عالجي سمنة أطفالك بذكاء

في الآونة الأخيرة، يزداد عدد الأطفال المصابين بالسمنة، بخاصّة أنّ الوجبات السريعة والغنيّة بالدهون تنضمّ إلى نظامهم الغذائي بشكل متكرّر. ولمعرفة كيفيّة معالجة هذه المشكلة التي تنعكس سلباً على صحّة الصغار الجسديّة والنفسيّة في آن، استشرنا اختصاصيّة التغذية كارولين كنعان التي أطلعتنا على سبل ذكيّة للحدّ منها. ويمكنك متابعة كنعان على حسابها thenutrionistblog على Instagram لمزيد من المعلومات في عالم الغذاء.

أخطاء في التربية… تجنّبيها

تتفاقم ظاهرة السمنة لدى الأطفال اليوم أكثر من أيّ وقت مضى. ولأنّ هذه المشكلة تولّد مشاكل أخرى في مرحلة الطفولة مثل مرض السكّري من النوع الثاني وارتفاع مستوى الكولسترول في مرحلة لاحقة، يحاول بعض الأهل مساعدة أبنائهم على خسارة الوزن الزائد.

ثمّة سببان وراء مشكلة البدانة لدى الأطفال. السبب الأوّل هو السعرات الحراريّة الزائدة الناتجة من الأطعمة السريعة وغير الصحيّة الذي يتناولها الصغار، والسبب الثاني هو النشاط الجسدي غير الكافي. لذا، لا بدّ من معالجة هاتين المشكلتين لمساعدة الطفل على الوصول إلى وزن مثالي والحفاظ عليه.

سنعدّد لك في ما يلي أنواع الوجبات السريعة التي يتناولها الأطفال في يومنا هذا. وللأسف، عندما تطّلعين على اللائحة، ستلاحظين أنّ أطفالاً كثيرين يتناولون نوعاً أو اثنين من هذه الأطعمة يوميّاً أو حتى في كل وجبة. لذا، إذا أردت إجراء أيّ تعديل على النظام الغذائي الذي يتّبعه صغيرك، ننصحك بتدوين كل ما يأكله بالتفصيل لمدّة ثلاثة أيّام على الأقلّ لمقارنتها لاحقاً باللائحة.

تعرّفي معنا في ما يلي على الأطعمة الستّة الأبرز التي تضرّ بالأطفال تليها بضع بدائل يمكن إضافتها إلى وجباتهم اليوميّة كي تكون سهلة الهضم وقليلة المكوّنات الضارّة والسعرات الحراريّة.

السكاكر

يُعرف السكّر بآثاره الجانبيّة التي تنعكس بشكل أسوأ على الأطفال لا سيّما أنّه يؤثّر على سلوك الصغير وعلى صحّة أسنانه، كما أنّه قادر على أن يزيد من شهيّته أو أن يحدّ منها. بالإضافة إلى ذلك، يحول السكّر دون تأدية جهاز المناعة عمله الطبيعي فيصبح الأطفال أكثر عرضة للزكام والإنفلونزا. وعندما يُمزج السكّر مع ملوّنات الطعام المتواجدة مثلاً في المصّاصات وحلوى الهلام والسكاكر تصبح الأضرار أكثر سوءاً. والخطوة الأولى لمساعدة طفلك على تحسين نظامه الغذائي هي التخفيف من استهلاكه لهذه السكاكر.

المشروبات المحلاة

تشكّل المشروبات المحلّاة مصدراً كبيراً للسكّر والملوّنات ويستهلكها الأطفال بكميّات هائلة إجمالاً، كما أنّها غنيّة بالسعرات الحراريّة ما يفسّر سبب اكتساب الأطفال الوزن بسهولة عند استهلاكها.

ولا تشمل المشروبات المحلّاة تلك الغازيّة وحسب بل أيضاً العصير المحلّى ومركّزات عصير الفاكهة والرحيق بالإضافة إلى الحليب. لذلك، قبل شراء أيّ مشروب معبّأ في علب تأكّدي من قراءة المكوّنات على الملصقات. وستتفاجئين عندما تجدين أنّ السكّر هو أحد المكوّنات الأساسيّة المتواجدة في المشروبات بكميّات كبيرة.

ما هو التوحّد وكيف يمكن علاجه؟

الأطعمة المقليّة

تحتوي الأطعمة المقليّة على كميّات كبيرة من السعرات الحراريّة التي يصعب حرقها عندما تتحوّل إلى دهون في الجسم. وتعدّ البطاطا المقليّة والأرزّ والنودلز والدجاج المقلي من المأكولات المفضّلة لدى الأطفال. وإن كان صغيرك يعاني من البدانة، لا بدّ من تقليل عدد مرّات تناوله لهذه الأطعمة ليصل إلى مرّة واحدة في الأسبوع بينما تقدّمين له الأطعمة نفسها بطريقة صحيّة في الأيّام الأخرى.

المعجّنات والحلويات المقليّة

يُعتبر استخدام الزيت نفسه للقلي أكثر من مرّة مضرّ للغاية. وللأسف، هذا أمر شائع لا سيّما عند إعداد المعجّنات والحلويات المقليّة. فإذا تمّ تسخين الزيت واستخدامه أكثر من مرّة يصبح مضرّاً جدّاً كونه قادر على رفع مستوى الكولسترول في الدم.

غلوتامات أحادي الصوديوم

في بعض الأحيان، قد تتسبّب التفاعلات الكيميائيّة التي تنجم عن مكوّنات الطعام غير الطبيعيّة في إبطاء عمليّة الأيض، ومن بين هذه المكوّنات غلوتامات أحادي الصوديوم أو ملح MSG. فهذا المركّب الكيميائي قد يحوّل وجبة عاديّة إلى طعام شهي، ولهذا السبب يتمّ استخدامه بكثرة في صناعة الأغذية. وقد يكون ملح MSG موجوداً في أيّ طعام يتضمّن «نكهات اصطناعيّة» وأحياناً «نكهات طبيعيّة». نجد ملح MSG مثلاً في مكعّبات مرق الدجاج أو اللّحم والحساء البودرة ورقائق البطاطا وغيرها،وقد يتسبّب في مشاكل في الأيض بما فيها زيادة الوزن لدى البعض.

ملوّنات الطعام وسكّر الزينة

يحبّ الأطفال ملوّنات الطعام وسكّر الزينة كثيراً إلّا أنّها وللأسف مضرّة جدّاً لصحّتهم، بخاصة أنّها تدخل في تركيبات الحلويات التي تحتوي على كميّات هائلة من السكّر والدهون. وسيصعب على الأطفال الحفاظ على وزن صحّي طالما تضمّنت حميتهم الغذائيّة هذه المأكولات بصورة منتظمة.

فما الحلّ إذاً؟ تجدين في ما يلي قائمة ببعض البدائل التي يمكنك استخدامها عوضاً عن كل تلك الأطعمة المضرّة أعلاه. وتذكّري، كلّما أبكر الطفل باتّباع حمية غذائيّة صحيّة، كلّما اكتسب عادات صحيّة وحافظ عليها خلال نشأته. لذا، لا تشعري بالذنب إذا منعت طفلك من تناول الأطعمة المضرّة فكل ذلك لمصلحته على المدى البعيد حتى ولو كان ردّ فعله سلبيّاً وصعباً في الوقت الراهن! ويمكنك أن تجدي عدداً كبيراً من الوصفات المناسبة للأطفال في كتابي Gluten Free For The Arabic Kitchen.

حضّري وجبة صحية للمدرسة

• بدلاً من السكّر المكرّر والسكّر الأبيض، استخدمي المحلّيات الطبيعيّة مثل العسل والتمر ودبس الخرّوب. بإمكانك أيضاً أن تعطي طفلك ملعقة من هذه المحلّيات الطبيعيّة مثلاً أو أن تمزجيها مع زبدة الفستق أو الطحينة على سبيل المثال.

• عوضاً عن المشروبات المحلّاة، حضّري عصير الفاكهة أو الخضار بنفسك في المنزل. يمكنك أن تعدّي مثلاً عصير البرتقال أو التفّاح أو الجزر فكلّها مشروبات حلوة تحتوي على فيتامينات ومضادّات أكسدة لا سيّما عندما تكون طازجة.

• يمكنك استبدال الطعام المقلي بالمشوي أو استخدام المقلاة البخاريّة للحصول على النتيجة ذاتها من دون كميّات هائلة من الدهون. ومع أنّ المدّة التي يتطلّبها تحضير هذه الأطعمة أطول قليلاً، يكون مذاقها مشابهاً جدّاً للطعام المقلي.

• حاولي إيجاد وصفات للمعجّنات والحلويات الصحيّة التي تحتاج فقط إلى الخبز. ثمّة وصفات كثيرة تتضمّن الخضار كمكوّنات خفيّة، فالكوسا والجزر مثلاً هما من الخضار المناسبة للخبز كما ويمكنك استخدام الفاصولياء البيضاء أيضاً، ونادراً ما يلاحظ الأطفال أيّ تغيير في المذاق.

• نكّهي طعامك أكثر بالبهارات والتوابل. أعدّي مرق الدجاج واللّحم بنفسك في المنزل وخزّنيه في الثلّاجة لاستخدامه في وقت لاحق بدلاً من المكعّبات الجاهزة. بهذه الطريقة، سيعتاد طفلك على المذاق الطبيعي للأطعمة ولن يطلب المأكولات المصنّعة المالحة التي تحتوي على ملح MSG.

• ما من بديل فعلي لملوّنات الطعام وسكّر الزينة فما عليك إذاً سوى تجنّبها. وإن كان طفلك يستمتع في ابتكار الأشكال بعجينة السكّر، اقترحي عليه اللعب بالـModeling Clay أو صلصال التشكيل. فبهذه الطريقة يمكنه التعبير عن قدراته الإبداعيّة من دون تناوله السكاكر فتحمينه بالتالي من كل السعرات الحراريّة والمواد الكيميايّة الموجودة في عجينة السكّر.

 
شارك