اجعلي أختك صديقتك المقرّبة

كم مرّة تعرّضت لطعنة غدر من إنسانة اعتبرتها صديقة وأطلعتها على أسرارك ولكنها لم تكن على قدر توقّعاتك وقامت بعمل خيّب ظنّك وجعلك تندمين على إعطائها ثقتك العمياء؟ كل واحدة منّا اختبرت هذا الشعور ولو لمرة في حياتها، فلم لا تقرّرين أن تحصلي على صديقة تضمنين وفاءها الأبدي لأنها ببساطة أختك التي تتشارك معك العائلة والنسب والعاطفة.

في الصغر لم تكوني على وفاق معها، فهي إمّا أكبر منك سنّاً وبالتالي لا يجوز أن تشاركيها مشاكلك وما تختبرينه من مشاعر وتغييرات في مرحلة المراهقة لأنها ستسارع إلى الحكم سلباً عليك وربما تحمل أخبارك إلى الوالدة، أو تكون أصغر منكِ سنّاً فتعتبرينها مهما بلغ عمرها طفلة، لا تأخذين رأيها على محمل الجد، ولا تستشيرينها في تطوّرات حياتك ولا تأتمنيها على أسرارك.

4 أسرار تخلصك من تأثير الأجواء السلبية عليك

ذكريات مشتركة

لكن ما لم تفكري به مطلقاً أنّ العديد من الفتيات يحسدونك على نعمة وجودها في حياتك ببساطة لأنهنّ لم يختبرن هذا الشعور، فهنّ حرمن من نعمة أن يكون لديهن أخت، لم يعرفن نقاشات آخر ساعات الليل حول مجريات اليوم، أو التوتر الشديد الذي يحصل في حال ارتدت قميصك من دون إخبارك أو الجدال لساعات طويلة حول لون شعرك الجديد... وغيرها من الأحاديث والمواقف التي تحصل بين الأختين والتي لا تقدّرين كم هي حميمة ومميزة ومليئة بالمشاعر الصادقة والجميلة. فلم لا تستفيدين من وجودها إلى جانبك وتسعين من خلال بعض التصرفات إلى جعلها صديقتك الحميمة؟

نصيحة ثوريّة

الأمر قد يبدو غريباً للوهلة الأولى وصعباً بعض الشيء فهناك الكثير من التناقضات في شخصيتيكما، هي التي حالت في البداية دون أن تكونا صديقتين، ولكن لعلّ هذه الاختلافات تكون السبب في تقاربكما بعد أن وصلتما إلى مرحلة النضوج، فهي تملك رؤية مختلفة كلياً عن رؤيتك، وعن رؤية صديقاتك المقرّبات، اللواتي اخترتهنّ لأنهنّ يشبهنك، أنتِ بحاجة أحياناً إلى رأي مغاير، إلى طبع مختلف كي تحصلي على نصيحة ثورية، ربما تقلب نظرتك للأمور أو تجعلك ترين ما لم تنتبهي إليه من قبل.

العاطفة في مواجهة العقل

في هذا السياق، تقول زهراء (26 عاماً) «استطاعت أختي الصغرى أن تخلّصني من شقائي بعد فشل خطوبتي الأولى، إذ أصبت بالاكتئاب وشعرت بالحزن الشديد، ولكنها بطاقتها وحيويّتها وإيجابيتها تمكّنت من إخراجي من حالتي، فهي تفكّر بعقلها وتقيس الأمور بطريقة عملية ومنطقية، وهذا ما كنت أفتقد إليه في تعاملي مع قصتي».

بهذه الخطوات البسيطة تضمنين النجاح

تبادل الاهتمامات

تكمل الشابة العشرينية «فجأة أحسست كم كبرت الفتاة الصغيرة التي هي أختي، بات لها تفكير مستقل وآراء خاصة، صحيح أنها لا تشبهني ولكنها محقة في العديد من الأمور، جعلتني أصبح أكثر عقلانية بعد أن كنت عاطفية، تقودني مشاعري وأحاسيسي، وبدوري شاركتها في اهتماماتي وبدأت تقدّر قيمة النشاطات الحسّية التي أحب القيام بها، كالنزهات في الطبيعة والسفر بعد أن كانت عاشقة للتكنولوجيا، تقضي معظم وقتها أمام الشاشات».

الاختلاف يقرّب

صحيح أنّ شقيقتك تربت معك في نفس البيت، ولكما ذات الخلفية العائليّة والثقافية والاجتماعية ولكن لكلّ منكما شخصيتها الخاصّة والفريدة، بالإضافة إلى طباعها وتجاربها وعلاقاتها، كل هذه الأمور تجعل الواحدة منكما مختلفة تماماً عن الأخرى. ومن غير الضروري أن يكون هذا الاختلاف سبباً للبعد بل يمكن أن يقرّب بينكما فتطوّر الواحدة من شخصية الثانية وتحسّنها وتمدّها بما ينقصها.

إيجاد الوقت

تسرقك دوامة الحياة، فأنتِ دائماً على عجلة من أمرك ولا تجدين وقتاً للتواصل مع أختك، بداية في الجامعة مع رفيقاتك، أو في العمل بين زميلاتك، وبعد الزواج تنشغلين بالرجل والأولاد ومتطلّبات أسرتك، ولكن كوني على ثقة أنّك في حال بدأت بالتواصل أكثر معها ستبادلك بالمثل، حتى لو خصّصت عشر دقائق مساءً للسؤال عن أحوالها، ستشعرين مع الوقت بالراحة وبأنّ هذه الفترة مفيدة وباتت أساسية في حياتك.

رابط الصداقة 

الانتماء إلى أسرة متماسكة يمدّنا بالإحساس بالراحة والأمان، ويساعدنا على تحقيق الاستقرار النفسي المطلوب من أجل تحقيق الطموحات والأهداف المستقبليّة، وهذا الإحساس يتضاعف حين يتواجد معكِ تحت سقف واحد امرأة شابة سنّها قريب من سنّك، تشاركت معها أهم الذكريات وأجملها، ويمكن في حال قرّرتما ذلك معاً أن تحوّلا رابط الأخوة بينكما إلى شيء جميل وهو رابط الصداقة.

الحقيقة المرّة

حول هذا الأمر، تقول ليلى (31 عاماً) «تعرّضت خلال حياتي للكثير من الصدمات بسبب ثقتي العمياء بصديقاتي، حتّى صرت لا أؤمن بوجود الصداقة الحقيقيّة، وقد دفعني هذا الأمر إلى البحث عن الصديق في داري، وهل هناك أقرب إلى المرأة من أختها؟ بالتأكيد لا يوجد. فالحياة تعلّمنا أن نفكر جيداً قبل إعطاء ثقتنا، ولكن حين يتعلّق الأمر بالعائلة علينا أن نسلّم أنّ أفرادها لا يتمنون لنا سوى الخير، ولا يرغبون إلا بما فيه مصلحتنا وسعادتنا، بعد أن فهمت هذه الحقيقة بدأت أتقرّب من أختي وبعدها بفترة صرنا صديقتين حميمتين».

هل تعرفين؟ وضعية نومك تكشف أسرارك

نصائح مفيدة

ليس من الصعب أن تبدأي اليوم ومنذ هذه اللحظة بتحسين علاقتك بأختك، وفيما يلي نصائح ستساهم في توطيد علاقتكما:

- أحاديث لطيفة: فلتكن لهجتك مع أختك حنونة ولطيفة، ولتكن الأحاديث بينكما مليئة بالإيجابيّة، اسأليها دائماً عن أحوالها وعن مستجدّات حياتها، ولا تسارعي إلى إطلاق الأحكام والانتقادات، بل أصغي جيداً إليها، وفي حال شعرت أنها تحتاج إلى نصيحة فلتوجّهيها بطريقة ودودة.

- هدايا مفاجئة: من غير الضروري أن يكون هناك مناسبة لكي تتذكّري أختك وتفاجئيها بهديّة، فأنتِ تعرفين ما تُحب وستجده أمراً رائعاً أن تشتري لها شيئاً لطالما تمنّته وتقدّميه لها من دون أي سبب فقط لأنّك ممتنة لوجودها في حياتك.

- نسيان الإساءة: كوني متسامحة ولا تذكّريها دائماً بأخطائها في حقّك، فكلّ منّا معرّض للخطأ ولكن القدرة على المسامحة هي من شيم الأقوياء.

- التعاون البنّاء: اعرضي عليها المساعدة وأبدي رغبة حقيقيّة بالتعاون معها وببذل مجهود لمساعدتها في الخروج من أيّ مأزق قد تقع فيه، وستبادلك بالمثل وتزداد علاقتكما قوةً وثباتاً.

 
شارك