رحلة في قـنــاة البندقيّة

كلّهم يقولون لي: إيش سوّيتي؟ أتعجّب وأقول: ما أفهم إيش تقصدون؟ يقولون: وجهك... إيش سوّيتي له؟ وأنا كمان أتعجّب وبعدين أشوف نفسي في مرآة صغيرة أحملها في حقيبتي. و... إيش سوّيت؟ ما سوّيت شي. همّ كده، بنات عمّتي... يتكلّمون عن أيّ حاجة من غير ما يقولون بصراحة إيش يقصدون. أمس تكلّمت ويّاهم في «سكايب». بسّ الكبيرة ما تقدر. تريد تتكلّم. وقالت إنّي سوّيت أقنعة لبشرتي. «شويّة عناية روتينيّة وخلاص. القصّة مو مستاهلة كلّ الكلام ده». دحين ما أريد أفكّر بالموضوع. أريد أستمتع بالمشاهد الحلوة. أجلس في قارب عشان أسوّي جولة في قناة البندقيّة. يعني حضرت أسبوع الموضة في ميلانو وبعدين قلت أسوّي سياحة في البلد. أحسّ العالم ما بيه سكّان. أسكنه كلّه لوحدي. هدوء... ونسمات الهواء مثل كأنّها ريشة ناعمة تلامس بشرتي. هواء نقي تحسّين إنّه يقشّرها، ينظّفها. عيوني تسبح في الميّة، تلاحق الخطوط اللي يرسمها عليها القارب. وهو يسير والمدينة الحلوة تمرّ مثل كأنّها مشاهد في التلفزيون.

أمس قرأت حاجات عن البندقيّة. هنا ساحة المدينة. تصدّقين؟ بيها أكثر من 12 ألف طير حمام! طبعاً رايحة أرجع لها في وقت ثاني. تشوفين الناس؟ يلتقون ويتنزّهون. عيوني ما تفارق المشاهد. مثل عدسة آلة تصوير، تريد تلتقط كلّ التفاصيل من غير «فوتوشوب». أشوف ساعة المدينة! أتّفق ويّا نفسي أشرب القهوة في المكان ده حين أرجع. وكمان ضروري أزور مسرح

«لا فينيس». قرأت إنّه مسرح أثري احترق قبل ما يبنونه مرّة ثانية! والقارب يمشي في الميّة والنسمات تمشي ويّاه وتنتقل من بشرتي لقلبي. أغمّض عيوني عشان أتنشّق اللحظات ديه بكلّ تفاصيلها، بكلّ ذرّاتها. هدوء الميّة يخليك تحسّين بالنعاس. أفكاري تسكت. الدهشة على وجهي مثل كأنّها كريم أساس، تغطّي كلّ حاجة. القارب يمرّ دحين تحت جسر ديلا ليبيرتا. وما أصدّق، حيّ كاناريغيو في قلب البندقيّة التاريخي. الأبنية ترتدي زيّ موحّد. السطوح كلّها قرميد أحمر. ما أقدر أتكلّم. بس أتعجّب. وعشان أكسر صمت أفكاري أقول لازم أسوّي جولة تسوّق في شارع سترادا نوفا. هناك بيه كلّ حاجة، ملابس، أحذية، أكسسوارات، مأكولات... كده قرأت في الدليل. أتنشّق رائحة الهواء والميّة. أحسّ إنّي تعبت أو أشعر بالدوار. ما أدري. أنصح نفسي ما أفكّر في الموضوع ده وأشوف الكاستيلو، أكبر حيّ في المدينة. بساطة المنازل تخلّيني أنسى الدوار. وأهمس مثل كأنّي أتكلّم مع حدّ ثاني: «أريد أقول لك حاجة حلوة. إنت تحبّين الملابس التراثيّة، وهنا في فيا غاريبالدي رايحة تفرحين». وعشان أرتاح: «خلاص، الرحلة رايحة تنتهي. بس أشوف كمان... هنا بونتا ديلا دوغانا في آخر حيّ دورسودورو. هوّ يفصل القناة الكبيرة 

عن قناة غيو ديكا. اسمهم كده». وأسكت...
المشهد يتكلّم عن نفسه.

إقرئي أيضاً: البلدان الأكثر سعادة في العالم ، أزور قصر باكنغهام ، حققت حلمها بزيارة كل دول العالم

فستان وحذاء من Dolce & Gabbana

نظارات من Bulgari

رسم: ©SHAMEKH BLUWI

 
شارك