طفلي يرفض تناول الطعام: فما الحلّ؟ وكيف أشجّعه؟
عندما يتذمّر طفلك ويرفض تناول طعامه ويطلب الإذن لمغادرة المائدة من دون أن ينهي طبقه، تجدين نفسك أمام خيار واحد وهو أن تطلبي منه إمّا تناول القليل بعد أو إنهاء طبقه. قد تقولين له مثلاً: «لن تغادر المائدة إذا لم تنهِ طعامك» أو «لن تأكل التحلية إذا لم تتناول عشاءك».
في الواقع، إنّ إرغام الطفل على تناول طعام لا يحبّه أو عندما لا يشعر بالجوع يضرّ به. هذا ما صرّحت به اختصاصيّة التغذية سينتيا الحاج التي قدّمت لنا نصائح حول كيفيّة تشجيع الطفل على تناول طعامه.
تقول الحاج: «شئنا أم أبينا، يتناول الأطفال الطعام عندما يشعرون بالجوع فقط، ويستمرّون في الأكل إلى حين الإحساس بالشبع حتى ولو كان ذلك بعد بضع قضمات فقط، فهم يتمتّعون بنظام استشعار ينظّم عمل الجسم ويرسل إشارة إلى الدماغ لتنبيههم عندما يشعرون بالجوع أو العطش أو الشبع. ومع مرور الوقت والتقدّم في السنّ، يتراجع عمل نظام الاستشعار هذا تدريجيّاً. لماذا؟ لأنّ تناول الطعام بعد الشبع وإجبارنا على الطعام في صغرنا عندما لم نكن نهتمّ كثيراً للأكل ساهما في تغيير عمل نظام الاستشعار لدينا».
ولتشجيع طفلك على تناول طعامه، اتّبعي هذه النصائح التي تزوّدك بها اختصاصيّة التغذية.
كيف أشجع أولادي على ممارسة الرياضة؟
نظّمي الوجبات
يحتاج طفلك إلى تناول الطعام كل ثلاث أو أربع ساعات: ثلاث وجبات رئيسة ووجبتان خفيفتان والكثير من السوائل. نظّمي إذاً عدد مرّات تناول طفلك طعامه كي يكون نظامه الغذائي متوازناً، وهكذا تلاحظين أنّ مزاجه قد تحسّن لأنّه لم يعد يتضوّر جوعاً.
خطّطي للعشاء
العشاء الجيّد ليس ذلك الفخم والمتنوّع إنّما المتوازن الذي يتضمّن خبز الحبوب الكاملة أو الأرزّ أو المعكرونة بالإضافة إلى الفاكهة أو الخضار ومصدر بروتين كاللحوم الخالية من الدهون أو الجبنة أو الفول.
قدّمي الأطعمة الجديدة ببطء
من الطبيعي أن يخشى الأطفال الأطعمة الجديدة. «أنا أخبر أطفالي أنّ براعم التذوّق لديهم يجب أن تعتاد في بعض الأحيان على النكهة قبل أن يعجبهم الطعم»، وقد يساعدك أحد الأبطال المفضّلين لدى طفلك أحياناً. «إن رفض ابنك أو ابنتك تذوّق البازلّاء مثلاً، أخبريه أنّ الشخص الذي يحبّه يأكلها ليبقى كبيراً وقويّاً فتشجّعيه بذلك على تناولها».
اغمسي الخضار بالصلصة
إذا لم يكن طفلك يحبّ الخضار، جرّبي التوابل والصلصات. أضيفي النكهة التي يفضّلها واختاري تلك المصنوعة من مكوّنات طبيعيّة. من المعروف مثلاً أنّ معظم الأطفال يحبّون «الكاتشاب»، لذا اختاري المنتج الخالي من شراب الذرة عالي الـFructose.
دعي طفلك يشارك في الطهي
إذا شارك طفلك في اختيار وجبات الطعام أو إعدادها، فسيهتمّ أكثر بتناول ما حضّره بنفسه. لذا، اصطحبيه إلى المتجر ودعيه يختار المنتجات بنفسه واسمحي له بتقطيع الخضار ومزجها معاً لإعداد السلطة. أمّا إذا كان طفلك لا يحبّ تناول الفاكهة الطازجة، فأعدّا حلويات تدخل الفاكهة في مكوّناتها، وهكذا ستلاحظين أنّه سيأكلها بشهيّة.
أضفي القليل من المرح
كلّما كانت الوجبة أكثر إبداعاً، كلّما ازداد تنوّع الأطعمة التي يتناولها الأطفال. أعدّي مثلاً الفطائر على شكل وجه مبتسم وأعطي الأطعمة أسماء طريفة. سمّي البروكلي مثلاً «شجيرات صغيرة»، ولتكن القطع بحجم صغير كي تثير اهتمام طفلك أكثر.
كوني مثالاً يُحتذى به
إذا كنت تتّبعين حمية غذائيّة أو عادات غذائية سيّئة، سيكبر أطفالك معتقدين أنّ هذا النوع من السلوك طبيعي. لذا، كوني صادقة مع نفسك حول نوع الرسائل والدروس الغذائيّة التي تعلّمينها لأطفالك. ثقي بجسمك ليخبرك عندما يكون جائعاً أو شبعاً، فيتعلّم أطفالك منك ويحذون حذوك.
وأخيراً، تنصح الحاج بأن تتذكّري أنّ ما يأكله طفلك مع الوقت هو ما يهمّك. فطالما تجيدين التوازن بين ما يحبّه صغيرك وبين الطعام الصحّي وممارسة الأنشطة البدنيّة، تأكّدي من أنّ طفلك سيكون بخير.