فـي صالون تجميل في الرياض

الحياة حلوة بس نفهمها. صحّ. طبعاً رايحة تقولين إحنا بشر وما نقدر نكون دوم سعداء. ورايحة تأكّدين إنّه مو ممكن نتذوّق طعم الفرح الحقيقي إذا ما حزنّا ومو معقول نكتشف جمال النهار من غير سواد الليل.

وبعدين تقولين: حلاوة الأبيض ما تظهر من غير الأسود. وأنا أقول لك عشان أهرّج: والرمادي إيش؟ مو لون؟! عندك حقّ، بس خلاص أريد أعيش اللحظة. وإذا رجعت للماضي أريد أتذكّر الحاجات الحلوة وبسّ. دحين مثلاً أسترخي. يعني ما أفكّر إلّا في حاجات تخلّيني أرتاح... أسابيع الموضة كانت رحلة مو عاديّة. ما أنسى المنصّات، العارضات، الأزياء، أشكال، ألوان، المصمّمين، ابتساماتهم وتحيّاتهم، تصفيق الناس وتعليقات صحافة الموضة، خبراء المظهر، موضة الشارع، فلاشات المصوّرين... وعشان ما أخرج من الحلم ده، أنا في صالون تجميل في الرياض.

دحين لون وجهي أخضر. الخبيرة تسوّيلي قناع. قال ينظّف مسامات بشرتي وينعشها. فعلاً أحسّ الهواء يدخل لأعماقها. 20 دقيقة وننزع القناع بميّة فاترة. إحساس رهيب! بشرتي مثل كأنّها صارت خفيفة. كريمات تغذية وترطيب، وبعد كده أجلس على كرسي غسل الشعر. بنت عمّتي (ترافقني) على الكرسي الثاني. ننتظر مساعدة المزيّنة وكل واحدة تنظر للثانية وتبتسم. تقولين نسوّي مؤامرة جماليّة... قبل كده شفت على «إنستغرام» نصائح المدوّنات. قال بيه صيحة النمش! طبعاً مو رايحة أسوّيها. بنت عمّتي تهمس: «هيا...» وأنا أنظر ناحيتها وأشوفها تنظر لناحية امرأة شعرها حلو مرّة... أسود مثل الليل وناعم مثل الحرير وطويل ينزل على أكتافها وظهرها مثل الستائر. وبعدين قالت: «تشوفين شعرها؟! وأنا شعري دوم يتساقط وضعيف. تقولين إيش تسوّي عشان شعرها يصير كده؟». وأنا أقول لها ضروري تسأل الخبيرة.

المساعدة تبتدي تغسل شعري. تسوّي تدليك لفروة رأسي. أحسّ الدم يمشي في عروقي. أسترخي، أريد أنام. بيه بنتين، شقيقتين يريدون يسوّون شعرهم ومكياجهم مثل صورة حاملينها. الخبيرة تقول إنّه ما يليق بيهم. تقدّم لهم حاجة ثانية. أنتقل لكرسي التصفيف. صوت مجفّف الشعر يزعجني، بس إيش أسوّي؟ ضروري! المزيّنة تسألني أي تسريحة اخترت وأنا أشرح لها. أشوفها في المرآة إيش تسوّي خطوة بخطوة. أكلّم نفسي عن كثير حاجات. أشوف بنت عمّتي في الجهة المقابلة في المرآة، نبتسم. أحبّ أدلّل نفسي. أحسّ بفرح مو عادي. التسريحة تعجبني، من الأمام والخلف. أنتقل للأظافر. أكثر حاجة أحبّها حين تنظّف الخبيرة محيط أظافري وبعدين تسوّي تقشير وتدليك لأصابعي. أريد أختار لون طلاء أظافر مو عادي كمان. «اللون ده تعتقدين إنّه رمادي وبعدين تشوفينه ليلكي غامق. أنصحك تختارينه»، تقول لي الخبيرة. وأنا أوافق. أبحث فين بنت عمّتي. أشوفها في قاعة الانتظار... تقرأ حاجة. كمان 10 دقائق والطلاء يجفّ. ماكياج طبيعي يكفي، نيود وشويّة غلوسي ونعومة ما بعدها نعومة...

أزياء من Aigner

DRAWING BY FASHION ILLUSTRATOR ©SHAMEKH BLUWI