مشجّعات كرة القدم في تزايد...نساء وقعن تحت سحر الكرة

باتت الرياضة أمراً أساسيّاً في حياة النساء ولم تعد موضوعاً ثانويّاً يمكن التغاضي عنه، فقد بدأت المرأة بالبحث عن الرياضات التي تستهويها، سواء لممارستها أو لمتابعتها وتشجيع فريقها المفضّل. واليوم، نرى حماسهنّ الكبير للمونديال. فما الذي بات يجذب الشابّات نحو كرة القدم؟ وهل تتأثّر أنوثتهنّ بسبب ميلهنّ إلى هذه الرياضة الخشنة؟

كانت المرأة حتى وقت قريب تنفر من مباريات كرة القدم وتتجادل مع زوجها الذي يحرمها من مشاهدة التلفزيون لساعتين بسبب رغبته في متابعة مباراة تجمع فريقه المفضّل مع الخصم.

الأسلوب الرياضي موضة الموسم

في صلب اهتمامات النساء

أمّا اليوم، فلم يعد هذا المجال بعيداً عن اهتمامات النساء، إذ بتنا نرصد تواجدهنّ في الملاعب وازدياد معرفتهنّ بقواعد اللعبة، كما أنّهنّ ينتقين بعناية الفرق التي يشجّعنها سواء على المستوى المحلّي أو الدولي.

عادة منذ الطفولة

في هذا السياق، تقول مريم (24 عاماً): «اعتدت متابعة مباريات كرة القدم مع والدي مذ كنت في العاشرة من عمري، فقد جذبتني الكرة في الملعب ومع الوقت صرت أفهم ما يحصل لا سيّما أنّني كنت أستمع بعناية لشرح أبي ولكلام المعلّقين وأنتظر تحليلهم للنتائج بعد انتهاء المباراة».

هواية مميّزة

تكمل الشابّة العشرينيّة: «كانت والدتي تنزعج كثيراً من حبّي لكرة القدم وتخبرني أنّ هذه الرياضة هي لعبة رجاليّة لا تليق بالفتيات، ولكن من الذي قرّر هذا الأمر؟ فالنساء من مختلف دول العالم يهتممن بهذه الرياضة ويمارسنها ضمن فرق محترفة، فلمَ عليّ أن أتوقّف عن هواية تعجبني لمجرّد معتقد اجتماعي قديم جعل هذه اللعبة حكراً على الرجال؟».

لتحصلي على إحدى طلالات ميغان ماركل هذه هي الكلفة الحقيقية

التنافس للحصول على الهدف

ممّا لا شكّ فيه أنّ كرة القدم لعبة خشنة، فاللاعبون يسعون للاستحواذ على الكرة ويتنافسون لتسجيل الأهداف وهذا النوع من الألعاب يجذب عادةً الرجال الذين يجدون في المنافسة ما يتماشى مع حبّهم للسيطرة.

رياضة حماسيّة

ولكن في الواقع، لا يمكن حصر اللعبة بهذا الشكل، فهي رياضة حماسيّة تحثّ على العمل الجماعي، وهي مليئة بالتشويق وتجذب من يتابعها لا سيّما إذا كان الفريقان المتنافسان على درجة عالية من الكفاءة بحيث يصعب على من يتابع المباراة تفويت دقيقة من الدقائق الـ90 المخصّصة لها.

تشجيع الفرق المحليّة

حول هذا الأمر، تقول عبير (28 عاماً): «لست مولعة بكرة القدم أي أنّني لا أتابع كل مباراة أجدها على التلفزيون، بل أشجّع فريقاً محليّاً يعجبني أداؤه والانسجام بين لاعبيه في الملعب وأحرص على متابعة المباريات التي يشارك فيها».

أرقام مؤكدة وحقيقية 

وفقاً لدراسة مؤكدة أجريناها على مواقع التواصل الاجتماعي، تبين لنا أن النساء العربيات بتن يندمجن أكثر من قبل في عالم كرة القدم، بحيث ظهر لنا أن 69% يعتبرن أن هذه الرياضة ليست حكراً على الرجال فقط، بل باتت للنساء والرجال على حد سواء كما أن 57% كن متحمسات لمتابعة كل المباريات، هذا بالاضافة إلى أن 62% يشجعن المرأة التي تلعب كرة القدم.  وتثبت هذه الأرقام مدى تطور المرأة العربية وانفتاحها ومدى غوصها في عالم الرياضات التي كانت تعتبر في السابق ذكورية.

 

 

4 أسرار تخلصك من تأثير الأجواء السلبية عليك

الوفاء للفريق

تكمل الشابّة: «لست من الفتيات اللواتي يتخلّين عن فرقهنّ في حال خسرت ويعدن لمشاهدتها مع تحقيقها الفوز، بل أنا وفيّة لفريقي وأعرف أنّ الانتكاسة ما هي سوى مرحلة وتمرّ، فالفريق سيستعيد قوّته وسيعود إلى المنافسة».

دعم المنتخبات العربيّة

خلال المونديال، دعمت الشابّة منتخب بلدها السعوديّة وتابعت مبارياته كما وشجّعت الفرق العربيّة، إلّا أنّها تميل إلى البرازيل منذ طفولتها وتتمنّى أن يسترجع الفريق كأس العالم من جديد.

حقّ من حقوق المرأة

يحقّ للمرأة متابعة ما تفضّله من الفعاليّات الرياضيّة وهي قادرة على القيام بذلك من منزلها كما وعلى الحضور إلى الملعب لتشجيع فريقها المفضّل. وفي هذا السياق، يبرز القرار الذي اتّخذته السعوديّة هذا العام بالسماح للمرأة بحضور مباريات كرة قدم ضمن مجموعة الحقوق التي منحتها للمرأة في الفترة الأخيرة، وهو ما يعكس سلسلة تغييرات اجتماعيّة واسعة تتلاءم مع برنامج رؤية 2030 الذي أطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وقد أجريت تعديلات على الملاعب لضمان أكبر قدر ممكن من الخصوصيّة للسيّدات.

أصول التشجيع

من المجحف اتّهام الفتاة التي تهتمّ بالشؤون الرياضيّة بأنّها تفقد جزءاً من أنوثتها، وحول هذا الأمر، تقول سلمى (32 عاماً): «من المهمّ ألّا تنجرّ الفتاة التي تتواجد في الملعب وراء مشاعرها فتبالغ بالتشجيع ويرتفع صوتها أو تخرج منها بعض العبارات القويّة والقاسية بحقّ الفريق الثاني، عليها ألّا تنسى أنّها أنثى ما يعني أنّ تصرّفاتها وردود أفعالها تكون تحت المجهر طوال الوقت».

المبالغة في الزينة

تكمل الشابّة الثلاثينيّة: «على الفتاة أيضاً ألّا تبالغ في وضع الزينة على وجهها أو اعتماد ملابس صارخة لا تليق بالمجتمع التي تعيش فيه، فما هو متاح للأجنبيّات مختلف كثيراً عمّا يمكننا فعله، لدينا عاداتنا وتقاليدنا التي علينا الحفاظ عليها لأنّها تحفظ لنا صورة مميّزة وراقية في الأذهان، كما أنّ تقليد الغرب في كل شيء ينمّ عن محدوديّة في التفكير وهذا أمر مرفوض بكل أشكاله».

هل تبحثين عن منزل فخم؟ منزل كارل لاغرفيلد في انتظارك

قاسم مشترك

من جهتها، وجدت لولوة (27 عاماً) قاسماً مشتركاً بينها وبين خطيبها هو حبّهما المشترك لكرة القدم وتشجيعهما لفريق واحد في المونديال، وهي تقول: «من أكثر الأمور التي يحبّها شريك حياتي فيّ ولعي الكبير بكرة القدم، فهو يعتبرني بمثابة صديق له حين يتعلّق الأمر بالنقاشات الرياضيّة المحتدمة».

مشكلة معظم الأزواج

تضيف الشابّة العشرينيّة: «بعد الزواج، لن أتنازع مع زوجي حول ما سنشاهده على التلفزيون، لأنّني أحبّ كرة القدم أكثر منه وأعتقد أنّ المرأة تظلم هذه اللعبة كثيراً، فلو خصّصت لها بعض الوقت لوجدت أنّها شيّقة جدّاً ومثيرة للاهتمام ولشاركت زوجها اهتمامه بها ووجدتها فرصة للتقرّب منه أكثر».

 
شارك