وضحى النفجان: يهدف "تنوين" إلى نشر التفكير الابتكاري في المجتمع

مع انطلاق موسم الإبداع "تنوين"، الحدث الثقافي الأضخم في المملكة العربيّة السعوديّة الذي يقام في مركز الملك عبد العزيز الثقافي - إثراء، كان لنا لقاء مع السيدة وضحى النفجان، رئيسة قسم Idea Lab في المركز، فأدخلتنا في تفاصيل هذا الحدث ومدى أهميّته على الشباب السعودي، هي السيّدة التي تؤمن بأنّ الشغف عنصر أساسي لتحقيق النجاح، وهدفها هو أن يساهم عملها في إعداد بيئة حاضنة للإبداع تلبّي طموح الشباب وتفعّل تواصلهم مع ثقافات العالم.

انطلاق “تنوين” أضخم حدث ثقافي في السعودية

- ما الذي يعنيه لك وللسعوديين "مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي – إثراء"؟

مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي – إثراء، هو فضاء ثقافي وفنّي وتعليمي يدعم المبدعين السعوديين والمحتوى المحلي في المقام الأول، كما أنّه يتيح لزواره التفاعل مع ثقافات متعدّدة والتعرّف على كل ما هو جديد ومعاصر في عالم الإبداع والتكنولوجيا والفنون المتعدّدة. والسعوديون تواقون إلى اختبار تجارب جديدة والتواصل مع العالم عبر لغة الثقافة والإبداع.

- ما هي أهداف الفعاليات التي تقيمونها في المركز؟ وما الذي يقدّمه للزائر؟

نقدّم في إثراء العديد من الفعاليات والبرامج التي تناسب مختلف الأعمار والخلفيات الثقافيّة والتعليميّة.

بالنسبة إلى الأطفال، هناك متحف خاص بهم هو الأول من نوعه في المملكة، يتعلّمون فيه مبادئ العلوم والفنون بأسلوب تفاعلي مبسط. وهناك صالة سينما تعرض فيها أفلام تعليميّة وثقافيّة. ويمكن للعائلة الاستمتاع في حديقة إثراء الخارجيّة والمطاعم داخل المركز.

ولمحبّي المسرح والعروض الموسيقيّة، هناك عروض محليّة وعالميّة يمكن معرفة تفاصيلها على موقع المركز. وللذين يرغبون في الاستمتاع بالقراءة يمكنهم زيارة المكتبة التي تحتوي على ربع مليون كتاب.

أما للشباب الذي يسعى إلى تطوير مهارات معيّنة، فهناك ورش عمل في مجال التصميم والتكنولوجيا وغيرها، و"تنوين" هو أحد الفعاليات الموسميّة التي أطلقها مركز إثراء ليكون الأبرز من نوعه على مستوى المملكة للتفاعل مع مبدعين عالميين في مجالات التصميم، الفنون التفاعليّة وأبرز التقنيات الحديثة.

كذلك لدينا برامج كبيرة ضمن محور المعرفة مثل المسابقة الوطنيّة للقراءة "أقرأ" التي استقطبت على مدى الخمس سنوات الماضية 50 ألف مشارك من أنحاء المملكة، ولدينا أيضاً في محور المعرفة، برامج STEAM التي تشجّع الطلبة على حب العلوم والتقنيّة والهندسة والفنون والرياضيات وتحفّزهم على اختيارها في التخصّص الجامعي إن أحبوا ووافق ذلك ميولهم.

وعلى صعيد التواصل الحضاري، لدينا برنامج "جسور" الذي أقمنا من خلاله العديد من الفعاليات الثقافيّة في الولايات المتحدة، وبرامج الفنون في المتحف وفعاليات المسرح والسينما مثل استضافة أوركسترا "فيينا" وإنتاج فيلم "جود".

- أخبرينا عن الحدث الإبداعي "تنوين"، وما هي أهدافه؟

برنامج موسم الإبداع "تنوين"، هو أضخم حدث إبداعي على مستوى المملكة العربيّة السعوديّة، يهدف إلى إحداث تغيير إيجابي في القطاعات الإبداعيّة كافةً.

يضم موسم الإبداع أكثر من 50 متحدثاً من مختلف دول العالم، و45 ورشة عمل متنوّعة تقدّمها مجموعة من المؤسسات العالميّة، بالإضافة إلى ندوات مع متخصّصين في مجالات العلوم، الفنون، الموضة والاتصالات، والتي هي جزء من مستقبل المملكة. ويسعى "تنوين" هذا الموسم إلى تشجيع الناس على فهم الاضطراب في حياتهم من خلال مفهوم "الزعزعة"، ومدى قدرتهم على تطويعه واستخدامه بشكل إيجابي في حياتهم وحياة الآخرين.

ويعرض الحدث 25 عملاً بارزاً في مجالات الفنون، والتي تم عرضها تحت شعار "العقل والعاطفة"، لتشجيع الزوّار على اكتشاف وجهات نظر جديدة، وتقديم تجارب مميّزة عن التصاميم المعاصرة، كما يقدّم الموسم مجموعة من القصص الملهمة التي تصف مشاعر الأمل، الخوف والمفاجأة؛ ليساهم في الوصول إلى مجتمع واعٍ علمياً وفكرياً في مجالات الثقافة والإبداع.

- يستضيف "تنوين" متحدّثين محترفين وعدداً من القادة المؤثرين في العالم في كل المجالات، ويتم تنظيم ورش عمل عدّة تستهدف الشباب السعودي، هل برأيك ستحقّق الأهداف المرجوّة؟

يستضيف "تنوين" ضيوفاً ومتحدّثين محترفين وعدداً من أبرز القادة المؤثرين في العالم، حيث سيعزّز كل منهم الجانب المبدع في داخل الشباب السعودي، كما سيشجّعهم على بدء رحلة استكشاف آخر التطوّرات التقنيّة، والمشاركة في ورش العمل، والعروض التجريبيّة.

ولاحظنا اهتماماً كبيراً من الشباب بورش العمل الإبداعيّة، حيث واستجابة لطلبهم، أعدناها إلى برنامج هذا الأسبوع، ومنها ورشة عمل طارق عتريسي المتخصّص في تصميم الهويّة والخطوط العربيّة.

عمرو دياب يقدّم دينا الشربيني لجمهوره بطريقة رومانسيّة

- ما أهمّية استضافة متحدّثين وخبراء أجانب يتشاركون معارفهم مع شبابنا العربي؟

الشباب العربي تواق للانفتاح إلى العالم والتواصل مع ثقافات أخرى ولقاء شخصيات يعتبرها مثل عليا في مجالات متعدّدة. وعبر المنابر والمنصات التي توفّرها إثراء، يتمكّن الشباب من التفاعل مع مبدعين عالميين ثابروا للوصول الى النجاح، يشاركون تجربتهم معنا ويساعدوننا على فهم التحديات والفرص المحيطة بنا وكيفيّة التمكّن من التعامل مع العالم المتغيّر من حولنا.

- من المعروف أنّ الشباب السعودي طموح ويسعى إلى استكشاف آخر التطوّرات التكنولوجيّة، وإبراز تقدّم المملكة في المجالات الثقافيّة والإبداعيّة على المستوى العالمي، كيف لمست تفاعل الشباب السعودي مع هذا الحدث؟

نحن فخورون جداً بالشباب السعودي الحريص دوماً على مواكبة آخر التطوّرات في عالم التكنولوجيا والإبداع. وقد لمسنا هذا بشكل واضح خلال "تنوين" حيث انخرط الشباب بكافة النشاطات من الحوارات مع شخصيات كآدم سافاج وكريس إدواردز، إلى ورش العمل الإبداعيّة، وكانت لهم أسئلة وتعليقات أظهرت مدى عمق متابعتهم لكل ما هو عصري وحديث في هذا المجال.

- ما هي التغييرات التي طرأت على حقل العمل في مختلف المجالات في السنوات الأخيرة؟ أي ما الفارق بين دخول سوق العمل في الماضي واليوم؟

لاحظنا التغيير الكبير في السنوات الماضية على المجالات الإبداعيّة، حيث زاد إقبال الأجيال الجديدة على مجالات عدة منها التصميم، كالتصميم الجرافيكي والأزياء، وأيضاً مجالات الفنون والسينما وغيرها الكثير. نطمح في إثراء إلى زيادة نسبة تخصّص السعوديين في المجالات الإبداعيّة من خلال البرامج وورش العمل التي نقدّمها لكلّ مستويات التخصّص.

- كيف يحقّق برنامج "تنوين" رؤية 2030؟

تشهد المملكة تحوّلات إيجابيّة هائلة في ظل رؤية 2030، والتي تتطلّب قدرات بشريّة إبداعيّة لتنفيذها، بخاصة أنذ اقتصاد المملكة يتّجه نحو التنوّع واستثمار الأفكار والتحوّلات التقنيّة، حيث يهدف "تنوين" إلى نشر التفكير الابتكاري في المجتمع على نطاق واسع وتشجيع الناس على التعامل مع التغيير بطريقة إبداعيّة.

ويصب هذا البرنامج في صميم ما تسعى إثراء إلى تحقيقه، وهو توفير مساحة لتلبية شغف المواهب الوطنيّة وتمكينها وإبراز تقدّم المملكة في المجالات الثقافيّة والإبداعيّة على المستوى العالمي، من خلال توفير فرص غير مسبوقة للطاقات الشابّة، وإبرازها محليّاً وعالميّاً، بما يمكّنهم من المساهمة في مسيرة التقدّم الحضاري بالبلاد عن طريق برامجنا ومبادراتنا المحفّزة على المشاركة والتعاون ودعم المحتوى المحلّي ورفد سوق العمل بتخصّصات قائمة على الحلول المعرفيّة والإبداعيّة.

- أين هي المرأة السعوديّة في هذا الحدث وكيف تتوقّعين أن ينعكس البرنامج على دورها في المجتمع؟

للمرأة مكانة مميّزة في مركز إثراء بشكل عام وفي برنامج "تنوين" بشكل خاص. فقد تضمّن البرنامج حواراً خاصاً بعنوان "القوى المدموجة: نساء مبدعات" تحدّثت فيه السيدات عن تجربتهم في مجال العمل. كما استضفنا مجموعة من رائدات الأعمال المبدعات ومن بينهم موراق مايرسكوف وبنان يعقوبي ونورا الدبل ود. ليندا كوماروف ونور الدباغ والمصمّمة ريم الكنهل والغامرة السعوديّة رها محرق وأيضاً المهندسة فاطمة الراشد، رئيسة القسم الاستشاري والاستراتيجيات في إثراء.

ماذا فعل ويل سميث وزوجته في دبي؟

- ما هي الخطط والمشاريع التي تعملون عليها في الفترة المقبلة وما ستكون أهدافها؟ 

نعمل حالياً على روزنامة عام 2019 حيث تشمل أكثر من 500 ورشة عمل وعشرات المحاضرات في مجالات الفن، المسرح، الأدب، صناعة الأفلام، التصميم والتصنيع ولجميع المستويات والأعمار.

نقدّم في المسرح عشرات العروض من أنحاء العالم بالإضافة إلى عرض مسرحي من إنتاج إثراء، وسنفتتح في المتحف معروضات بالإضافة إلى المعارض العالميّة الزائرة إلى القاعة الكبرى بإثراء. كما سنستمر في تقديم برامجنا السنويّة كمسابقة أقرأ وأيام الأفلام السعوديّة وبرامج الأطفال الصيفيّة وغيرها.

ونهدف من خلال برامجنا القادمة إلى تهيئة بيئة محفّزة لتطوير مهارات الشباب وأيضاً إحضار ثقافات العالم إلى السعوديّة.

 
شارك