا أشرح: «التنّورة ديه رايحين تقولون إنّها مو حلوة. جمالها ما يظهر إلّا حين أرتديها. شايفين قماشها التافتا؟ وديه بنقشة الورود من برلين».

اقرئي: جلسة تصوير في عيد «هيا» العاشر

تنانيري بكل الأشكال، طويلة من قدام وقصيرة من الخلف، لتحت الركبة، لحدّ الكاحلين... والبنات يشربون القهوة وكأنّهم يشوفون برنامج مشوّق. أفتح دفّة السراويل والسترات والكنزات. ده المخمل الواسع لبسته في حفلة خطوبة بنت عمّتي مع القميص بالتطريز الهندي. وده غريب بس أحبّه. وده قماش يلمع مثل الجلد وديه سترة فرو من إيطاليا... أحسّ البنات من كثر دهشتهم يريدون يصفّقون. ولو تشوفين كيف عيونهم تلمع وأنا أفتح خزانة المجوهرات. تقولين كل المواسم والأحجار الكريمة هنا. حتى أنامل المصمّمين تشوفينها في القلادات والأساور والخواتم... «نلبسهم؟» أسأل البنات. وهم يبتسمون مثل أطفال سمحت والدتهم إنّهم ياكلون الحلوى. وخزانات الأحذية؟ القصّة تطول...

DRAWING BY FASHION ILLUSTRATOR ©SHAMEKH BLUWI

 
شارك