العطور تترجم الفخامة بأوجه مختلفة
تتعدّد الترجمات إنّما المفهوم واحد، الفخامة! في مجال الترجمة، غالباً ما نقع على عبارات مختلفة تدلّ على معنى واحد. فكيف لو ارتبط الأمر بعالم العطور، عالم الإبداع والابتكار اللامتناهي؟
إصدار حصري من عطر Chanel N°5 باللون الأحمر
أوجه مختلفة
لم يقتصر الإبداع يوماً على أسلوب واحد للتعبير، فدائماً ما تختار كل دار من الدور العالميّة وكل علامة من العلامات الشهيرة خطّاً يميّزها عن سواها ويطبع مكانتها بتوقيع فريد. أمّا بالنسبة إلى الفخامة، فاخترنا الغوص في طيّاتها العطريّة هذه المرّة، لا سيّما أنّنا لاحظنا تعدّد أوجهها وترجماتها.
الفخامة من منظار خاصّ
لو بحثنا عن الفخامة في المعجم، لرأينا أنّها تعني الشأن العالي والمستوى الرفيع والمكانة العظيمة. أمّا إن بحثنا عن معانيها في عالم العطور، لرأينا أنّ تعبيراتها تختلف تماماً بين دار وأخرى وبين إصدار وآخر. فكيف تكشف الفخامة جوهرها في هذا العالم الواسع؟
فخامة الاسم تكفي!
أناس كثيرون يمرّون مرور الكرام، أمّا آخرون، فيتركون بصمات خالدة فيتحوّلون إلى شخصيّات أيقونيّة لا يمحوها أيّ زمن وأيّ نسيان. من منّا مثلاً لا تتعطّش باستمرار للحصول على هذه المعلومة أو تلك عن Coco Chanel، هذه المرأة التي تمرّدت على القيود واختارت السير في طريق فريد ميّزها عن سواها. ولأنّ دار Chanel تحرص باستمرار على الالتزام بالمفهوم الرفيع الذي انطلقت منه مؤسّستها، أطلقت في موسم ربيع وصيف العام 2017 عطراً يحمل اسم Gabrielle Chanel لتعبّر عن الفخامة بالاسم لأنّ فخامة الاسم تكفي!
وعلى الرغم من أنّها عُرفت باسم Mademoiselle ومع أنّ أصدقاءها سمّوها Coco وهو لقبها الأسطوري اليوم، يندرج اسم Gabrielle على شهادة ميلاد مؤسّسة الدار ويُظهر الأصالة بأنقى صورة. وهذا ما دفع الدار الشهيرة من دون شكّ إلى أن تكشف منذ عام ونصف تقريباً عن إصدار عطري يحمل الاسم الفاخر. فمن منّا لا ترغب في اقتناء عطر المرأة التي ارتبطت بها هويّة فريدة والتي اختارت الشجاعة والطموح والعاطفة لتكسب حرّيتها وأسلوبها.
ولا بدّ من القول إنّ العمل على زجاجة هذا العطر الاستثنائي استغرق سنوات عدّة، ليمتدّ الترف إليها أيضاً. فقد رغبت Sylvie Legastelois في أن تصمّم قارورة تشبه قطعة المجوهرات وتتماشى مع زجاجات Chanel الكلاسيكيّة في آن.
كيف تأسرين قلب شريكك برائحة عطرك؟
فخامة تحيي التاريخ!
لا شكّ أنّ التاريخ الذي تبنيه الدار طوال سنوات طويلة يشكّل جزءاً لا يتجزّأ من المكانة الفاخرة التي تحجزها في السوق. ففي حالات كثيرة إن لم نقل جميعها، تفشل المقارنة بين دار عريقة تمتدّ جذورها ونجاحاتها على سنوات طويلة لا بل بعيدة عن حاضرنا وبين علامة تجاريّة أخرى اكتسبت شهرة منذ فترة قصيرة.
وبالنسبة إلى الفخامة وترجماتها، تعبّر الدور عنها أحياناً من خلال العودة إلى تاريخها وتحديداً إلى محطّة جوهريّة منه. وهذا ما قامت به الدار العالميّة الشهيرة Dior مع إطلاق إصدارها Joy في العام 2018 بعد سنوات طويلة من الغياب. فبعد 20 عاماً تقريباً على إطلاق آخر عطر J’Adore، اختارت Dior أن تخصّ شهر أغسطس الماضي بعطر Joy الذي يحمل توقيع صانع العطور الشهير François Demachy. وما هو هذا الإصدار الجديد إلّا تأكيد على التزام الدار التجدّد وتعزيز شعور عميلاتها الوفيّات بالسعادة وحب الحياة والأمل. وفي هذا الإطار، لا بدّ من القول إنّ Dior اختارت اسماً سبق وأعطي لعطر من قبل، وذلك في العالم 1930 مع دار Jean Patou. وها هي تعيد إحياء تاريخ عريق وتستعمل من جديد اسماً أيقونيّاً لمع في عالم العطور سابقاً.
تركيبات تحوك الفخامة...
لا يُخفى على أحد منّا أنّ المرأة المعاصرة لا تهتمّ بالفخامة الخارجيّة وحسب إنّما بالفخامة الداخليّة أيضاً. لذلك، لم تقتصر المعالم الفخمة في عالم العطور يوماً على الزجاجات ودائماً ما اشتملت التركيبات. فالمكوّنات التي تدخل إلى أفضل العطور بالنسبة إلينا تكون في حالات كثيرة فاخرة وثمينة. أمّا القاعدة الأساسيّة في هذا الإطار، فتنصّ على ما يلي: «كلّما كان المكوّن نادراً، كلّما ارتفع ثمنه». ونذكر من هذه المواد العود والعنبر والسوسن والياسمين والورد البلغاري والمسك. بالنسبة إلى العود، لطالما شكّل مكوّناً أساسيّاً في عطورنا العربيّة، وهذا ما يدفعنا إلى البحث عنه بين إصدارات العلامات الشهيرة التي نفضّلها. على سبيل المثال، كشفت Valentino عن عطرها Noir Absolu Oud وقدّمت Gucci نسخة من إصدارها Guilty مع نفحات العود، مطلقةً عليه اسم Guilty Oud. بالإضافة إلى ذلك، قدّمت Boucheron عطر Oud De Carthage. أمّا بالنسبة إلى العنبر، فاختارته Guerlain مكوّناً أساسيّاً في عطرها Ambre Éternel وكذلك علامة Dolce & Gabbana حين قدّمت الثنائي العطري العنبري Velvet Amber Skin وVelvet Amber Sun. ومن الأمثلة على المكوّنات الفاخرة الأخرى، نذكر الياسمين الذي يدخل في إصدار Chopard الساحر Jasmin Moghol.
من التركيبة إلى الزجاجة...حكاية فخامة لا تنتهي
ها قد تعرّفت على أوجه الفخامة بدءاً من الاسم مروراً بالتاريخ وصولاً إلى النفحات. ولكن، ماذا عن الزجاجة؟ ألا تعكس أيضاً الفخامة في كثير من الحالات؟ بالطبع، لا سيّما أنّ الدور الشهيرة تسعى باستمرار إلى إيقاع العين في حبّ منتجاتها وإصداراتها قبل القلب. فكم من مرّة ابتعت هذه القطعة الجماليّة أو تلك لأنّك أُعجبت لا بل أُسرت بشكلها الخارجي؟ وكم من مرّة تباهيت باقتناء هذا العطر أو ذاك بفضل زجاجته التي تحاكي الإبداع الفاخر بامتياز؟!
لنأخذ على سبيل المثال مجموعة Le Gemme Reali من Bvlgari! ففيها، ارتقت الدار بالتعئبة إلى مستوى فاخر للغاية وقدّمت جواهر ملكيّة لا ترغب المرأة سوى في اقتنائها لا بل الحفاظ عليها كأيّ كنز ثمين.
في المقابل، قدّمت YSL Beauté قارورة عطرها Black Opium Sound Illusion بحلّة متلألئة جمعت البريق باللونين الأسود والزهري اللامعين. ومن منّا لا تتذكّر قارورة Good Girl Collector Edition التي قدّمتها دار Carolina Herrera بإصدارين محدودين، الأوّل ذو لمعان فضيّ ثلاثي الألوان ومحفوظ في علبة خارجيّة فائقة البريق والثاني مرصّع يدويّاً بألفي حبّة كريستال تقريباً من Swarovski ومقدّماً في علبة مجوهرات بالمخمل الأسود.