لهذا السبب... لا يحب الكثيرون الأشخاص الجديين

لماذا قد لا يحب الكثيرون منا الأشخاص الذين يبذلون جهوداً كبيرة من أجل تحقيق النجاح؟ قد يبدو السؤال مفاجئاً وصادماً. لكنّه واقعي. ففيما تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي النصائح التي تحث على الكدّ من أجل المضي قدماً في الحياة، فإن الأشخاص الجديين لا يكوّنون الكثير من الصداقات. لكن ما السبب؟

اقرئي أوّل بطولة نسائية للشطرنج في الطائف

بين الافتراض والواقع

تكثر عبر مواقع التواصل النصائح والتجارب التي تدعو إلى استنفار القوى من أجل تحقيق الإنجازات. لكن في الحياة الواقعية يختلف الأمر. فالأشخاص لا يحبون نسج العلاقات الاجتماعية مع كل مَن يبدي قلقاً دائماً بشأن العمل أو المهمات الجدية. فعدم اكتراث شخص ما يُشعر في أحيان كثيرة بالارتياح.

وفي اتجاه آخر فإن بذل الجهود المضاعفة يعني عدم الثقة بالقدرات الخاصة بحسب ما قاله ميتش برنستن، أستاذ علم النفس في جامعة كارولاينا الشمالية في حديث صحافي.

وأضاف: "عندما تشعرون بعدم الأمان فإن هذا الشعور ينتقل إلى الآخرين. وهذه هي حال الأشخاص الذين يبذلون الكثير من الجهود من أجل أداء المهمات وتحقيق الإنجازات".

وتابع: "في الواقع يشكل هؤلاء الأشخاص تحدياً للنظام الاجتماعي القائم". كذلك فسر أستاذ علم النفس موريس شويتزر ذلك في اللقاء نفسه بالقول: "لا يؤمن بعض الأشخاص بالقدر ويرون أن كل ما يحدث لنا هو صنيع أيدينا ونتيجة قدراتنا ومواهبنا. ولذا يعتبر هؤلاء أن تحقيق النجاح يعني التميّز والفرادة".

اقرئي أبعدي أهلك وأقاربك عن زواجك

وأشار إلى أن عدم إخفاء الجهود التي يتم القيام بها يشكل مخالفة كبيرة للعرف والقواعد الاجتماعية ولحالة الاستقرار التي يعيشها الناس. ولهذا لا يحب الكثيرون برأيه الأشخاص الذين يفعلون ذلك.

وفي المقابل أفاد بأن الامتثال لذلك العرف ولتلك القواعد على مستوى المظهر والثقافة وغير ذلك يعني التمتع بإمكانية الحصول على القبول الاجتماعي.

إلا أن الخبر السار هو أن القواعد الاجتماعية تتغيّر بين الحين والآخر. وما هو غير مقبول اليوم يصبح مقبولاً في الغد. ولهذا قد يتحول الأشخاص الذين يستعرضون قدرتهم على بذل الجهود وتحقيق النجاح أكثر من غيرهم إلى أشخاص محبوبين.

 
شارك