تؤكّد تجربتها أنّ الطموح لا يعرف عمراً وأنّ النجاح لا يحتاج إلى عشرات السنين لتحقيقه، بل إلى فكرة جديدة تترك أثراً إيجابيّاً في المجتمع، إنّها الكاتبة الإماراتيّة دبي أبو الهول التي بدأت بكتابة روايتها الأولى عندما كانت في الـ11 من عمرها، فحقّقت لدى نشرها نجاحاً كبيراً. لا تزال الشابّة الموهوبة تكتب قصص أطفال تتضمّن رسائل اجتماعيّة وإنسانيّة هادفة، وقد شاركت مؤخّراً في مهرجان «طيران الإمارات للآداب» وكان لنا معها هذا اللقاء.
حوار: سارة رشيد
اقرئي: تعرفي إلى أفضل معلمة في العالم
حدّثينا عن مشاركتك في مهرجان «طيران الإمارات للآداب».
أصدرت سلسلة كتب للأطفال منذ شهرين، وهي عبارة عن قصص تتعلّق بالماورائيّات في الموروث الإماراتي، فقد كنّا نسمع هذه القصص شفهيّاً من الكبار في السنّ ولا نجدها مكتوبة كي تصير مرجعاً للأجيال الجديدة، لذا أردت التركيز عليها من جديد وطرح المواضيع التي تتطرّق إليها للنقاش.
إلى أيّ مدى تشجّع هذه المناسبات الأجيال العربيّة والإماراتيّة على القراءة؟
تعتبر هذه الفعاليّات وسيلة ممتازة كي يعبّر الكتّاب الصغار في السنّ والخبرة عن آرائهم وأفكارهم في مجال الكتابة كما وتسمح لي ولهم بشكل عام بالتفاعل والتواصل مع الكتّاب الكبار للاستفادة من خبراتهم، ما يحفّزنا بشكل كبير على القيام بالمزيد من الأبحاث وتقديم أفكار غير مسبوقة تعجب الجمهور الذي يحتاج إلى محتوى جذّاب كي يسترجع شغفه بالقراءة.
كيف اكتشفت حبّك للكتابة وأنت في سنّ صغيرة جدّاً، ومن شجّعك من أهلك على تأليف كتابك الأوّل؟
بدأت الكتابة عندما كنت في الـ11 من عمري ومن الطبيعي أن يكون شغفي بالقراءة السبب الرئيس لميلي نحو التأليف إلّا أنّني كنت أقرأ قصصاً أجنبيّة، أبطالها وأحداثها لا تتشابه كثيراً مع مجتمعنا، لذا فكّرت بقصّة تشبهنا، تكون أسماؤها وتفاصيلها قريبة منّا. كنت أكتب حبّاً بالكتابة وليس لأنّني أفكّر بنشر العمل أو بالشهرة، ولكن مع اكتمال ملامح الكتاب رغبت في تشاركه مع الجمهور إلّا أنّني وجدت صعوبة في البداية كي أجد دار نشر تدعمني. ومع مرور الوقت، كان لي ما أريد، فنشرت الكتاب في هذا المهرجان بالتحديد منذ ستّ سنوات.
اقرئي: جودة التعليم الإلكتروني تميّز جامعة الأميرة نورة
أخبرينا عن الطريقة التي اعتدت أن تتّبعيها في الكتابة.
بصراحة، كنت أكتب خلال تواجدي في المدرسة، وتحديداً في الصفوف التي لا أحبّها لا سيّما الرياضيّات، واليوم حين ألتقي بأساتذتي يلومونني ضاحكين لأنّني لم أكن أركّز على الدروس، إلّا أنّهم يؤكّدون لي أنّهم فخورون بي وبموهبتي.
ما هي مصادر إلهامك؟
كلّما قرأت كلّما تنوّعت مصادر إلهامك، إنّه الشعار الذي أعتمده عندما يتعلّق الأمر بكتابة القصص، فالقراءة تنمّي مخيّلتي وتزيد من قدرتي على ابتكار شخصيّات جديدة. أمّا في ما يتعلّق بكتابة المقالات، فأنا أتطرّق إلى المواضيع التي تهمّني وتهمّ الفتيات من جيلي، فأتناول مثلاً النواحي الاجتماعيّة التي لا يسلّط الإعلام الضوء عليها.
ما الذي عناه لك النجاح الكبير الذي حقّقته روايتك الأولى «غالاغوليا – التنبؤّ الخفي» وهل توقّعت هذا النجاح؟
لم أتوقّع أبداً هذا النجاح إلّا أنّه أسعدني كثيراً لأنّني شعرت بأنّ رسالتي وصلت إلى الجمهور وبأنّ حبي للكتابة لم يعد شيئاً خاصاً بي بل وصل إلى آلاف القرّاء، واليوم بتّ أخاف أكثر حين أكتب لأنّ مسؤوليّاتي قد ازدادت. ولكن، عندما كتبت «غالاغوليا – التنبؤّ الخفي»، لم أشعر بأيّ خوف ولم أفكّر بما سيحمله المستقبل.
اقرئي: الألعاب البلاستيكية… خطر يهدّد أطفالك
لمَ تركّزين على التراث الإماراتي فتختارين قصصاً منه وتبسّطينها وتقدّمينها للصغار؟
أخشى أن تختفي هذه القصص الجميلة التي سمعناها من الجدّات في صغرنا وأريد أن تعرفها الأجيال الجديدة وأن تستفيد منها فلا تنشأ على قصص غربيّة مثل ساندريلا أو بياض الثلج مثلاً، بل تعرف شخصيّات عربيّة لها قصص خياليّة مهمّة ذات رسائل إنسانيّة واجتماعيّة متعدّدة.
كيف تجدين الوقت لممارسة كل نشاطاتك وأعمالك؟
أجد نفسي في سباق مع الوقت إلّا أنّني أحاول الاستفادة من ساعات اليوم إلى أقصى حدّ. حاليّاً، أتابع الماجستير في الشؤون الدبلوماسيّة في Oxford، لذا فإنّ جدولي مليء بالمسؤوليّات ولكنّني أجد بعض الوقت للكتابة والقراءة.
هل قد تتوجّهين مستقبلاً بكتاباتك إلى فئة عمريّة مغايرة؟
بالتأكيد، يتطوّر أسلوبي مع الوقت وقد تطال كتاباتي فئات عمريّة وفكريّة مختلفة. لم أتوقّع بعد روايتي الأولى أن أكتب المقالات ولكنّني خضت التجربة ونجحت، لذا لا أضع أيّ قيود على طموحاتي وأفكاري