خولة السركال: نادي سيّدات الشارقة كرّس أهميّة الفنون في حياة المرأة والطفل

تترجم عيناها شغفها الكبير بالحياة ورغبتها الحقيقيّة في النجاح وفي إحداث تغيير في مجتمعها، إنّها خولة السركال، مدير عام نادي سيّدات الشارقة، التي تمكّنت بفضل ذكائها ومثابرتها وكفاءتها العالية في مجال الإدارة من أن تجعل النادي من أهمّ الأندية التي تسعى إلى زيادة تمكين المرأة اجتماعيّاً ورياضيّاً وصحيّاً وفنيّاً، كما وحجزت لنفسها مكانة خاصة في مجتمعها لتصير من أهمّ الأسماء الإماراتيّة النسائيّة.

من هي أوّل أميرة شاركت في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل؟

تنقّلت كثيراً في طفولتك. ما الذي أضافه السفر إلى شخصيّتك؟

يشبه السفر إلى حدّ كبير قراءة الكتب، فهو يخوّلني التعرّف على تاريخ الشعوب المختلفة وعاداتها وتقاليدها واحترام الثقافات الجديدة وتقبّلها، بمعنى آخر السفر إثراء للذاكرة والمعرفة، فالانطباعات التي تتشكّل أثناء اكتشاف بلدان جديدة تزيدنا خبرة ومعرفة وتسمح لنا بتذوّق الجمال الذي يختلف في معاييره من مجتمع إلى آخر.

ألم يغريك السفر خارج الإمارات، وما الذي أعادك دائماً إلى جذورك؟

أجد الاستقرار في وطني وليس خارجه والإمارات هي جذوري وأصلي وسكني. ولكن، ممّا لا شكّ فيه أنّ السفر خلال الإجازات يعيد الإيجابيّة إلى الحياة.

كيف تصفين علاقتك بوالدك الدبلوماسي ، وما هي أهمّ الدروس التي تعلّمتها منه؟

قلت في أكثر من مناسبة إنّ الإنسان مدين أوّلاً وأخيراً لأبويه، فهما أساس كل ما ينجزه الفرد في حياته. مهما تعلّمنا واختبرنا وزدنا معرفة وثقافة، يبقى الفضل الأكبر لهما. فخصالي وقيمي ومفاهيمي ومبادئي تشكّلت نتيجة لعلاقتي بأبي وأمّي. وقد تعلّمت من أبي مثلاً التسامح والتعامل بدبلوماسيّة مع مختلف الأجناس والديانات والاعتماد على الذات.

ما هي أكثر الإنجازات التي تفخرين بتحقيقها في النادي؟

أتشارك الفخر بما تحقّق في النادي مع كل سيّدة انضمّت إلينا كموظّفة أو كعضو تشارك في فعاليّاته وبرامجه. فكل إنجاز لم يكن ليتحقّق من دون إيمان المشتركة برسالة النادي وأهدافه. والدعم اللامحدود من سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة نادي سيّدات الشارقة، وتوجيهاتها السديدة هي التي تدفعنا إلى التطوّر وإلى السعي الدائم نحو المراتب الأولى.

أعتقد أنّ أكثر ما أعتزّ به هو الثقافة والوعي اللذين كرّسهما النادي لأهميّة الفنون في حياة المرأة والطفل، فهو مكان للاهتمام بالنفس وليس مكاناً لتمضية وقت الفراغ وحسب، بل لاستثمار هذا الوقت في أنشطة مفيدة على المستوى البدني والذهني والفكري. وقد استطعنا أن نجعل منه ملتقى للسيّدات والفتيات والأطفال، ملتقى يكتشف المواهب ويطوّر المهارات ويقدّم خيارات للعناية بالجمال الداخلي والخارجي.

عميرة العلماء تشاركك سرّها للتوفيق بين العمل والأسرة

كيف ترين تفاعل النساء الإماراتيّات مع الفعاليّات التي ينظّمها النادي؟

معظم السيّدات يتحمّسن للفعاليّات التي نقيمها لهنّ لا سيّما أنّنا نحرص على تقديم الأنشطة والبرامج بناءً على اقتراحات تصلنا منهنّ. كذلك الأمر بالنسبة للأمّهات، إلّا أنّنا نواجه أحياناً بعض التحدّيات عندما نطلب من الأمّهات حثّ بناتهنّ على المشاركة في البرامج والأنشطة وهنا أنتهز الفرصة لأوجّه رسالة إلى كل أمّ بأن تأخذ موهبة ابنتها على محمل الجدّ وأن تتفهّم أهميّة تطوير الموهبة واحتضانها واحترامها وأن تشركها في المخيّمات الموسميّة والبرامج المصمّمة خصّيصاً لتنمية مواهب الأطفال وصقلها.

وإذا كنّا نريد لأطفالنا مستقبلاً ناجحاً وتوازناً نفسيّاً وعاطفيّاً، علينا أن نشجّعهم على استكشاف أنواع مختلفة من الفنون الجميلة.

إلى جانب ذلك، يتمّ تنظيم الفعاليّات بناءً على رغبة السيّدات ومدى إقبالهنّ عليها ومنها جري سيّدات الشارقة وهي فعاليّة تهدف إلى نشر الوعي حول أهميّة الرياضة لحياة صحيّة، وكذلك المعارض السنويّة التي تلبّي احتياجاتهنّ وتناسب الأذواق كافّة.

كيف توفّقين بين أسرتك وعملك، وهل تنتابك مشاعر الذنب تجاه أحدهما؟

تنظيم الوقت وإدارته يحتاجان إلى تدريب متواصل والتزام وتحديد للأولويّات كي يأخذ كل شيء حقّه. إلّا أنّ الشعور بالتقصير تجاه من نحبّ طبيعي فذلك جزء من تجلّيات هذا الحب. أنا على قناعة بأنّ النجاح في بناء أسرة والاستمرار في العمل يعتمدان على مدى التعاون الذي نحظى به سواء من فريق العمل أو من العائلة، فكلاهما شريكان ومساهمان أساسيّان في نجاحي.

هل دعمك الرجل في مسيرتك المهنيّة؟

منذ قيام الاتّحاد في الإمارات والمرأة والرجل مدعومان من القيادة ومؤسّساتها ويتمتّعان بالحقوق نفسها. ومنذ وعينا الأوّل تعلّمنا أنّ الدعم متبادل، بمعنى أنّ المرأة تدعم الرجل والعكس صحيح لإيمانهما الراسخ بأنّهما شريكان في المسؤوليّة، مسؤوليّة بناء الأسرة والمساهمة في المسيرة التنمويّة من خلال العمل الملتزم والهادف. كذلك، ساهم الدعم الذي قدّمه لي زوجي ووالدي بشكل كبير في استمراري في خدمة المجتمع والنجاح في مسيرتي المهنيّة بالإضافة إلى دعم القيادة الرشيدة للمرأة الإماراتيّة ككل.

كيف يمكن أن تطوّر المرأة مهاراتها القياديّة وشخصيّتها في المجالات المهنيّة؟

لا أجد عذراً يمنع المرأة الطموحة من تحقيق النجاح مع الدعم المتواصل لقيادتنا الرشيدة ووجود كمّ هائل من المعلومات المتاحة للجميع من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والتقنيّات الحديثة على مدار الساعة، وعلى كل امرأة أن تعرف كيف تستفيد من التنوّع والثراء المعرفي الذي أصبح متاحاً سواء بفعل الاحتكاك المباشر مع جنسيّات مختلفة داخل المجتمع نفسه أو من خلال ما تقدّمه المؤسّسات الحكوميّة والجهات المعنيّة بتمكين المرأة من برامج تدريبيّة وورش عمل ومبادرات لصقل المهارات وإعداد القادة، بالإضافة إلى اكتساب الخبرات من خارج الدولة إلى جانب عالم الإنترنت الذي يزخر بالمراجع المتخصّصة.

وإذا أخذنا المهارات القياديّة بشكل خاص، نرى أنّها أصبحت من أساسيّات النجاح المهني، فالقيادة موهبة أوّلاً ومعرفة مكتسبة ثانياً. ففي الإمارات عدد من السيّدات القياديّات اللواتي أصبحن قدوة للأجيال الجديدة واستطعن تقديم نموذج متميّز للمرأة الإماراتيّة التي تلهم فريق عملها وتدعمه وتشجّعه لأنّها تدرك تماماً أنّ القيادة ليست في فرض السلطة بل في التمكين ونقل التجربة والخبرات إلى الفريق وإلهامه والتأثير إيجاباً في أدائه.

لهذه الأسباب عليك تجديد علاقتك بأهلك وأقاربك

ما هي طموحاتك المقبلة على الصعيدين المهني والشخصي؟

على الصعيد الشخصي، أنتظر مولوداً جديداً في العام 2019 وأتطلّع إلى اكتمال الفرحة في أسرة رائعة أفخر بها، وقد يشكّل هذا الحدث دافعاً لي لأقدّم أفضل ما عندي سواء في المنزل أو في العمل. أعتقد أنّ شعورنا بالمسؤوليّة يكبر كلّما كبر أطفالنا، فنحن بالنسبة إليهم النافذة الأولى على الحياة والعالم ويتوقّعون منّا أن نكون الأفضل في كل شيء. وأظنّ أنّ الأدوار تتغيّر في مرحلة معيّنة فنشعر بأنّ أطفالنا هم آباؤنا وأمّهاتنا لأنّهم يعلّموننا عن غير قصد أن نطوّر أنفسنا ونتخلّص من عيوبنا ونتجاوز المصاعب من أجلهم.

أمّا على صعيد العمل، فنتطلّع إلى إنشاء نادٍ جديد في منطقة الفلاح وإلى تقديم المزيد من الفعاليّات المتنوّعة والمبتكرة التي تتناسب مع كل الفئات العمريّة، بالإضافة إلى توفير أرقى الخدمات للمرأة والطفل من خلال مرافق النادي المتعدّدة. وأرغب أيضاً في تقديم المزيد لوطني ومجتمعي وهذا دورنا الطبيعي الذي يحتّم علينا ردّ الجميل لوطننا الذي قدّم لنا كل الإمكانات كي نبدع ونساهم في بناء المستقبل.

 
شارك