طريقة وقوفك تحدّد وضعك الصحّي

فرح قمر-بيروت
تحدّثت الدراسات العلميّة المتخصّصة عن دور طريقة الوقوف والجلوس كعامل أساسيّ لعلاج الآلام، فتكون دافعاً لعيش حياة أطول بنشاط وحيويّة، إذ تتغلّب على تشنّجات الجسم، فترخي الأعصاب وتنعكس عافية على الصحّة.
تؤدي وضعيّة الوقوف الآمنة دوراً هاماً لدى كل الفئات العمريّة، وتتطلّب شروطاً معيّنة لكلّ جزء من أعضاء الجسم، لتحافظ على توازنه تلافياً لأيّ تراخ قد يسبّب آلاماً ومشاكل صحيّة كبيرة.
ورغم أنّ الوضعيّة الصحيحة قد تسبّب بعض التصلّبات في بداية الأمر، إلا أنّ الممارسة المنتظمة من خلال تمارين الشدّ والتقوية تساهم في حلحلة الأمور مع الوقت، وتصبح تلك الممارسة تلقائيّة وعفويّة.
ثلاث مراحل جوهريّة تدخل في خانة الوضعيّة السليمة لا بدّ من الارتكاز عليها، بدءاً من الوقفة الجيدة مروراً بحماية الظهر وصولاً الى شروط الجلوس الصحيحة.

الوضعيّة السليمة للوقوف والجلوس
تتّسم الوضعيّة السليمة للوقوف بجملة من النصائح:
- رفع الصدر عالياً بهدوء، ثم شدّ الأكتاف نحو الخلف شرط الاسترخاء التام.
- بعدها، يجب سحب البطن نحو الداخل فيما تكون الساقان متوازيتين.
- هذه الخطوات تتمّ في ظلّ استرخاء الركبتين، وتلافي تحريك الرأس بل يجب إبقاؤه ثابتاً.
أما بالنسبة إلى محاربة مشاكل الظهر، فلا بدّ من الإشارة الى دور التمارين الرياضيّة التي تحول دون حدوث هذا التشنّج العضلي الذي يؤدي بدوره إلى مشاكل وخيمة في المستقبل. ورغم الدور الفعال للرياضة، إلا أنّ وضعيّة الوقوف لها منافعها أيضاً شرط أن تتمّ بالأساليب التالية:
- اجعلي ظهرك في وضعيّة ثابتة ومستقيمة، مع تجنّب الانحناء إلى الأمام، وإلا من المحبّذ الانحناء بشكل ثابت من دون ثني منطقة الوسط.
في المقلب الآخر، تتطلب وضعيّة الجلوس اهتماماً خاصاً تنطلق مع الوضعيّة الجيدة أثناء العمل لحماية العمود الفقري، من خلال انتقاء مقعد مريح مع مسند ناعم للظهر، فضلاً عن أهميّة أخذ قسط من الراحة بين فترة وأخرى من خلال الوقوف والمشي الخفيف، لأنّ الجلوس مطوّلاً يؤدي إلى وقوف الجسم تلقائياً في وضعيّة غير صحيّة، فيسبّب ارتخاء بعض العضلات وظهور المشاكل الصحيّة.
وتحتضن وضعيّة الوقوف الصحيحة فوائد متعدّدة منها التخلّص من الأوجاع، إذ يساهم الوقوف بالوضعيّة الصحيحة في الحفاظ على التناسق الطبيعي لخرزات الظهر وبالتالي على ارتخاء العضلات والأوتار، فيخفّف ذلك من الألم خلال ممارسة الرياضة أو حتى لدى القيام بنشاطاتنا اليوميّة. وهنا لا بد من الإشارة إلى أنّ للرياضة شروطها أيضاً، إذ يُفضّل ألا تكون من الرياضات التي تتطلب جهداً كبيراً والتي من شأنها أن تستنفد طاقة الإنسان من جهة وأن تعرّض بعض عضلاته للخطر. وهنا يكمن المفهوم الخاطئ الذي يقوم على اتخاذ وضعيات مؤذية للرياضات الشاقة والتي غالباً ما تنعكس سلباً على صاحبها خلافاً لما يريده.
كذلك، يعمل الوقوف الجيد على حماية المفاصل من الأوجاع ومن خطر الإصابة لدى القيام بالحركة اليوميّة، في وقت يمدّ عضلات الجسم بالاسترخاء التام، على عكس ما يشاع، إذ إنّ الوقوف بالوضعيّة الصحيحة يساعد على استرخاء العضلات. كما يساهم في استعمال عضلات المعدة بطريقة غير مباشرة ولاإراديّة وبالتالي التمتّع بمعدة مشدودة. وتشير الدراسات العلميّة الى أنّ الوضعيّة الخاطئة تؤدي إلى زيادة الضغط على الرئتين فصعوبة في التنفّس. لكن الإشارة إلى أهميّة وضعيّة الوقوف ودورها، لا تعني البتّة الإمعان في الوقوف خصوصاً أنّ الإفراط فيه يؤدي إلى ظهور الدوالي التي قد تتطوّر مع الوقت خصوصاً عند الساقين وتصبح في درجات متقدّمة قد تتطلّب علاجاً جراحياً.
ولأنّ العامل النفسي يؤدي دوراً أساسياً في الانعكاس على المزاج والصحة النفسيّة، فإنّ تلك الوضعيّة تزوّد الشخص بثقة بالنفس أكثر فأكثر.
في هذا السياق، أجريت دراسة أكدت أن من يحافظ على وضعيّة صحيّة لدى الشعور بالألم ، يحارب الوجع بشكل أفضل ويشفى بوقت أسرع. وإذا لم تكن وضعيّتك صحيّة، فإن العظام ليست في تناسقها الطبيعي، ما يفضي إلى زيادة الضغط على العضلات، المفاصل والأوتار، وينتج منه الشعور بالتعب الشديد، تشنّج المفاصل، وفي مراحل متقدّمة آلام متنقّلة مجهولة الأسباب.

 
شارك