إيميه الصياح «ثورة الفلاحين»... وبدأ التغيير

حوار: نيكولا عازار، تصوير:Ziga Mihelcic لدى The Factory، إدارة فنيّة: فرح كريديّة، تنسيق: سيما معلوف، ماكياج:Melanie Meyer لدىMMG Artists، تصفيف شعر: روني من صالون طوني المندلق

نجمة قريبة من القلب، رقيقة وعفويّة، يحلو الكلام معها، فهي دائماً ما تلوّنه ببسمة وفرح. هي الممثّلة اللبنانيّة إيميه الصيّاح التي تشارك حاليّاً في العمل اللبناني الضخم «ثورة الفلاحين» إلى جانب كبار نجوم الشاشة اللبنانيّة. طبعت إيميه مسيرتها بمحطّات ناجحة جدّاً، وهي تؤكّد اليوم مرّة أخرى أنّها ممثّلة فذّة وموهوبة، قادرة على تلوين الشخصيّة التي تؤدّيها بحرفيّة وصدق وشفافيّة...  3 صفات تمثّل ما هي عليه في الواقع.

هل تسير كيت ميدلتون على خطى ميغان ماركل؟

نبارك لك نجاح مسلسل «ثورة الفلاحين». إلى أيّ مدى كنت متشوّقة لمشاهدة العمل على الشاشة وما الذي سعيت إلى إثباته؟

شكراً على التهنئة. لا أخفي أنّني كنت متحمّسة جدّاً لعرض المسلسل لا سيّما أنّني شاركت فيه طوال 9 أشهر متتالية وانتظرت عرضه لأكثر من عام ونيّف. هو عمل ضخم تمثيلاً وإنتاجاً وإخراجاً ونصّاً، ناهيك عن أنّني قدّمت فيه دوراً جديداً ومختلفاً يتمحور حول شخصيّة «منتورة» التي تتلوّن ضمن سياق الأحداث.

شهد العمل حملة دعائيّة كبيرة قبل عرضه.

صحيح، فالإعلان الترويجي له حقّق ضجّة كبيرة، والحمد لله جاء عرضه على قدر توقّعات المشاهد وأهل الصحافة.

قدّمت مشهد الولادة في الحلقة الأولى بحرفيّة وصدق كبيرين.

سعدت كثيراً بطريقة تقديم دور «منتورة» للمشاهد، فهي لم تكن عاديّة، بل تركت أثراً كبيراً في النفوس إلى درجة أنّ الناس تعاطفوا معها كون الظروف شاءت أن تنجب طفلها وسط الطبيعة وبعيداً عن أعين الجميع، خوفاً من أن تتعرّض وطفلها للقتل. شكّل المشهد تحديّاً كبيراً بالنسبة إليّ وكانت ظروف تصويره صعبة، غير أنّني سعيدة بالأصداء التي حصدتها.

تساءل كثيرون عن طريقة تقديمك للدور وكأنّك سبق وأنجبت طفلاً، فالمشهد كان حقيقيّاً ومقنعاً إلى حدّ كبير.

سبق وقدّمت هذا المشهد في مسلسل «أوركيديا» إنّما بظروف مختلفة. أصبحت مستعدّة للولادة أكثر من السابق (ضاحكة). لا أخفي عنك أنّني تأثّرت كثيراً بتقديم هذا المشهد لا سيّما أنني لم أعش هذه التجربة على أرض الواقع، فاختلطت المشاعر وتضايقت أحياناً، غير أنّ الأصداء التي وصلتني من أمّهات عشن التجربة جعتني أشعر بسعادة بالغة.

الحمد لله على سلامتك!

الله يسلّمك (ضاحكة).

إليسا مدمّرة والسبب “روتانا”

يُعرض المسسل في وقت تتفاقم فيه الأزمات على صعيد لبنان، فالعمل يذكّرنا بالحالة اليوم على الصعيد المحلّي.

أتمنّى أن يساهم العمل في تغيير نفوس البعض. ثمّة ظلم كبير وقوانين مجحفة بحقّ شريحة من الناس، علماً أنّ كثيرين يسلبون حقّ غيرهم من دون أن يرفّ لهم أيّ جفن، وهذا مرفوض تماماً. صحيح أنّ المسلسل يدور في حقبة الخمسينات، إلّا أنّ أحداثه تلامس العصر الذي نعيش فيه.

الديكور رائع وتصميم الملابس المستوحاة من العصر الفيكتوري حالة خاصة، أمّا أنت فتؤدّين دور الفلاحة!

بصراحة، جذبتني هذه الشخصيّة من دون غيرها. ستتطوّر شخصيّة «منتورة» وتتبلور طوال مجريات العمل، كما أنّها ستواجه مواقف وتحدّيات تُحسد عليها. الدور مركّب وتتخلّله جرعة كبيرة من الإبداع.

قورن العمل بالأعمال التركيّة الضخمة مثل مسلسل «حريم السلطان» الذي حقّق نجاحاً كبيراً حين عرضه. إلى أيّ مدى أنت فخورة بالصناعة اللبنانيّة؟

أشعر بفخر كبير لمشاركتي في العمل أوّلاً، كما وأفتخر بالمستوى الذي وصلت إليه الدراما اللبنانيّة ثانياً. العمل كامل متكامل، فكل العاملين والمشاركين فيه تكاتفوا معاً لتقديم أجمل ما لديهم.

يتقن نجوم العمل أدوارهم بمنتهى الحرفيّة، إن من ناحية استخدام لغة الجسد أو الصوت أو الإيماءة أو النبرة.

صحيح، فقد غاص كل واحد منّا في أعماق الشخصيّة من خلال تجسيد كل أقوالها وحركاتها وتصرّفاتها بشكل شفّاف حتى تأتي ردود الأفعال حقيقيّة وواقعيّة تعكس تلك الشخصيّة المتجسّدة على الشاشة. كما أنّ المخرج فيليب أسمر أدار فريق العمل بحرفيّة عالية.

ماذا علّمتك هذه التجربة؟

الصبر. صوّرنا طوال 9 أشهر من أكتوبر إلى يوليو ومررنا بظروف مناخيّة صعبة، إلّا أنّني أؤمن بأنّ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻟﻌﻤل يحتاج إلى بذل مجهود كبير وإلى اﻟﻌﻤل الدؤوب والمتواصل.

يتألّف العمل من 60 حلقة. هل سنشهد على موسمين منه؟

لا أدري، هذا الأمر مناط بشركة الإنتاج وبمحطّة العرض، علماً أنّه يستحقّ عرضه على موسمين، لا سيّما أنّه يشهد نقطة تحوّل كبيرة في منتصف أحداثه.

شيرين تطرح كليبها وعمرو مصطفى يحذف الإساءة

يُعتبر العمل قاسياً، فهو يزرع الحزن في القلوب.

يتمحور العمل حول ثورة الفلاحين في فترة طغى عليها الظلم والاستبداد، لذا من المستحيل أن يكون فرحاً. في الواقع، كانت هذه المرحلة صعبة على اللبنانيّين الذين عاشوها، لذا أعتبر أنّ العمل يعكس الواقع وبالتالي قد يُحدث تغييراً في المجتمع لرفض الظلم. فعندما يرى المشاهد الظلم بعينيه، يشعر بدافع للتغيير.

عندما أدّيت دور «منتورة»، هل شعرت بالانزعاج؟

تعلّمت أن أحبّ هذا الدور. في البداية، تساءلت حول تصرّفاتها الغريبة لدى قراءتي النصّ. ولكن عندما تتقمّص الدور، لا يسعك سوى الدفاع عن الشخصيّة التي تجسّدها وتبرير تصرّفاتها.

كيف تلمسين ردود أفعال الجمهور؟

لحسن الحظّ، أعيش في العصر الرقمي الذي تؤدّي فيه مواقع التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً فتعكس آراء الناس المشجّعة والداعمة ومحبّتهم. وبالتالي، ينعكس ذلك عليّ إيجاباً، فيعزّز ثقتي بنفسي ويحمّلني مسؤوليّة كبيرة تجاه جمهوري والعاملين في هذا المجال. أودّ أن أشكر الجميع من قلبي على تحفيزي والوقوف إلى جانبي.

غرّد عدد كبير من النجوم معلّقين على المسلسل، ومن بينهم نجوم لم يشاركوا في العمل تمثيلاً، ويُعتبر ذلك بمثابة سابقة.

انتظر الجميع هذا العمل، وإنّه لمن الرائع أن ندعم بعضنا في هذا المجال.

هل يحقّق العمل انتشاراً واسعاً في دول الخليج؟

يُعرض العمل على محطّة Ldc وLbci اللبنانيّتين ويحقّق نسبة مشاهدة عالية، كما ويُعرض يوميّاً على خدمة Starz Play الشهيرة والمتخصّصة بخدمات البثّ التلفزيوني وعرض أحدث الأفلام والمسلسلات، علماً أنّ هذه الخدمة رائجة في دول الخليج ويتابعها الآلاف.

بعيداً من «ثورة الفلاحين»، متى سنشاهدك على الشاشة الكبيرة؟

لا شكّ أنّ المشاركة في فيلم سينمائي حلم كل ممثّل! فهي حالة فريدة لا تشبه غيرها. أتمنّى المشاركة في عمل سينمائي في وقت قريب.

إيميه الصيّاح: كوني قدوة لمن تحبّين وقومي بالفحص الذاتي

هل من أعمال جديدة تشاركين فيها؟

آخر عمل صوّرته كان «ثورة الفلاحين»، وحاليّاً أصبّ تركيزي على قراءة نصوص مختلفة لأعمال ستُعرض في شهر رمضان أو بعده. قد أحسم قراري في القريب العاجل.

 
شارك