فرح أبو السعود: المهم هو أن نحلم بأشياء عظيمة وسنتفاجأ بمدى ما نحققه

تجعلنا الأحلام نحقق ما نشاء في الخيال، ولكن تكمن القوة الحقيقية في امتلاك الإصرار للنهوض يومياً مع قرار الاستمرار بالسعي لتحقيق أكثر أحلامنا صعوبةً، فما يبدو مستحيلاً سينقلب واقعاً حين تكون الإرادة هي السلاح الذي لا نتخلى عنه، وسط كل ما تضعه الحياة في الطريق من عراقيل. وفيما يلي، نعرّفكِ على 4 شابات عربيات من مجالات مختلفة، استطعن عيش أحلامهنّ الكبيرة في سن صغيرة. فماذا يقلن عن تحقيق الأحلام؟

لطالما كان جواب الفنانة والمصورة الشابة فرح أبو السعود على كل من يسألها في صغرها عن حلمها حين تكبر، هو بأنها تريد أن تصبح فنانة، فهذا كل ما أرادته لنفسها ورأت عليه مستقبلها، وبالفعل سعت واجتهدت وعملت بإصرار لتحقيق هذا الحلم وللبروز في مجال صناعة الأفلام والتصوير والتعبير عن أفكارها وآرائها من خلال الإبداع والابتكار الفني. تعرّفي على الطريق الذي انتهجته لتحقيق حلمها وتابعيها عبر صفحتها على إنستغرام farahabs@ لترصدي موهبتها عن قرب.

لماذا اخترتِ الفن والتصوير والإنتاج الفني والإبداعي للتعبير عن نفسكِ وأفكارك؟

أنا شخص بصري للغاية، وقد أثار اهتمامي تكوين الصور واللعب بالضوء والظلال دائماً. أحب التصوير الفوتوغرافي والعمل في مونتاج الأفلام، وأشعر بأنها أقوى طريقة لالتقاط المشاعر ونقلها إلى قلوب وعقول الناس.

هل واجهتِ صعوبات بالوصول إلى الفرص وفرض موهبتكِ في مجال يعتبر جديداً على الشابة العربية؟ وهل ساعدكِ التواجد في دبي في تعزيز تواجدكِ في هذا المجال الحيوي الجديد؟

مثل أي فنانة ترغب في إبراز موهبتها في هذا المجال، واجهت صعوبات في فرض رأيي ورؤيتي في الإخراج الفني وأفكاري، مع إصراري على مبادئي كشابة عربية تريد النجاح في مجال الإعلام والموضة بالتحديد. كوني في الإمارات منذ ولادتي، رأيت التطور العظيم التي مرت به الدولة وبالتحديد مدينة دبي. كبرت فيها خلال ازدهارها ونموها وسعيها لأن تكون الأفضل، وأشعر بأنّ هذه الهوية في الرغبة أن تكون دائماً في الطليعة مزروعة في أي شخص عاش على أرضها لفترة طويلة. وبلا شك ساعدني وجودي هنا على أن أطور عملي وأسعى لتحقيق الأفضل في مجالي رغم المصاعب واختلاف الآراء.

برأيكِ ما الذي يعطي لمسة خاصة لأعمالكِ الإبداعية؟

ما يميز أعمالي برأيي هو أنني أهتم كثيراً بترك أثر عاطفي. أنا لا أقوم بالتقاط الصور أو تجميع مقاطع الفيديو معاً من أجل المتعة البصرية فقط، بل أقوم بإنشاء قصة، وأعمل على خلق شعور أو إثارة عاطفة تحرّك المتلقّي. كذلك تتجلى بصمتي من خلال اختياراتي الفنية في مرحلة الإنتاج مثل الموسيقى واختيار اللقطات المؤثرة وتلوينها بالشكل الملائم لأوصل شعور معين للمشاهد. زالمعنى من أي فيلم أو محتوى تصويري بشكل عام، لا يأتي بشكل مباشر دائماً، بل يمكن أن يكون مفهوماً مجرداً ومتعدد الطبقات وغير مباشر، لكن ما يهمني هو أن تترك النتيجة النهائية أثراً عاطفياً، وهذا الأثر هو ما أحاول تركه في معظم أعمالي الفنية.

حدّثينا عن عملية خلق فكرة عمل جديد، فما هي الخطوات التي تتم خلف الكواليس، وأي مراحل تستمتعين بها أكثر من غيرها؟

عندما أقوم بإنتاج فيلم أزياء لمجلة على سبيل المثال، تكون العملية أطول مما يتخيله البعض. أول مرحلة وبالنسبة لي هي أهم مرحلة، هي اختيار الموسيقى المناسبة لتمثل هوية المجلة والمنتج، وفي نفس الوقت تمثّل القصة التي أريد أن أرويها. المرحلة التي تليها هي دمج اللقطات مع الموسيقى بشكل متناغم لكي يكون هناك قصة بين الصوت والصورة لخلق مشاعر معينة. بعد ذلك يتم تلوينها وإضافة أي مؤثرات أو تصاميم لرفع مستوى القصة بصرياً. أمّا المرحلة التي أستمتع بها أكثر من أي مرحلة أخرى فهي التي تسبق النتيجة النهائية، مباشرةً عندما تجتمع الموسيقى واللقطات والمؤثرات البصرية، أشعر حينها بالحماس والاندفاع العاطفي نحو الفيلم، وعندها أعلم أن عملي قد أنجز على أكمل وجه.

ما هي الصعوبات المستترة خلف العمل في مجال الإنتاج والإبداع الفني؟

إحدى الصعوبات الخفية وراء العمل في مجال الإنتاج الفني والإبداعي هي إيصال رسالة العميل بشكل فعّال مع الحفاظ على نزاهتكِ الفنية وإبقاء رؤيتكِ حية من دون أن تتأثر بما يرغب فيه العميل. ومن الصعوبات الأخرى هي حل المشاكل التي قد تظهر في أي مرحلة من مراحل الإنتاج. هذه العوائق تأتي مع الوظيفة أحياناً وقد تشكل تحديات كبيرة في أحيان أخرى، لكنني أعتقد أن هذه اللحظات الصعبة والقدرة على إيجاد مخارج منها هي ما يعزز تجربة وخبرة الفنان ويصقل موهبته وقدرته على التخطي بنجاح.

ما هي أنواع جلسات التصوير التي تحبين تقديمها؟ هل تفضلين العمل في استديو أو في التصوير الخارجي؟

أحد أشكال التصوير الفوتوغرافي المفضلة لديّ هو تصوير البورتريه. يعود حبي للبورتيه إلى حاجتي لإحداث تأثير عاطفي في عملي، ويمكن للصور أن تقول ألف كلمة من خلال الإضاءة وتعبيرات الوجه. وعادةً أعمل في التصوير الخارجي، ولكن عند العمل على تصوير المنتجات على سبيل المثال، فإنّ إنشاء مساحة داخلية في استوديو احترافي هو الحل الأمثل.

إلى أي مدى يؤثّر طاقم العمل والعارضة ومدى تدخّل العميل أو العلامة التجارية التي تصورين لها في أدائكِ أو لنقل تعبيركِ بالطريقة التي تفضلينها عن أفكاركِ الفنية خلال التصوير؟ هل تحدّ هذه العوامل من عملكِ الإبداعي أم تصلين دائماً إلى تسويات ترضي الجميع؟

لا شك في أنّ عارضة ذات خبرة أمام الكاميرا بحركات وأوضاع وتعبيرات مختلفة تؤثّر على النتيجة النهائية وتقدّم مادة أكثر قوة لدى المتلقّي. والشيء نفسه ينطبق على الطاقم والعميل، فوجود طاقم يعرف بالضبط ما يريده العميل يجعل عملية ما بعد الإنتاج أكثر سلاسة. ولكي تكون أي وظيفة أفضل ما يمكن أن تكون عليه، يجب أن يكون الجميع على نفس الموجة. وعدم وجود عارضة قوية أومشاركة العميل في كافة التفاصيل الفنية يمكن أن يؤثر على نتيجة الفيلم النهائي، لكنني لم أدع أي شيء يمنعني أبداً من صنع الفيلم كما تخيلته في ذهني منذ البداية وفي نفس الوقت يرضي جميع الأطراف.

هل أنتِ مع حق الفنان في التعبير عن رأيه وأفكاره بالطرق التي يريدها من دون الأخذ في الاعتبار المعايير المجتمعية؟

أعتقد أن أي فنان لديه الحق في التعبير عن نفسه ورأيه بحرية وبأكبر قدر ممكن من الإبداع لإيصال رسائله إلى العالم. ولكن في الوقت نفسه أرى أنّه من المهم احترام الأعراف المجتمعية وعدم تجاوزالحدود. رأيي الشخصي هو أنّ الفنان مسؤول عن إظهار فنه في أفضل صورة ولا ينبغي أن يسيء إلى الأغلبية أو يغضبها أثناء محاولته فرض فكرة ما. عادي أن نفكر خارج الصندوق ونتحدى أنفسنا بشكل إبداعي، ولكن مع احترام خلفياتنا وثقافتنا.

هل تعتبرين أنّكِ تحققين أحلامكِ في العمل في مجال تحبينه ويرضي طموحك؟

أنا ممتنة جداً لكوني قادرة على القيام بالعمل الذي أقوم به. لقد أردت دائماً أن يحظى عملي بالتقدير وأن يراه الآخرون وأن أحرّك مشاعرالناس. وأعتقد أن هذه مجرّد البداية بالنسبة لي، وهناك المزيد لتقديمه. مازلت في مطاردة طويلة المدى لأحلامي في أن أصبح متمكنة ولامعة ومختلفة في المجال الفني الذي أخوضه.

هل ترين أنّ الإيمان بالأحلام يحولها الى حقيقة أو يجب العمل والسعي الدؤوب لتحقيق أحلامنا وعدم التنازل عنها؟

البداية تكون بالإيمان الكبير بالنفس، وأن نملك العناد والإصرار على تحقيق الأحلام. ولطالما كان حلمي أن أعمل في مجال الأزياء والتصوير وصناعة الأفلام، وواصلت السعي حتى تحول إلى واقع. المهم هو ألا نتوقف أبداً قبل تحقيق الحلم وأن نستمر في الحلم بأشياء عظيمة، وسنحقق ما أردناه طالما نسعى ونجتهد.

ما هي أحلامكِ المستقبلية؟

أريد الاستمرار في النمو على المستوى الشخصي والمهني في حياتي ومسيرتي المهنية. أنا أدفع نفسي باستمرار لتحقيق المزيد في مجال عملي، وأريد التركيز أكثر على التصوير الفوتوغرافي وتحسين مهاراتي في المونتاج والعمل على المزيد من الأفلام. أريد أن يصل عملي إلى نطاق عالمي، وجزء كبير من هدفي المستقبلي هو العمل على نشر فنّي في المنطقة وخارجها. 

اقرئي المزيد: دانا حوراني:" آمني بحلمكِ والنجاح سيكون حليفكِ"

 
شارك