اكتشفي جنيف في 3 أيام

لا يختلف اثنان على جمال المدن الأوروبيّة وروعة معالمها السياحيّة، فهي من الوجهات التي تصعب مقاومتها، لذا تسعين إلى اغتنام أقرب فرصة ممكنة لاستكشافها. وعلى الرغم من تعدّد الخيارات أمامك، تتميّز مدينة جنيف في سويسرا عن باقي المدن الأوروبيّة، حيث تضع في متناول يديك ما لا تجدينه في أيّ بلد آخر في العالم.

رائعة، أنيقة وخارجة عن المـألوف، بهذه الكلمات يمكننا وصف جنيف التي تعدّ وجهة مثاليّة للإبحار، التزلّج وتذوّق أشهى الأجبان والشوكولا... لذا، إن كنت بحاجة إلى دليل يساعدك على استكشاف أهمّ معالمها السياحيّة في غضون ثلاثة أيام وحسب، نضع في متناول يديك برنامجاً كاملاً يخدم هذه الغاية. وهكذا، تعودين أدراجك وفي جعبتك ذكريات جميلة لا مثيل لها!

اقرئي: 5 أسباب لزيارة قبرص في الشتاء

اليوم الأوّل

لا شكّ في أنّ يومك السياحي الأوّل في مدينة جنيف سيتمتّع بنكهة خاصة، لذا اشحني نفسك بالطاقة واستعدّي للانطلاق، فالمحطّات التي تنتظرك في هذا النهار رائعة.

وجهتك الأولى لن تستغرق أكثر من خمس عشرة دقيقة ستستكشفين خلالها أحد أبرز مواقع الجذب السياحي في جنيف، وهي ساعة الأزهار التي تتواجد في الحديقة الإنكليزيّة منذ أكثر من 45 عاماً والتي تضمّ أكثر من 6500 نوع من الأزهار الملوّنة. وخلال جولتك في هذه الحديقة، ستستمتعين بطبيعة سويسرا الخلّابة وستتعرّفين على هذه التحفة الفنيّة التي اعتُبرت في ما مضى أكبر ساعة أزهار في العالم قبل تصميم ساعة مماثلة لها في طهران.

 

وبعد التقاطك الصور وتشاركها مع صديقاتك، انتقلي إلى محطّتك الثانية، بلدة جنيف القديمة التي تُعتبر إحدى أقدم البلدات في أوروبا والتي تضمّ أهمّ المواقع السياحيّة في سويسرا، من متحف Barbier-Mueller إلى متحف التاريخ والفنون ومتحف Tavel.

ولزيارة هذه البلدة التي تشتهر بشوارعها الحجريّة الضيّقة وأبنيتها التاريخيّة الرمليّة والحجريّة، تحتاجين إلى ثلاث ساعات. يشار إلى أنّ هذه البقعة أصبحت اليوم موطناً للعديد من المتاجر والمقاهي والمطاعم، منها المتاجر القديمة التي يمكن أن تتجوّلي فيها والتي تمتدّ على طول الشوارع التاريخيّة. أمّا قلب البلدة، فيحتضن ساحة Bourg-de-Four الشهيرة التي تتحوّل ليلاً إلى مكان يزخر بالحانات والمطاعم.

المزيد: لعاشقات العلامات الفاخرة لا تفوتي زيارة هذه المطاعم

ساعة واحدة تكفي لاستكشاف هذه الساحة التي تزدحم بالسيّاح من مختلف أنحاء العالم والتي تخوّلك ارتشاف القهوة أو تناول وجبة غداء شهيّة في أحد المقاهي أو المطاعم الموجودة فيها.

ولإضفاء متعة خاصة على زيارتك، توجّهي إلى مطعم La Clémence حيث ستمضين أوقاتاً ممتعة على التراس المطلّ على الساحة التي تحتضن نافورة مياه تعود إلى القرن الثامن عشر.

أمّا محطّتك الأخيرة، فستعزّز مخزونك الثقافي بحيث ستشمل جولة في متحف التاريخ والفنون الذي يُعتبر الأكبر في المدينة وأحد أهمّ المعالم الثقافيّة فيها. وخلال زيارتك لهذا الكنز الثقافي، ستُتاح لك فرصة التعرّف على أبرز ما يختزنه من فنون تطبيقيّة ولوحات تاريخيّة وقطع أثريّة تعود إلى حقبة أوروبا ما قبل التاريخ وإلى مصر القديمة. وفي هذا المتحف ستمتّعين نظرك بآثار تعكس ثقافات مختلفة، منها الأفريقيّة، واليونانيّة والرومانيّة، كما ستشاهدين مروحة من الساعات السويسريّة والمزهريّات اليونانيّة.

اليوم الثاني

ها قد بدأ يومك الثاني في جنيف وفيه ستعيشين تجربة جديدة ومختلفة عمّا اختبرته في يومك الأوّل. فخلال هذا اليوم ستزورين مقرّات رسميّة ومعالم ثقافيّة وطبيعيّة عدّة.

ابدئي نهارك في قصر الأمم، وهو المقرّ الرسمي للأمم المتّحدة وثاني أكبر مبنى في أوروبا بعد قصر فرساي، واختبري فيه جولة استثنائيّة تتنقّلين خلالها من قاعة إلى أخرى، من غرفة حقوق الإنسان وتحالف الحضارات، إلى قاعة الجمعيّة العامة للأمم المتّحدة، وصولاً إلى قاعة المجلس. بالإضافة إلى ذلك، ستتاح لك فرصة مشاهدة فيلم قصير عن الأمم المتّحدة.

محطّتك الثانية لن تكون أقلّ شأناً وأهميّة من الأولى، إذ ستشمل جولة في المتحف الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر. ساعة واحدة ستتمكّنين خلالها من استكشاف هذا المكان الذي يعكس النضال المستمرّ للمنظّمات الإنسانيّة عبر العصور في العالم أجمع، كما ستُتاح لك فرصة الاطّلاع على معرض «المغامرة الإنسانيّة» الذي يحتضنه المتحف والذي يضمّ ثلاثة أقسام صمّمها مهندسون من خلفيّات ثقافيّة مختلفة بحيث إنّ كل قسم يسلّط الضوء على نقطة مختلفة، وهي الدفاع عن كرامة الإنسان، وإعادة الروابط الأسريّة والحدّ من المخاطر الطبيعيّة.

أمّا وجهتك الثالثة، فستكون مختلفة تماماً، إذ ستزورين متحف Ariana الشهير. جولة تمتدّ على خمس عشرة دقيقة في هذا المرفق السياحي القابع في منتزه رائع على حافة بحيرة جنيف، ستشاهدين خلالها أكثر من 20 ألف قطعة من السيراميك والزجاج استُقدمت من أوروبا والشرق الأقصى والشرق الأوسط ويعود تاريخها إلى آلاف السنين، بالإضافة إلى الأواني الفخّاريّة والخزف الصيني وغيرها.

 

وفي محطّتك الرابعة، أنت على موعد مع أحد أهمّ مواقع الجذب السياحي في جنيف، نافورة المياه التي تُعرف باسم Jet d’Eau. اختبري لحظات ساحرة في هذا المكان المذهل الذي يضع أمام ناظريك إحدى أطول نوافير المياه في العالم وأشهرها في أوروبا التي شيّدت على بحيرة جنيف الشهيرة في العام 1951 لتصبح اليوم محطّ اهتمام ملايين السيّاح من حول العالم.

وبالتزامن مع استمتاعك بمشاهدة نافورة المياه، سيكون بإمكانك القيام بجولة على ضفاف بحيرة جنيف والتمتّع بالمناظر الطبيعيّة التي تقدّمها لك هذه الوجهة السياحيّة الجميلة التي تُعرف أيضاً باسم بحيرة Léman. لن تستطيعي إذاً مقاومة سحر هذا المعلم الذي يُعتبر أكبر مرفق مائي طبيعي في سويسرا والذي يوفّر لك مشاهد طبيعيّة خلّابة، فالجبال الثلجيّة والتلال التي تحيط بالبحيرة تجعل من هذه الأخيرة مكاناً يستحقّ الزيارة.

ولا تنسي أنّ بحيرة جنيف جذبت إليها العديد من المشاهير، مثل Charlie Chaplin وDavid Bowie وVladimir Lenin وغيرهم، وهي تشكّل بقعة مثاليّة لك إن كنت من هواة الرياضات المائيّة.

أمّا محطّتك الأخيرة، فستكون أكثر من ممتعة كونها تشمل أحد أهمّ المعالم البيئيّة في سويسرا، متحف التاريخ الطبيعي. جولة لا مثيل لها ستختبرينها في هذا المكان المدهش الذي يحتضن مجسّمات للعديد من الحيوانات والحشرات والنباتات تجعلك تشعرين بأنّك فعلاً بين كائنات حيّة حقيقيّة.

اقرئي أيضاً: ما هي وجهتك المقبلة في العام 2018؟

عزّزي ثقافتك البيئيّة وتعرّفي على أبرز ما يضمّه هذا المتحف من صالات عرض رائعة، أهمّها تلك التي تمتدّ على مساحة 8 آلاف متر مربّع والتي تضمّ طابقاً مخصّصاً بالكامل للأرض والتاريخ البشري. وقبل مغادرتك المتحف، استريحي في المقهى حيث يمكنك الاستمتاع بألذّ المشروبات وأشهى الوجبات السريعة.

اليوم الثالث

إنّه يومك الأخير في جنيف وعلى الرغم من أنّك تشعرين ببعض الحزن لأنّك ستغادرين هذه المدينة المميّزة، ستنسين هذا الشعور بمجرّد أن تقصدي الأماكن المخصّصة لهذا اليوم الأخير.

ابدئي نهارك باستكشاف مجموعة Baur التاريخيّة الموجودة في متحف خاص يجمع في طيّاته أكثر من 9 آلاف تحفة فريدة من نوعها جمعها Alfred Baur من الصين، واليابان والشرق الأقصى. مجموعة لا مثيل لها من قطع الخزف الإمبراطوري الصيني والمنقوشات اليابانيّة وغيرها من القرن العاشر إلى التاسع عشر.

ومع اقتراب ساعة الظهيرة، حان الوقت كي تبحثي عن أقرب مطعم لتناول وجبة الغداء، ولكن قبل ذلك، خصّصي بعض الوقت لزيارة متحف Tavel الثقافي الذي يقع في قلب مدينة جنيف القديمة.

ومع أنّ جولتك في هذا المعلم السياحي التاريخي قد تستغرق حوالى الساعتين، لن تشعري بالملل أبداً لا سيّما أنّك ستشاهدين غرفته الرئيسة التي تمّ تكريسها لتاريخه العريق والتي تضمّ قطعاً خاصة بأسرة Tavel.

ولتكوين فكرة عن الحياة الأسريّة والسياسيّة في جنيف اقصدي الطابق الثاني من المتحف وتمعّني بالغرف المفروشة التي تعكس بأسلوبها وديكورها الحقبة الممتدّة من القرن السادس عشر حتى التاسع عشر، في الوقت الذي يحتضن فيه الطابق الأوّل معرضاً للأدوات الخشبيّة والمعدنيّة.

تابعي مغامراتك الثقافية وتوجّهي إلى متحف Barbier- Mueller الواقع في مدينة جنيف القديمة. يضمّ هذا المعلم الذي شيّد في العام 1977 أكثر من 7000 تحفة فنّية تعود إلى حقبة الحضارات البدائيّة وأكبر مجموعة في العالم من التحف القبائليّة جمعها Josep Mueller.

وخلال جولتك هذه، ستتاح لك فرصة الاطّلاع على تحف من النسيج والقماش، فضلاً عن مجموعة من المنحوتات، والمجوهرات والأقنعة التي صُمّمت جميعها باستخدام مواد وقطع فنيّة مختلفة.

أمّا محطتك الأخيرة، فستكون في متحف Patek Philippe الشهير حيث ستتاح لك فرصة اكتشاف تاريخ صناعة الساعات العريقة في سويسرا وتحديداً في جنيف. وفي هذا المتحف الذي يضمّ مجموعتين أساسيّتين من الساعات، هما مجموعة الساعات القديمة ومجموعة Patek Philippe العريقة، ستعيشين تجربة لا مثيل لها. فمجموعة الساعات القديمة تضمّ قطعاً فريدة يمتدّ تاريخ صناعتها من القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر، وتتضمّن ساعات من أوروبا وسويسرا وتحديداً جنيف. بالإضافة إلى ذلك، ستمتّعين نظرك بالساعات التي ارتدها الأميرة المحبوبة Sissi في القرن التاسع عشر.

 
شارك