رسالة من تارا عماد إلى كل من يتعرّض للتنمّر

هي من الأشخاص اللواتي تعرضن للتنمّر، إلا أنّها لم تسكت عن الأمر بل ها هي اليوم توجّه رسالة إلى كلّ من يتعرّض لهذا الموقف. فماذا قالت تارا عماد؟

من الصعب أن نصدّق أنّك قد تتعرّضين للانتقاد بسبب قامتك الطويلة والممشوقة، إلّا أنّ ذلك حصل فعليّاً. متى وقعت ضحيّة التنمّر؟

وقعت ضحيّة التنمّر في الصف الثاني أو الثالث ابتدائي واستمرّ ذلك لسنوات عدّة، مع العلم أنّني لم أكن الأطول. ما من أسباب واضحة للتنمّر، إلّا أنّ بعض الأطفال قد يلجؤون إليه كوسيلة للدفاع عن أنفسهم من خلال التسلّط على الآخرين، وتحديداً أولئك الذين قد يفتقرون إلى الثقة بالنفس.

تارا عماد: أشعر بأنّني قادرة على تحقيق كلّ ما أتمنّاه

هل حاول أحدهم التدخّل، أي الأهل أم المدرسة؟

أخبرت الناظرة بحقيقة ما يجري معي فطلبت رؤية هؤلاء الأطفال وتحدّثنا معاً فاعتذروا، غير أنّ ذلك لم يحل دون مضايقتي من جديد. وقد حاولت والدتي التكلّم معهم ولكن من دون جدوى. عندها، قالت لي إنّه عليّ الاعتماد على نفسي، خصوصاً أنّها لم تكن قادرة على المجيء يوميّاً للدفاع عنّي. حاولت أن أطبّق ما قالته لي، كنت أنجح أحياناً وأفشل أخرى. ولكن، لا شكّ أنّ ما حدث معي علّمني درساً كبيراً في الحياة، وهو عدم الاتّكال على الآخرين للدفاع عن المعتقدات والذات، بل الاعتماد على الذات.

كيف أثّر التنمّر عليك؟

لا شكّ أنّه أثّر على ثقتي بذاتي وعلى كيفيّة تقديم نفسي أمام الآخرين ناهيك عن طريقة حلّي للمشاكل. كانت رحلة طويلة تعلّمت خلالها أن أحبّ ذاتي من جديد. بالتأكيد أرفض كل أوجه التنمّر، على الرغم من أنّني قد أتعرّض له أحياناً على مواقع التواصل الاجتماعي، إلّا أنّني غالباً ما أتجاهل ذلك، في حين أنّني أجد نفسي مضطرّة أحياناً للتفاعل لإطلاع البعض على مدى الضرر الذي يسبّبونه للآخرين.

نجوى كرم تكشف سبب تجميل أنفها

ما هي النصيحة التي توجّهينها للأطفال الذين يتعرّضون للتنّمر؟

لا تشعروا بالخجل، بل حاولوا أن تتواصلوا مع ذويكم أو أساتذتكم أو أصدقائكم، فهم قادرون على مساعدتكم وتوجيهكم. واعلموا أنّ من يتعرّض لكم مثلكم أيضاً، لا شكّ أنّه يصارع ويتألّم ولا ينعم بالراحة مع أنّه يظهر عكس ذلك. لا تخشوا هؤلاء، بل أشفقوا عليهم، فالمتنمّر ضحيّة وهو لا يدري ما يفعله.

وماذا تقولين للأهل؟

راقبوا تصرّفات أولادكم وساعدوهم على التحدّث عن مشاكلهم من وقت إلى آخر، فذلك يساعدهم على تفريغ انفعالاتهم واستعاده ثقتهم في أنفسهم. لا تدعوا أطفالكم وحيدين بل تواصلوا مع الأساتذة واطمئنّوا على صغاركم وادعموا مشاعرهم وعبّروا لهم عن تفهّمكم واهتمامكم الكبير.

 
شارك