HUBERT DE GIVENCHY صاحب اللمسة الأرستقراطيّة
شكّل خبر رحيل مصمّم الأزياء الفرنسي Hubert de Givenchy صدمة لكل متابعي ومحبّي الموضة في العالم، بخاصة أنّه قدّم إبداعات رائعة لم تقتصر على الملابس وحسب بل وصلت إلى مجال تصميم المفروشات والأقمشة وديكور الفنادق، فكان أحد المبدعين الذين رسّخوا مكانة باريس كعاصمة للموضة العالميّة.
اقرئي: ANKLET الأكسسوار الأمثل لإطلالة جريئة
هو الشاب الذي رغبت أسرته الغنيّة والأرستقراطيّة في أن يصبح محامياً شهيراً في باريس، إلّا أنّه لم يفكّر بهذا الاحتمال على الإطلاق، فجلّ ما أراده كان تصميم الأزياء والغوص في عالم الأقمشة، شغف اكتسبه من والدته وجدّته اللتين خصّصتا وقتهما لابتكار ملابس جميلة، فقد تأثّر بهما كثيراً لا سيّما أنّه خسر والده وهو في الثالثة من عمره.
إلى باريس لتحقيق الحلم
لتحقيق حلمه، قصد الشاب اليافع باريس وهو في السابعة عشرة من عمره وعمل مع المصمّم Jacques Fath، ثمّ تدرّب لدى Robert Piguet وLucien Lelong ليعمل بعدها مع Pierre Balmain وChristian Dior.
الانطلاقة الحقيقيّة
شكّل العام 1952 بداية المشوار الحقيقي للمصمّم الفرنسي، فخلال هذه السنة افتتح دار الأزياء الخاصة به في Plaine-Monceau في باريس وأطلق مجموعته الأولى مع العارضة Bettina Graziani فلاقت قمصان Bettina شهرة كبيرة.
في الصدارة لعقود
تميّزت تصاميم Hubert de Givenchy بجرأتها وغرابتها، فقد كان مثلاً صاحب فكرة تنسيق البلوزة مع التنّورة والجاكيت مع السروال، وقد نالت تصاميمه إعجاب النساء الفرنسيّات والأوروبيّات ووصلت أصداؤها إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة، فبات الشاب الفرنسي من أشهر مصمّمي الأزياء في الخمسينات وحافظ على موقعه هذا لأكثر من ثلاثة عقود.
اقرئي: CAROLINA HERRERA الأسطورة والأيقونة والأم
العطور الأجمل
في العام 1957، دخل المصمّم العالمي مجال العطور فأطلق عطره الأوّل L’Interdit وأهداه لصديقته Audrey. وقد توالت ابتكاراته في هذا المجال للنساء والرجال على حدّ سواء، ولغاية اليوم تعتبر عطور Givenchy من الأرقى والأجمل والأكثر تميّزاً.
صداقة العمر
ارتبط المصمّم الفرنسي ونجمة الستّينات الجميلة Audrey Hepburn بعلاقة صداقة قويّة استمرّت أكثر من 40 عاماً، فقد اعتبرها Givenchy ملهمته والمرأة التي يتخيّلها حين يصمّم أزياءه، إذ إنّها اختصرت بأنوثتها ورقّتها مفهومه للأناقة والرقيّ، وقد قدّم لها الفستان الأسود الذي ارتدته في فيلم Breakfast at Tiffany’s والذي اعتبر من أجمل الفساتين الأيقونيّة عبر التاريخ، كما صمّم لها عدداً كبيراً من الأزياء في أفلام لاحقة.
سحرت أزياء Givenchy في الستّينات والسبعينات جميلات هوليوود والأميرات والملكات والسيّدات الأوائل في الدول الكبرى ومن بينهنّ Grace Kelly وJackie Kennedy وBrigitte Bardot وMarella Agnelli. وبعد تقاعده، تمكّن المصمّمون الأكفّاء الذين عملوا في الدار من أن يجذبوا أنظار أهمّ جميلات العالم لتظلّ أزياء الدار الفرنسيّة الخيار المفضّل لدى أرقى السيّدات.
خوض مجالات جديدة
لم يقتصر حسّ Givenchy الإبداعي على تصميم الأزياء النسائيّة والرجاليّة والأكسسوارات، فقد انتقل في السبعينات إلى مجال تصميم المفروشات والأقمشة وديكور الفنادق إلى أن باع أواخر الثمانينات دار أزيائه إلى شركة LVMH ليتقاعد عن العمل بعد سنوات قليلة، إلّا أنّ اسم علامته ظلّ حتى اليوم من الأقوى على ساحة الموضة وذلك بفضل المصمّمين الماهرين الذين توالوا على الدار.
اقرئي: لتبدي نحيفة بسروال الجينز هكذا تختارينه بحسب شكل جسمك
رجل حقيقي
المصمّمة Clare Waight Keller هي أوّل امرأة تتولّى منصب المدير الإبداعي لدار Givenchy وقد أعربت عن حزنها الكبير إثر وفاة المصمّم الفرنسي قائلة على حسابها على Instagram إنّه كان صورة عن الرجل الحقيقي أو الـ Gentleman.
تاريخ لا يُنسى
رحل المصمّم الشهير تاركاً خلفه تاريخاً لا يُنسى من الإبداعات في عالم الموضة والأزياء والعطور والأكسسوارات.
السير على خطى المؤسّس
في مجموعتها لربيع وصيف 2018، سارت Clare Waight Keller على خطى مؤسّس الدار فقدّمت أزياء مفعمة بالقوّة والأنوثة في آن وركّزت على الزوايا البارزة والمحدّدة واعتمدت الكشاكش والأكتاف المنفوشة بطريقة ناعمة، أمّا الألوان، فكانت مليئة بالحياة ومنها الأبيض والأحمر والأخضر.