صحة ورشاقة

ما الذي تبحثين عنه في شريكك؟

أكتوبر 3, 2013
إعداد: Nathalie Bontems

يعدّ قرار الارتباط من أهم القرارات التي تتّخذها الفتاة في حياتها، فهي تختار الرجل الذي ستعيش معه أيامها المقبلة والذي تتوقّع منه أن يؤمّن لها حياة هادئة ومريحة ويمهّد لها الطريق كي تتمكّن من تحقيق طموحها على الصعيدين العائلي والمهني، فيكون بالنسبة إليها الزوج والصديق والحبيب والأخ والرفيق، يتقاسمان الحلوة والمرّة. فما الذي تبحث عنه المرأة في شريك حياتها؟ ما هي الصفات التي تطلبها وتلك التي تنفر منها؟ وأين هي الحدود الفاصلة بين ما يمكن تقبّله وما لا يمكن العيش معه؟

فارق السن

تتحكّم عوامل كثيرة بقرار اختيار زوج المستقبل، فتفكّر الفتاة بعمر الرجل وتميل غالبيتهنّ إلى الارتباط برجل يكبرهنّ في السن، بحيث يتراوح فارق السن بحسب معطيات عدة أو ظروف تعارفهما، لكنّ القرار النهائي يعود لطرفي العلاقة، ولذلك نجد زيجات بفوارق عمريّة كبيرة بين الزوجين ومع ذلك يعيش أصحابها حياة سعيدة وناجحة.

من جهة ثانية، تفضّل الفتاة الارتباط برجل مستقر مادياً. وفي هذا السياق تقول فاتنة (25 عاماً): «يجب على الرجل الذي يريد الارتباط أن يكون موظّفاً أو لديه مصدر دخل دائم، فأنا أريد تأسيس عائلة وإنجاب الأطفال وأحتاج إلى الاستقرار المادي كي أُقدم على هذه الخطوة المهمّة» تضيف: «لا يهمّني أن يكون راتبه خيالياً، بل أن يكون معقولاً، فأنا أستطيع العمل ومساعدته، لكن من أولى مسؤولياته تأمين معيشة محترمة لزوجته وأولاده».

«أعمل… بشرط»

توافق رحاب (28 عاماً) على الرأي آنف الذكر، لكنّها تضع شرطاً لاستمرارها في العمل بعد الزواج. تقول: «يتقرّب بعض الشبّان من الفتيات العاملات لرغبتهم في الاستفادة من راتبهن، أنا لا ألومهم في حال وُجد الحب والاحترام والثقة في العلاقة، فالظروف المعيشيّة القاسية تتطلّب التعاون بين الرجل وزوجته».

تكمل: «أريد من الشخص الذي سأتزوّجه أن يكون قادراً على تلبية كل طلباتي، فإذا أردت أن أبقى في البيت سنتين أو ثلاثاً من دون عمل، فأنجب مثلاً وأرعى طفلي، عليه أن يكون قادراً على تأمين حياة كريمة لنا لا أن ينتظر راتبي».

التزام أخلاقي

من ناحيتها، تبحث مريم (23 عاماً) عن رجل ملتزم أخلاقياً ودينياً، طيّب القلب وحنون، يستطيع أن يفهمها ويوفّر لها حياة آمنة ومستقرّة. تقول: «أحتاج إلى شخص يفهمني من نظرة، يتقبّل عيوبي لأنّني بدوري سأتعايش مع عيوبه. لا أريده أن يحاسبني على أخطائي كمن ينتظرني أن أقع كي يبدأ بنصحي وإرشادي، بل أريده أن يثق بي ويدعمني في تحقيق طموحي المهني، فيساعدني في أعمال المنزل إذا احتجت إلى عونه، ويسلّيني ويرفّه عني إذا كنت منزعجة. من جهتي، سأبادله بالمثل حتى نستطيع الاستمرار بحياتنا المشتركة».

علاقته بأهله… دليل

أما نجوى (32 عاماً)، فراقبت قبل زواجها طريقة تعامل زوجها مع أهله، كي تقيّم مدى حنانه وعاطفته تجاه أقرب الناس إليه. تشرح وجهة نظرها: «بعض الرجال يبقون تحت سيطرة أهلهم حتى لو صاروا في الأربعين، لذلك من الضروري قبل الارتباط أن تعرف الواحدة منّا كيف هي علاقة الرجل بوالديه وإخوته، وبهذه الطريقة تتكشّف أمامها الكثير من صفاته، كما أنّ عاطفته نحو والديه تبيّن لك مدى حنانه عليك وعلى أولادكما في المستقبل».

الشك عدو العلاقة

مثلما تنجذب المرأة إلى صفات معيّنة في الرجل الذي تفكّر بالارتباط به، فإنّها تنفر من صفات أخرى لعلّ أهمّها الشك أو الغيرة المرضيّة الزائدة عن الحد الطبيعي، فالمرأة تحب أن يغار زوجها عليها، لكنّها لا تريده أن يتابع كل خطواتها. ومن الصفات التي تُبعد المرأة عن الرجل أن يكون مراوغاً أو كاذباً، فهذه الصفة تجعل من الصعب عليها أن تثق به، ما يسبب لهما الكثير من المشاكل بعد الزواج.

تتحدّث سماح (27 عاماً) عن الصفات التي لا يمكن أن تتقبّلها في زوج المستقبل: «من المستحيل أن أرتبط بشاب قليل الثقة بنفسه، أريده أن يثق بي وبقدراتي ويدعمني لكي أتقدّم في عملي وفي الوصول إلى أهدافي، فالرجل عادة يخاف من المرأة الذكيّة ويتحاشاها، وأنا أريد رجلاً شديد الثقة بنفسه، يمدّني بالقوّة لكي أكون ناجحة ومتميّزة، ويريدني إلى جانبه وليس خلفه».

وللرجل، إليك بعض الصفات التي تبحث عنها المرأة في شريك حياتها، فهل تتمتع أنتَ بها؟

الحضور القوي:

ترغب المرأة في أن يكون زوجها صاحب حضور قوي وشخصيّة لافتة، كي تتمكّن من الاعتماد عليه وتشعر بالأمان والطمأنينة في حضوره، ويهمّها أن يتشارك معها في اتخاذ القرارات التي تخصّ حياتهما، فلا يكون مستبداً أو متشبّثاً برأيه.

النخوة:

أكثر ما يلفت المرأة في الرجل نخوته ومبادرته لمساعدة الآخرين والتدخّل في حال استطاع، لإنقاذ من يهمّه أمرهم من المواقف الصعبة، فهي بذلك تستطيع أن تثق به وتتأكّد أنّه سيكون إلى جانبها في حال احتاجت يوماً إلى مساعدته.

التفاؤل والإقبال على الحياة:

تحتاج المرأة إلى رجل يشعرها بأنّ مستقبلها معه سيكون آمناً وسعيداً، فلا يمضي الوقت في الشكوى والامتعاض من حياته أو إخفاقاته السابقة، بل يكون مستعداً على الدوام للانطلاق من جديد، وذلك يكون طبعاً بمساعدة الزوجة ودعمها له ولأفكاره البناءة.

الكرم:

الكرم لا يطال الناحية الماديّة وحسب، بل يطال أيضاً النواحي المعنويّة من الحياة. فالشخص الكريم قادر على الحب والعطاء، وهو يجلب السعادة والأمان لشريكته ولعائلته.

دعم طموح الزوجة:

تقدّر المرأة وقوف زوجها إلى جانبها كي تحقّق طموحاتها الدراسيّة أو المهنيّة. فهي اليوم تنافس للعمل في مختلف المجالات وتلقى النجاح في مختلف الميادين، وهي تنتظر من الشريك أن يدعمها ويقدّر جهودها التي تبذلها في بيتها ودراستها أو وظيفتها.

الصراحة الذكيّة:

المرأة مخلوق حسّاس، لذلك يمكن أن تُجرح مشاعرها بكلمة قاسية أو بتعليق متسرّع يصدر منك من دون قصد عن إطلالتها أو أزيائها أو أفكارها. لذلك عليك أيها الرجل أن تراعي هذا الأمر، فتكون صريحاً وصادقاً، وفي الوقت نفسه لا تعتمد الصراحة الجارحة والتعابير الفجّة.

أهل للثقة:

الشعور بالأمان الذي تطلبه المرأة لا يعني فقط الأمان المادي، فهي تحتاج إلى الإحساس بأنّ شريك حياتها أهل للثقة وبأنّها تستطيع أن تعتمد على صوابيّة حكمه في ما يتعلق بالأمور المصيريّة في حياتهما وأنّه لن يخفي عنها أموراً تؤثّر على علاقتهما.

المزيد من النصائح: هل تعيشين زواجاً صحيّاً وبنّاءً؟ ، ما يستحق وما لا يستــحق أن تختلفي مع زوجك لأجله ، الزوج شريكك فـي تربيـة الأطفال أيضاً

قد يهمك أيضاً

اشترك في صحيفتنا الإخبارية