الاستقلال المادي بطاقة الحمــــاية الأولى للنــــساء

تسعى النساء في الدول العربيّة إلى تحقيق طموحاتهن والنجاح في حياتهن المهنيّة والأسريّة، ولكنهنّ يواجهن الكثير من المعوقات، ولذلك يحتجن إلى جمعيات ومنظمات أهلية تلقي الضوء على ما يقف في وجه تقدّمهن. منظمة «كفى» التي بدأت العمل سنة 2005 تسعى إلى حماية المرأة من العنف وتحقيق المساواة بينها وبين الرجل. ولكي نتعرّف أكثر على أعمالها التقينا مايا عمار المسؤولة الإعلاميّة فيها.

ما هو السبب الذي دفع إلى تأسيس منظمة «كفى»؟

السبب هو ازدياد قضايا العنف ضد المرأة في المجتمع اللبناني من دون وجود قوانين قوية تردع من يقوم به وتوفر العقاب المناسب له. لذلك قرّرنا البدء بالنضال حتى نحوّل هذه القضايا إلى قضايا رأي عام، علنا نغيّر في العقليات ونبث روح الاختلاف وتقبل الآخر في بيئتنا.

ما هي القضايا التيتحاولون معالجتها؟

بما أننا نسعى إلى تعزيز دور المرأة في المجتمع، فإننا نهتم بالقضايا التي تؤرقها وتعيق تقدّمها ومنها المشاكل الأسريّة واستغلالها في مسائل غير أخلاقية. نشاطنا يصل أيضاً إلى حماية الأطفال من العنف ومن أي ممارسات غير سليمة ضدهم. نعمل من خلال حملاتنا الدوريّة على نشر التوعية، كما أننا نستقبل النساء اللواتي يعانين من مشاكل أسريّة، فيجدن لدينا الدعم النفسي والمعنوي وأحياناً المادي، كما نوجّههن ونعزّز ثقتهن بأنفسهن حتى يتمكنّ من البدء من جديد.

هل تواجهون صعوبات في عملكم؟

أهم عقبة تواجه عملنا هي التعامل مع صمت بعض النساء، لأن غالبيّة اللواتي يحتجن إلى مساعدة يرفضن اللجوء إلينا خوفاً من نظرة المجتمع، أو من غضب الزوج أو الأب في حال انتشر خبر تواجدهنّ في الجمعية. من جهة ثانية، نحاول الضغط حتى تتغير قوانين الأحوال الشخصيّة في لبنان.

كيف يمكن للنساء اللواتي يواجهن مشكلة ما التواصل معكم؟

يمكن المرأة أن تتصل بنا وتطلعنا على قصتها أو تأتي إلى مركز الجمعية، حيث يمكننا الاستماع إليها وتقديم النصيحة لها وتوجيهها نحو التصرف الأمثل بحسب حالتها، قد تحتاج إلى مسكن آمن فنوفره لها، أو إلى التواصل مع محام فنمدها بالمساعدة المطلوبة، وأحياناً نساعدها على التعافي النفسي من الآثار التي تعرّضت لها.

هل يوجد مصدر تمويل ثابت للمنظّمة؟

نعتمد على برامج تمويل منظمات حقوق الإنسان وجمعيات الأمم المتحدة، ففي النهاية نحن نسعى لمساعدة النساء ولا نبغي أي ربح، يهمنا أن تربح قضايانا وتكون نهاياتها إيجابيّة بعيداً عن العنف والسوداويّة.

هل يساهم تمكين المرأة اقتصادياً في التخفيف من التهديدات المختلفة التي تتعرّض لها؟

بالتأكيد، فالمرأة المستقلة مادياً قادرة أن تبني حياة جديدة تعيل فيها أطفالها ولا تنتظر المصروف من الزوج، ولذلك نحاول تأمين وظائف للنساء اللواتي يقصدننا، وننصح الفتيات بإكمال الدراسة كي يسهل عليهن إيجاد وظيفة، تكون الضمانة للمستقبل.

هل لديكم علاقات مع مؤسسات رسميّة لبنانية؟

تربطنا علاقات إيجابيّة مع وزارة الشؤون الاجتماعية وقوى الأمن الداخلي ووزارة العدل، كما أننا نعزز التعاون مع الجمعيات الأهليّة المحليّة والإقليميّة ونشارك في مؤتمرات تهدف إلى زيادة الوعي في المجتمع حول خطورة العنف ضد النساء والأطفال.

كيف تعزّزون وجودكم من خلال وسائل الإعلام المختلفة؟

الإعلام هو الجسر الذي يمكننا من خلاله الوصول بقضايا عشرات النساء إلى مختلف فئات المجتمع لإحداث التغيير ونشر الوعي، لذلك نسعى دائماً لتعزيز علاقتنا بمختلف المجلات والجرائد والتلفزيونات كي نعرّف أكثر بأهداف الجمعيّة وبقضايا النساء اللواتي يقصدننا.

فاز الفيديو الذي أعدّته الجمعيّة وحمل توقيع شركة Leo Burnett Beirut and MSL Group حول مناهضة زواج القاصرات على جائزة MENA Effie المعروفة. كيف أتت فكرة الفيديو، وما الذي يعنيه لكم هذا الفوز؟

كنا سعداء بالصدى الإيجابي الذي حقّقه الفيديو وبعدد المشاهدات الكبير له، وذلك خلال وقت قصير، فهذا يعني أنّ فكرته وصلت إلى الناس وأثّرت فيهم، والفيديو يُظهر فتاة صغيرة لا تتجاوز الثالثة عشرة ترتدي فستان الزفاف وتلتقط الصور مع رجل كبير في السن هو العريس! ويعرض الصدمة التي تصيب المارة من المشهد، ويدق بالتالي ناقوس الخطر حول خطورة هذه القضية.

فكرة الفيديو هي نتاج تعاوننا في الجمعيّة، حيث نقوم بجلسات نطرح فيها أفكارنا والطرق المطلوبة لتنفيذها، وقد رحبت شركة Leo Burnett Beirut and MSL Group بالتعاون معنا وكانت النتيجة فيديو فاز بجائزة MENA Effie المعروفة، التي رصد القيمون عليها أهميّة قضيتنا وتعاطفوا معها وقرّروا تكريمنا والإضاءة على عملنا من خلالها.

إقرئي أيضاً: مايا دياب أقدّم فناً مختلفاً عن السائد ، جويل مردينيان أحــب أن ألوّن حيـاتي وحيـــــــاة من حــــــولي ، فساتين نجمات مهرجان دبي السينمائي الدولي

 
شارك