شذى حسون: شعروا بالخطر فحاربوني

استطاعت أن تفوز بلقب فنّانة عن جدارة، إذ لم تعد تُعرف بنجمة ستار أكاديمي، بل تخطت تلك الحدود التي رافقت انطلاقتها الفنيّة، لتصبح نجمة في عالم الأغنية العربيّة. هي ابنة العراق ... يعتبرها البعض نجمة العراق الأولى، وهذا لا خلاف عليه، بشهادة إعلاميين وصحافيين كثر. هي الفنانة العراقية شذى حسّون التي أطلقت أخيراً كليباً جديداً بعنوان "الحب الطاهر". تعترف شذى بأنها أصبحت أكثر حكمةً ونضجاً، كما تكشف أنّها تعرّضت لمواقف جعلتها تشعر بالألم، إلا أنّها تؤكد أنّ اسمها هو لقبٌ بحد ذاته.

 

احتفلت مؤخراً بعيد ميلادك وتحديداً في مصر إلى جانب الفنانة المصريّة فيفي عبده. ما الذي تغيّر فيك خلال هذا العام؟

يوماً بعد يوم، أصبحت آخذ الأمور بواقعيّة أكثر، على الصعيدين الشخصي والمهني. لم أعد أحلم كالسابق، فالمثابرة والاجتهاد هما أكثر ما يمكن أن يوصلك لتحقيق حلمك.

وماذا تغيّر في طباعك؟

أصبحت أكثر حكمة ونضجاً، أعي تماماً ما أريده اليوم، فخورة بما حقّقته حتّى اليوم وما سأحقّقه في المستقبل، فكلّما تقدّم المرء في العمر، كلما ازداد وعياً، ناهيك أنّ مسؤولياته تزيد وتصبح أكثر ثقلاً. أسعى حالياً إلى إكمال الاستراتيجيّة التي بدأتها في مشواري الفنّي، إنّما برؤية موسيقيّة جديدة. أصبحت أيضاً أكثر ثقة بنفسي وأعالج الأمور بروية.

حوربت كثيراً من قبل بعض الزميلات والأقلام الصحافيّة هل شكّلت تلك الأمور لديك نوعاً من الحصانة أم أثّرت سلباً عليك؟

لا شك أنّها أثّرت سلباً عليّ ... تعرّضت لمواقف جعلتني أشعر بالألم حينها، إنما كما ذكرتَ أنت، كل هذه المواقف حصّنتني وجعلتني ما أنا عليه اليوم ... علماً أنني لا أزال مشاكسة.

هل أنت مشاكسة أم امرأة قويّة؟

مشاكسة بمعنى أنّني لا أسكت عن حقي أبداً. لست امرأة قويّة بل حذرة، أدرس خطواتي وقراراتي جيداً وأختار أصدقائي بعناية كبيرة.

هل حوربت لأنّك ناجحة فقط؟

طبعاً، وهل هناك سبب أقوى من ذلك؟ هذا النجاح الذي حقّقته في فترة قصيرة ربما سبّب إزعاجاً لدى البعض، علماً أنّ من هاجمني يتمتّع بنجاح يفوق نجاحي بأضعاف، إنما ربما شعر بخطر محدق، فقرّر أن يحاربني حتى لا ينتشر اسمي ونجاحي أكثر وأكثر.

تعرّضت لمحاربات كثيرة العام الماضي، إنما هذا العام يبدو أكثر هدوءاً.

(ضاحكة) "دقّوا على الخشب" أصبحت أخشى القول إنّني أعيش مرحلة من الهدوء، فكلما ذكرت هذا الأمر في الإعلام، كلما تعرضت لهجومٍ أعنف. لا أريد الدخول في مشاكل، علماً أنّ بعض الفنانين يتقصّدون الدخول في مشاكل مع الآخرين حتى يزيدوا من انتشار اسمهم. للأسف أن بعضهم لا يقدّم فناً، بل أصبح يعتمد طريقة The Kardashians، وذلك لجذب الأنظار إليه.

ما السبب في أنّ من حاربك في الفترة الأخيرة يعتمد الصمت حالياً؟

لأنّني تعاملت معهم بكل احترام، واعتمدت كل الوسائل الراقية حتى أرد عليهم. رفضت أن أنزل إلى مستواهم، هذا ليس من شيمي ولم أتربّ على ذلك.

إنّما بعض المشاكل وصلت إلى المحاكم ...

صحيح والحمد لله ربحت كل الدعاوى. أختار كلماتي بذكاءٍ حادٍ، ولا أتعرّض لأحد أو أتقصّد أن أجرحه. أعتمد الصمت حالياً، وربما يعتمدون هم أيضاً بدورهم الصمت.

لماذا خافوا منك؟

ربما يعود الأمر لطبعي، الذي يستفز البعض، كذلك أنا على صداقة مع أسماء كبيرة في العالم العربي، وهذا ما أزعجهم، بخاصّة أنّني كنت لا أزال في بداية مشواري الفني.

ذكرت في أحد لقاءاتك أنّك "نجمة العراق الأولى". هل تطمحين إلى لقب "نجمة الخليج الأولى"؟

من قال إنني أسعى إلى ذلك اللقب؟ أنا عراقية، وحين يسألني أحدهم إن كنت نجمة العراق الأولى، أجيب بنعم، إنما لم أطلب يوماً من أحد أن يقدّمني بهذا اللقب، سواءً كان في حفلاتي أو في الإعلام ... لا شك أنّ اسمي متميّز في المنطقة الخليجيّة، إنما أشعر بأنّني فنانة عربيّة، إذ إنّ نجاحي ليس قائماً في الخليج وحسب، إنما في كل البلدان العربيّة.

فنانات كثيرات يتنافسن على هذا اللقب ويتحاربن فيما بينهن. لماذا؟

لا أحد يحارب أحد، ربما قد تكون هناك فنانة واحدة تحارب نفسها، كل ما في الأمر أنّ البعض منهنّ يهوى البلبلة الإعلاميّة. ربما قد تكون الأول اليوم، إنما قد يأتي يوم وتصبح رابعاً أو عاشراً ... الساحة الفنيّة تسع الجميع، وهي أشبه بطبق شهي، علماً أنّ كل واحد يأكل على هواه، قد تجد أحدهم يتناول طبقه بشكلٍ حضاري، وقد تجد آخرون يأكلون الطعام بطريقة همجيّة.

ما هو اللقب الذي تفضّلينه؟

اسمي هو لقب بحد ذاته (ضاحكة) عانيت كثيراً لأثبت اسمي فنياً، رفضت أن أستسلم، إنما حب الجمهور لي، جعلني أقف على قدميّ من جديد.

هل مررت بفترة انهيار؟

طبعاً، أتذكر جيداً المرحلة التي عشتها، كانت صعبة جداً، حيث تعرّضت خلالها للكثير من الخسائر والمشكلات، إنما جعلتني هذه المرحلة أكتسب ثقتي بنفسي، ولم أعد أبالي بعدها بما يقال وينشر.

يعرض لك حالياً كليب "الحب الطاهر". برأيك هل ما زال الناس يتشوقون لرؤية الـ"فيديو كليب"؟

طبعاً، إنما في السابق، كان المشاهدون يتابعونه على الشاشة الصغيرة فقط. أما اليوم، فاختلفت المعايير، إذ أصبحت الوسائل الرقميّة المحطة الأولى لمشاهدة الأعمال التصويريّة.

الوسائل الرقميّة ساهمت في نشوء علاقة جميلة بين الفنّان والمعجبين. إنّما هل انعكست هذه الوسائل سلباً على البعض؟

بالنسبة إلي، أجد أنها ساهمت في نجاحي، كما ساعدتني على تخطّي كل المشكلات والتصدّي للحروب التي تشنّ ضدي. قرّبتني من الناس، من خلال التواصل معهم على الدوام مثل موقعي Instagram وSnapchat، كما ساهمت في إيصال صورة الفنان الحقيقية.

هل أنت من الفنانات اللواتي يلجأن إلى هاتفهنّ المحمول للدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي بعد الاستيقاظ من النوم مباشرةً؟

(ضاحكة) أول ما أفعله هو الاطلاع على المكالمات الفائتة، ومن ثم أدخل إلى المواقع للتأكّد أنّ كل ما كتب هو ضمن حدود الأخلاق، وإن وجدت أن أحدهم لم يلتزم بهذه المعايير، أضطر حينها لإزالته من على صفحتي.

هل أنت راضية عن كليب "الحب الطاهر"؟

نعم، صوّرت هذا العمل خلال يومٍ واحد، وهو عبارة عن لقطات جمالية، أظهرت من خلالها جمال طبيعة لبنان الساحرة، وجمالي الخارق (ضاحكة). لا شك أن كليب "مزيون" الذي سبقه مختلف، إذ إنه يدور حول قصة جميلة، كما شاركني العمل الممثل اللبناني طوني عيسى الذي فاز حديثاً بـ"ديو المشاهير".

هل أنت راضية عن الصحافة العربية؟

لست راضية، لا سيما أنّ هذا المجال فيه محسوبيات كثيرة. لا شك أنّ البعض يتمتّع بقيم عالية، إنما البعض يهاجمك من دون أسباب واضحة ويفتقد إلى المصداقية.

تواجدت حديثاً في مصر والتقيت بالمنتج المصري محمد السبكي. هل ثمة عمل قريب بينكما؟

السبكي صديقي، وهو دائماً ما يطلب منّي أن أعمل معه. قد أقوم بهذه الخطوة إنّما لا أدري متى. قد نتعاون معاً على أغنية أو فيلم. أغنية "حلاوة روح" التي أدّاها النجم المصري حكيم، هي من إنتاج السبكي وتحقّق نجاحاً كبيراً في مصر. السبكي يختار أغنياته بذكاء، وهي تدخل إلى كل بيت مصري، وهذا نجاح يكتسبه الفنان مسبقاً.

لعب دور جريء في عمل فني هل هو ضمن مخططاتك المستقبلية؟

ربما إنما يجب أن يكون هذا الدور جريئاً ونظيفاً في الوقت نفسه.

تستعدين لإطلاق "ميني" ألبوم جديد؟

أعمل عليه، إنما ليس هناك وقت محدّد لإطلاقه. أستعد لإصدار أغنيات منفردة في الفترة المقبلة، وقد تعاونت من خلالها مع الملحن اللبناني الكبير جوزيف جحا، الفنان اللبناني زياد برجي، هناك أيضاً أغنية مغربية وأخرى مصريّة.

متى ستدخلين الشارع المصري؟

قريباً جداً...

هل يوجد حفل قريب لكِ في مصر؟

سأؤدي حفلة فنية في دار الأوبر المصريّة في 15 أبريل المقبل، وأنا متحمسة جداً لهذا اللقاء.

 

 

حوار: نيكولا عازار، تصوير: شربل بو منصور، مديرة فنيّة: فرح كريديّة، تنسيق الملابس:جوني متّى، تصفيف الشعر: طوني صوايا، ماكياج: داني كامل، تزيين الأظافر: Layal Nail Artist من صالون منير، الموقع: فندق Le Vendôme - Beirut

 
شارك