أحلى اللحظات في مطعم «قصر الشرق»

الحياة قصيرة. مرّة قصيرة. عشان كده لازم يكون لكل لحظة قيمتها. وعشان كده حين تحصل حاجة مو حلوة، ظلمة، لازم نبحث بيها عن النور. وضروري نتذكّر إنّه النهار مو حلو من غير ما تسبقه الظلمة وإنّه الراحة ما نحسّ بيها من غير ما نتعب. الحياة مو حلوة إلا بتناقضاتها. أفكّر بكل الحاجات ديّة وأنا أجلس في مطعم «قصر الشرق» في فندق Waldorf Astoria في جدّة.

المؤثرون في السعودية بحاجة إلى ترخيص

أقول في نفسي: «لولا الصوم ما كنّا رايحين نحسّ بمتعة الإفطار». العائلة والأقارب على مائدة إفطار واحدة. وقدّامنا لوحة البحر الأحمر. أريد أعيش اللحظات ديّة لحظة لحظة ومن غير ما أنسى أيّ تفصيل، أي شعور... أراقب الميّة وللحظة أحسّ إنّه الأمواج الخفيفة تمشي وتمشي وتريد تدخل المكان اللي نجلس بيه. كأنّها تريد تشاركنا فخامة فندق Waldorf Astoria، تريد تشاركنا أجواءنا الحلوة أو تتنشّق رائحة الطعام وتجري كمان وكمان عشان تتذوّقه. بعدين أرجع للوحة العيلة. فعلاً لوحة جميلة يرسمها الشهر الكريم في كل سنة. طبعاً كلّهم يتكلّمون. أصواتهم ونبراتهم تختلف لكن تختلط وتتداخل. حتى الجمل اللي يقولونها تصير نصّ واحد، حكاية واحدة. وابتساماتهم تخلّي الحبكة أحلى، أروع وأنقى. وكده أحسّ بالدفء مع برودة المكيّفات. وفجأة أشوف ملابس البنات، قريباتي، أحسّ نفسي أحضر عرض أزياء في أسابيع الموضة. كل الماركات والمصمّمين على مائدة إفطار واحدة. وكمان كل الألوان والنقشات والقصّات والصيحات. العيلة كلها فاشينيستات. بس فخامة المكان حاجة ثانية. الرقيّ مو معقول والهدوء ياخذك لحلم جميل.

إنجاز كبير لمبتعثة سعودية في أستراليا في طب النانو

وما يكتمل المشهد من غير الأطباق. كلّها وصفات تحمل هويتنا. من هنا، من الشرق الأوسط، أشهر الطهاة اللبنانيّين يسوّونها. لمهارتهم طعم يمرّ من فمك لروحك، يغذّي حواسك ويخليها تطير مثل الفراشات. أتذوّق وأحسّ الحياة أحلى. فعلاً مو معقول! الطعام يصير ابتسامات رضى. العيون في الأطباق في أحيان وفي الوجوه في أحيان ثانية. عيوني ترجع للبحر. تريد تعرف باقي الحكاية. الميّة تجري كأنّها تسابق نفسها. أقرأ في صفحتها أفكار الناس اللي يحلمون أو يسافرون أو يحفرون على الرمال ذكرياتهم.

كراب ماركت: مناظر خلّابة ومأكولات استثنائيّة

أرجع للمائدة. بعد المالح ضروري ناكل الحلو. بس مو كثير عشان الرشاقة. البنات يتكلّمون عن الديكور. يقولون إنّه تقليدي ومعاصر في الوقت نفسه. وأنا من غير ما أشارك أراقب المكان، أحاول أشوف كل التفاصيل عشان أضيفها لذاكرتي. فعلاً المطعم يخلّيك تحسّين بالإلفة. هوّ مو غريب، كأنّه غرفة الطعام في بيتك. عيوني تراقب دحين قطعة الحلوى الرمضانيّة. مرّة شهيّة. بس... كم سعرة حراريّة؟ خلاص الحياة نعيشها مرّة واحدة.

DRAWING BY FASHION ILLUSTRATOR ©SHAMEKH BLUWI

 
شارك