JAMES ABBE.. العين التي صنعت مجد النجوم

حين نقع مصادفة على صور نجمات العشرينات والثلاثينات، يدهشنا جمالهنّ الأخّاذ وقدرة المصوّرين على إظهار سحرهنّ وجاذبيّتهنّ على الرغم من أنّهم لم يمتلكوا تقنيّات التصوير الحديثة التي يلجأ إليها كثيرون في عصرنا الحالي. السبب ببساطة أنامل المصوّر المبدع الذي يقف خلف عدسة الكاميرا، ولعلّ أبرز الأسماء التي لمعت في مجال التصوير في تلك الحقبة المصوّر James Abbe.

هو الابن الثالث لأسرة عاشت في ولاية Maine الأميركيّة، ولد في العام 1883 واعتاد أن يتنقّل في أنحاء البلاد مع والده الذي كان ينظّم معارض كتب في مناطق مختلفة، فأحبّ السفر والترحال منذ طفولته ولازمه هذا الشغف في شبابه عندما أصبح مصوّراً شهيراً.

اقرئي: كيت ميدلتون تضع مولودها الثالث

موهبة منذ الصغر

أُعجب James بالتصوير منذ أن كان في الـ12 من عمره وبالتحديد عندما رأى كاميرا زوج عمّته، فأحبّ كثيراًَ طريقة عملها وحاول أن يقنع والده بأن يحصل على رخصة لبيع الكاميرات في المكتبة التي يملكها ويدخل مجال تصنيع الأفلام وطباعتها، فكان له ما أراد لينال بعد ذلك أوّل كاميرا خاصة به.

نقلة نوعيّة

فرح المراهق الصغير كثيراً بالتقاط الصور، فبدأ يصوّر كل ما يلفت انتباهه، ومنها الأحداث الأمنيّة التي جرت في بلدته، وينقلها إلى الصحف المحليّة لتنشرها، وقد تحقّقت النقلة النوعيّة في حياته عندما اختارته لجنة من صحيفة Washington Post ليسافر مع أسطول الطائرات الحربيّة الأميركيّة إلى أوروبا ويقوم بالتصوير.

في عالم المشاهير

تعرّف James في الدول الأوروبيّة على أساليب جديدة في التصوير ولم يعد مهتمّاً بالتقاط صور الأحداث السياسيّة والأمنيّة والعسكريّة وحسب، بل لفته المسرح ونجومه فتحوّل إلى تصوير الممثّلين والممثّلات وراقصات الباليه في روسيا والولايات المتّحدة الأميركيّة وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول، حتى بات في العشرينات والثلاثينات أحد أهمّ المصوّرين في العالم.

أهمّ المجلات

ظهرت الصور التي التقطها Abbe في أهمّ المجلّات والجرائد التي كانت سائدة مطلع القرن العشرين، نذكر منها Vogue وLondon Magazine وVanity Fair وغيرها.

رصد التعابير بدقّة

كانت Marguerite Clark التي عرفت شهرة واسعة في العشرينات أولى الممثّلات اللواتي التقط لهنّ James صوراً مميّزة، تلتها Gish Sisters وMary Pickford وAnna Pavlova وغيرهنّ، كما ونالت الصور التي التقطها لنجمات المسرح أصداء إيجابيّة في الأوساط الإعلاميّة لا سيّما أنّه كان يرصد تعابيرهنّ بدقّة ويظهر ملامحهنّ بشكل أنثوي لافت ومثير للاهتمام.

اقرئي: من هي الفاشينيستا السعودية هلا عبدالله التي تشعل المواقع؟

الهوس بالكاميرا

تمثّل كل صورة تحمل اسم المصوّر الأميركي لوحة فنيّة لن تتكرّر تضمّ عدداً من العناصر الجماليّة، فقد كان يلتقط روح الشخص الذي يظهر فيها، فيبدو متآلفاً مع المكان وعناصره المختلفة، ولا عجب أن يتمتّع James بهذه الحرفيّة، فهو أحبّ الكاميرا منذ النظرة الأولى فباتت رفيقته الدائمة التي لا يستغني عنها أبداً.

تأثير الصورة

لم يكتفِ المصوّر الأميركي بتصوير وجوه المشاهير والفنانين، فهو كان حاضراً أيضاً في الأحداث السياسيّة التي طبعت تلك الحقبة من خلال صوره لأهمّ الرؤساء والقادة ومنهم Hitler وMussolini, كما التقط أيضاً صوراً للجنود والمعدّات العسكريّة وانتقل بالتصوير إلى بعد أكثر واقعيّة وقرب من الجمهور، وقد أحدثت صوره تأثيراً كبيراً في الرأي العام العالمي.

اقرئي: ANKLET الأكسسوار الأمثل لإطلالة جريئة

مصدر الوحي

خلّد عمل James المميّز العديد من صيحات الموضة والجمال التي كانت سائدة في السابق ونقلها إلى الجيل الجديد كي يسمح لنا بالاستمتاع بها ويخوّل المصمّمين ودور الأزياء أن يستوحوا منها.

قمّة السعادة

تقول ابنته: «لطالما اعتبر والدي الصور التي التقطها بمثابة التذكرة التي تخوّلك رؤية العالم، فهو لم يكن محدوداً ببلد أو مكان أو بيئة معيّنة، صوّر أهمّ السياسيّين والممثّلات والراقصات ووجد سعادته القصوى في هذا العمل».

الحياة العائليّة

توفي المصوّر الشهير في العام 1973 وقد شهدت حياته العائليّة الكثير من العلاقات، إذ تزوّج 4 مرّات وأنجب 8 أولاد، منهم المصّور James Abbe Jr الذي حقّق شهرة أيضاً إلّا أنّه لم يصل إلى المكانة التي حقّقها والده.

 
شارك