سفر
15.02.2018
رحلة في جبال الألب
سفر
15.02.2018
عندي صديقة تعيش في كندا وكل سنة تزور السعوديّة. . حين تبتدي عطلة أولادها المدرسيّة تلاقينها ما تنتظر. تحمل حقائبها و... في الطائرة للرياض. قال تحبّ الطقس الدافئ. في كندا أيام كثيرة برد وثلج. وأنا دوم أقول لها إنّي أفضّل الثلج. تقول لي: «تحبّين الثلج عشان ما تعيشين في كندا».
بس لو كنت أعيش في كندا كنت رايحة أحبّ الثلج كمان. ومن زمان كثير أحلم أجلس في مكان دافئ و... موقدة ونافذة زجاجيّة كبيرة وفي الخارج برد وثلج. والحلم في اللحظات ديّة يتحقّق. دحين أجلس في الشاليه في جبال الألب الفرنسيّة، في بلدة اسمها Chamonix Mont Blanc. عروض الأزياء الراقية في باريس انتهت. ومثل العادة حاجات تهبل وصيحات جديدة وألوان ونقشات. وطبعاً اخترت واشتريت. المهمّ قلت مو لازم أخلّي الإجازة تنتهي كدة. ضروري أسوّي حاجة مو عاديّة. شفت مواقع سفر إلكترونيّة. كل السيّاح اللي زاروا البلدة ديّة قالوا إنّها 5 نجوم وما أخطأوا. هنا أعلى نقطة في فرنسا. يسمّونها سفح الجبل الأبيض. مكان مرّة مرتفع. عشان كده كثير برد... والتناقض بين برد الخارج ودفء الداخل يخلّيني أحسّ بالمتعة.
اقرئي: اكتشفي جنيف في 3 أيام
أحسّ إنّي أشوف فيلم في التلفزيون. أحمل في يدي كوب شاي ساخن. أشرب والمشهد الرائع قدّامي. الثلج مثل ثوب العروس الأبيض، طوفان من الأقمشة ما ينتهي. ظلال الغيوم مثل نقشات الدانتيل والجبال مثل الطرحة. والناس مثل اللولو يتزلّجون ويتسلّقون ويتنقّلون بالتلفريك والمصاعد. في جدّ كأنّي أشوف مهرجان. ريح لطيفة تعزف الموسيقى في أوراق الشجر وفراغات الصخور. والثلج يرسم لوحات... آثار أقدام المتزلّجين وعربات التزلّج. وفوق... عربات التلفريك مثل القلادة تلمع مع كل أشعّة شمس تهرب من بين الغيوم. أشرب الشاي ومع كل رشفة عيوني تتنشّق المشهد. والموقدة تتنفّس نارها. والتناقض بين الثلج والنار يخلّيني أحسّ بمتعة ما لها حدود... بالأمان.
وصلت أمس وسوّيت رحلة في البلدة بالقطار. من هنا تقدرين تروّحين لمدينة Courmayeur الإيطاليّة. بيه نفق يمرّ من جبل Mont Blanc. وعلى فكرة كثير ناس يفضّلون يسافرون لـChamonix من مطار جنيف. كده أسهل. ومن هناك يقدرون ينتقلون في مروحيّة أو سيّارة أو قطار. أشرب الشاي. عيوني تنسج المشهد من جديد، قطعة قطعة، لوحة لوحة... النهار ابتدى ينتهي. وخيال نار الموقدة ابتدى يرقص على الزجاج. أشرب الشاي وأرجع في عيوني وخيالي للمشهد. الليل يقترب مثل غيمة تسرق كل حاجة لونها أبيض. والناس يروّحون لشاليهاتهم، كأنّهم يهربون من شبح العتمة... أشرب الشاي... الجرعة الأخيرة. نار الموقدة ما تتعب. بس أنا تعبت وأريد أرتاح. أفكّر كمان أروّح لمدينة Annecy القريبة. تشبه مدينة البندقيّة بجداولها وأنهارها ويقولون أجمل. وأكيد رايحة أسوّي جولة في البحيرة...
DRAWING BY FASHION ILLUSTRATOR ©SHAMEKH BLUWI