فيلم «كفرناحوم» لنادين لبكي صفعة على الوجه!
كيف لنا أن نعلم أنّ فيلم "كفرناحوم" سيعلّمنا درساً لن ننساه مهما حيينا. انتبهوا، فالعمل سيصدمكم وسيعرّيكم من ثيابكم وسيمتحنكم، شئتم أم أبيتم. أبدعت المخرجة اللبنانيّة العالميّة نادين لبكي في تقديم تحفة سينمائيّة سبق أن فازت بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان Cannes السينمائي الأخير وهي ستبقى في ذاكرة كل من سيشاهدها.
MARILYN MONROE…أيقونة الشقاوة بامتياز
يا له من عمل جميل دغدغ كياني بل زعزعه في الحقيقة، وجعلني أفتخر بجنسيّتي بفضل مخرجته، وأرفض واقعي في وطن سقطت فيه كل الأقنعة وفقدنا فيه جزءاً كبيراً من إنسانيّتنا بسبب بعض القوى التي طمعت ولا تزال بالمال والجاه (يحقّ لي ما لا يحقّ لغيري ويليق بي ما لا يليق بغيري)، ونسوا أنّ فئة كبيرة من الناس محرومة من أبسط حقوقها. فبينما يتمتّعون هم بلقمة طيّبة ونظيفة ويشرب أطفالهم الحليب الساخن، ثمّة أطفال يأكلون بودرة الحليب، فالماء باهظ الثمن (سعر قنينة الماء الصغيرة 500 ليرة لبنانية لمن لا يعلم)، أمّا الحليب، فتقدّمه لهم الجمعيّات والمنظّمات الإنسانيّة في حال توفّرت المساعدات، وآخرون يأكلون مكعّبات ثلج مع سكّر!!
كيف تناسينا الفقير؟ وكيف قضينا على أحلامه ولماذا؟ من الملام؟ سأقولها بالفم الملآن: معظمنا أخطأ بحقّ من لا يشبهه، من كبيرنا إلى أصغر صغيرنا، ومن لا يشبهنا لا وجود له للبعض، وإن تواجد فلا يراه! ولكن ليس بعد اليوم وليس بعد ما صوّرته نادين في فيلمها «كفرناحوم» ونجمه الطفل «زين» (زين الرفيع) الذي قدّم أداء أبكى كل الحاضرين في العرض الخاص بالصحافة اللبنانيّة، فصدقه وطيبته وشرفه وانكساره أرقى من التعبير والكلام. هذا الطفل الذي وقع ضحيّة سوء معاملة أبوين لم يكونا أهلاً لتلك المسؤوليّة. هذا الطفل الذي وقف في وجه أقرب الناس إليه وقاضاهما لأنّهما جلباه إلى حياة لا مكان للطفولة فيها، فغاب حقّ الحياة (الحقّ في العيش منذ لحظة الولادة)، وحقّ التعليم، والعيش الكريم، وحقّ الغذاء، وحقّ الصحّة، والحق في المياه والهويّة والحماية.
«زين» ليس الوحيد الذي يروي قصّته في الفيلم فقد انضمّت إليه «رحيل»، الخادمة التي اعتُقلت، على غرار الدور الذي جسّدته في الفيلم، في ديسمبر العام 2016 بصفتها مهاجرة غير قانونيّة خلال فترة التصوير، وتمّ احتجازها، ليعود ويتمّ إطلاق سراحها لتكفلها لبكي لاحقاً.
لن أكشف أكثر من ذلك، فالعمل أجمل بكثير من وصفه بالكلمات، علماً أنّه يعطي الكلمة حقّها بالكامل، فهو أشبه بصفعة على الوجه.
تعلّمي الماكياج على يد Rihanna في دبي
"كفرناحوم" من إخراج نادين لبكي وسيناريو لبكي وجهاد حجيلي وميشال كسرواني وإنتاج خالد مزنّر الذي يستحقّ أيضاً جائزة أفضل موسيقى تصويريّة عنه كونه أبدع بكل ما للكلمة من معنى ولمس مشاعر الحاضرين بألحانه المفعمة بالأحاسيس. مدّة العمل 123 دقيقة، ويبدأ عرضه في لبنان ابتداء من 20 سبتمبر، بينما سيعرض في الدول العربية في شهر نوفمبر.