أصول العزائم والسهرات الرمضانيّة

يُعتبر شهر رمضان المبارك من أكثر الأوقات التي تُقام فيها العزائم سواء لتناول طعام الإفطار أو للسهر أو حتى للسحور. ولاستقبال الضيوف في هذه الفترة أصول وقواعد يجب الالتزام بها حتى تظلّ المناسبة ذكرى جميلة لا ينساها أحد من الحضور.

وصول الضيوف يجب أن يكون قبل ساعة أو أقلّ من موعد الإفطار، هذا الأمر متعارف عليه في الأوساط العربيّة، إذ إنّ وقت التسامر يبدأ بعد تناول الطعام، وفي حال تأخّر أحد المدعوّين عن الموعد فيجب البدء بتناول الطعام كي لا ينزعج الآخرون.

معرفة الحضور

من الضروري أن يعلم المدعوّون من سيكون حاضراً في العزيمة وذلك حتى لا يتفاجؤوا بمدعوّ لا يعرفونه. في حال تمّت دعوة أحد الأشخاص في اللحظة الأخيرة، يُفضّل أن تبلّغي الضيوف بذلك بعد وصولهم إلى منزلك بوقت قليل، وأن تقومي بتعريف الموجودين إلى بعضهم البعض إن لم تربطهم صلة قرابة وإن كانوا يلتقون للمرّة الأولى.

استقبال الضيوف

يستقبل أصحاب المنزل أو أحدهم الضيوف عند الباب، ويدعونهم لدخول المجلس أو غرفة الجلوس أو الصالون، ويتبادل الجميع أحاديث لطيفة
لا تتطرّق إلى مواضيع قاسية أو حزينة أو مثيرة للجدال، وعند أذان المغرب يقصدون غرفة الطعام بعد أن يدعوهم ربّ العائلة إليها.

الاهتمام بالمائدة

يجب إيلاء المائدة اهتماماً كبيراً، لذلك يُفضّل أن تكون لديك مساعِدة كي لا تضيّعي الوقت في إحضار مستلزمات الإفطار، فلا تولين ضيوفك الاهتمام الذي يستحقّونه. في النهاية، هم حضروا كي يجتمعوا بكِ وبأسرتك بالدرجة الأولى، أمّا تناول الطعام فيعتبر أمراً ثانويّاً.

تنسيق الطاولة

من الطبيعي تنسيق الطاولة ووضع أدواتها في وقت سابق، أما تقديم أصناف الطعام المختلفة فيتمّ قبل موعد الإفطار بخمس دقائق وذلك كي تظلّ المأكولات ساخنة. التنويع في الأصناف التي ستقدّمينها ضروري كي تُرضي بخياراتك أكبر عدد ممكن من المدعوّين، ويُفضّل أن تكون أطعمة معروفة في بلدك وألّا تحضّري أصنافاً غريبة. فلتتفنّني في تقديم أصناف الطعام وتزيينها بطريقة مبتكرة، فمنظر المأكولات يفتح الشهيّة ويدلّ على أنّ ربّة المنزل متمكّنة من أدواتها، وقد أولت عناية خاصّة بما ستقدّمه لضيوفها.

أزهار وشموع

وضع النباتات أو الأزهار أو الشموع على الطاولة يضفي عليها مظهراً أنيقاً ولافتاً ولكن احرصي على ألّا تكون مرتفعة كثيراً، أي أعلى من نظر ضيوفك، وذلك كي يتمكّن الجميع من رؤية بعضهم البعض وتبادل الأحاديث.

يجلس ربّ العائلة على رأس الطاولة وفي الطرف المقابل له أو إلى جانبه تجلس ربّة المنزل، ويتوزّع الضيوف الأكبر سنّاً إلى جانبهم مباشرة، أمّا بقيّة المدعوين فيجب أن يدلّهم أصحاب البيت على المكان المخصّص لهم، ويُفضّل أن يجلس الأشخاص الذين يعرفون بعضهم مسبقاً إلى جانب بعضهم البعض كي يتحدّثوا ويتسامروا.

مكان خاصّ للأطفال

في حال كان عدد الأطفال كبيراً، يجب إعداد مائدة خاصّة بهم تضمّ أصناف أطعمة تناسب سنّهم، أمّا إذا كان عددهم قليلاً فيمكن أن يجلسوا مع الكبار، إلى جانب بعضهم البعض.

بعد الإفطار

بعد انتهاء الوجبة الرئيسة يمكن للضيوف التوجّه إلى غرفة الجلوس لشرب الشاي أو القهوة، على أن يعودوا بعد حوالى نصف ساعة إلى غرفة الطعام كي يتناولوا الحلويات الرمضانيّة بعد أن يتمّ تنظيف الطاولة ووضع صحون جديدة مع أصناف الحلويات المختلفة.

المشروبات الرمضانيّة

أمّا المشروبات الرمضانيّة، فيُستحسن أن تضعيها على طاولة خاصّة بطريقة أنيقة. ولا تنسي التمور التي يجب أن تكون موجودة وبأصناف عديدة إلى جانب المشروبات التقليديّة.

عرض المساعدة

من المحتمل أن تعرض عليك إحدى المدعوّات المساعدة في المطبخ أو لتوضيب المائدة، ولكن عليك رفض هذا الطلب بلطف، مع التأكيد لها أنّه ثمّة من سيهتمّ بهذا الموضوع، وهذا يعني ألّا تدخلي إلى المطبخ للجلي أو للإشراف على التنظيف وتتركي ضيوفك بمفردهم.

جهّزي حمّام الضيوف بمفارش جديدة واحرصي على وجود عدد كاف من المناشف الصغيرة والصابون والعطور الخفيفة، فكل المدعوّين سيدخلون إليه وسيلاحظون هذه التفاصيل.

الاستغناء عن التلفزيون

يُفضّل أن تستغني الأسرة المضيفة عن التلفزيون حين تستقبل مدعوّين على الإفطار، لأنّ الهدف من السهرة هو التواصل مع الضيوف ومعرفة أخبارهم وتجديد العلاقات الأسريّة أو الصداقات التي مرّ وقت طويل من دون لقاء أصحابها.

أمّا في حال رغب أحد الحضور في متابعة برنامج ما، فيمكن تلبية طلبه مع عدم المبالغة في رفع الصوت، كي يتسنّى لغيره التحدّث بصوت منخفض.

بقاء الضيوف سيمتدّ لساعة أو ساعتين، وخلال هذا الوقت يجب ألّا يبدي أهل البيت أيّ علامة من علامات الملل أو الانزعاج، بل عليهم إيجاد مواضيع مسلّية وأخبار تجمّل الجلسة وتضفي مزيداً من الحيويّة والإيجابيّة.

وقت الانصراف

يُفضّل الانصراف بعد ساعتين من تناول الإفطار، وألّا تزيد فترة الضيافة عن ذلك، كما يجب عدم إغفال اللباس المناسب في شهر رمضان الذي يتّسم بالاحتشام، واختيار ملابس من البيئة المحيطة وذات طابع يعكس طقوس الشهر الكريم.

من أصول الدعوات والسهرات الرمضانيّة أن تفتحي الهدايا التي جلبها المدعوّون وتشكريهم بلطف، وفي العادة تكون الهدايا عبارة عن حلويات رمضانيّة أو أكسسوارات منزليّة.

أزياء مناسبة

الاهتمام بإطلالتك أمر أساسي في العزائم الرمضانيّة، فلا يجوز أن يبدو وجهك شاحباً أو متعباً، لذلك فإنّ الاستعداد المسبق ضروري جدّاً كي تكوني مرتاحة، كما يجب الاستعانة بماكياج مميّز للعينين والسحنة. وللملابس، اختاري عباءات أو قفاطين ذات ألوان هادئة تناسب أجواء الشهر الفضيل.

اقرئي أيضاً: مشروعك الخاصّ على بعد خطوات، تحضير الطفل للبدء بالصيام، للغذاء أهميّة في الشهر الكريم

 
شارك