حين تزورين أي بلد تحسين بحنين لبيتك، لمدينتك، لكلّ حاجة. وحين ترجعين، تحسين بالحنين نفسه للمكان اللي كنت تزورينه.
يعني مشاعر غريبة ومتناقضة. المكان ده يترك في نفسك كثير صور ومشاهد. ودوم تقارنين الصور والمشاهد ديه بصور ومشاهد موجودة في بلدك. عشان كده السفر حلو مَرة. يخليك حد غير، مختلفة…
والمدن والأمكنة اللي تروّحين لها مو مجرّد أبنية وطرقات وأشجار… هيّ أشخاص، عندها مشاعر، تبتسم لك وتتكلّم ويّاك وتحكي لك كثير حكايات. تحسين إنها تنتظر قدومك عشان تقول حاجات كثيرة. يعني من حين رجعت من دبي وأنا أتكلّم ويّا مشاهدها، مولاتها، دبي مول، مول الإمارات في البرشاء، برجمان في بر دبي، مركز وافي في شارع الشيخ زايد،…
حدائقها، مشرف والممزر والصفا والخور وزعبيل وجميرا والزهور والنخيل والفراشات… عشان كده ما أقدر أرجع من هناك من غير حاجات بيها رائحة المدينة وأجواءها وفخامتها. ودحين أجلس ويّا صديقتي مروة في البيت عندنا. حين وصلتْ قالت: «الحمد لله على سلامتك» ومن غير مقدّمات: «إيش اشتريتي من دبي؟»…
دبي يعني حاجات غير، تهبل وروعة… وتريدين أتكلّم بصراحة؟ فرحتْ حين سألتني، تحمّست. والصديقة ديّة تحبّ الأناقة وكل حاجة حلوة. أشوف في عيونها إعجاب ما أقدر أوصفه… دحين أسوّي عرض لأكسسواراتي الجديدة. تلبس القلادة المرصّعة بالعقيق وتقول: «يا ريت قلت لك تشترين لي قلادة مثل دية. أحبّ الألوان ديه». وتفتح عيونها أكثر وتبتسم وكأنها تحتفل وتقول: «والسوار ده، ما أصدّق! مو روعة… يهبل!». وبصوت أعلى: «إيش ده؟ الفولارد… قلت لوالدتي تعالي نروّح دبي وهيّ رفضت. قال ما تحبّ السفر. كنت أريد أشتري كثير حاجات». وبعد كده: «لو روّحت دبي بعد شهرين أقدر أشتري حاجات مثل ديه؟». ما أقدر أحدّد إجابتي، أفكّر شويّة وأقول: «ما أعتقد… بس تقدرين تشترين حاجات حلوة زيّها… إنت إيش تقولين؟! دبي… عالم بيه كل شيّ!». كأنها ما تسمعني، عيونها تلتصق بالأشياء اللي تشوفها. نظراتها تلمع مثل ماس الخاتم اللي اشتريته من دبي مول. ما تقدر تتحكّم حتى بابتسامتها. أحسّ إنّه قلبها يتزيّن بألوان ملابسي الجديدة. أشوف ده على وجهها. دحين تشوف الحقائب، همّ حقيبتين، بس ما يشبهون أيّ حاجة شافتها عيوني للحين. صديقتي تحمل الحقيبة الأولى، ترفعها من قبضتها عشان تصير في مستوى عيونها، تقلّبها يمين ويسار… تقول إنّه اللون غريب… مزيج بين البني والبرتقالي وما تقدر تحدّد إيش هوّ. الحقيبة الثانية… «أمممم، أريد مثلها»، تقول… وليش لا؟ «تفضّلي، إنتِ عندي أغلى منها. وكمان بيه هدية ثانية، مجسّم برج خليفة ده…
200 طابق في يدك، دبي مدينة عمودية… شرفة قمة البرج… للحين أقف هناك وأشوف نوافير «دبي فاونتن»… أمممم، ما أنسى!».
إقرئي أيضا: بمناسبة عيد ميلادها: إليك إطلالة ميس حمدان ، مايا دياب أقدّم فناً مختلفاً عن السائد ، جويل مردينيان أحــب أن ألوّن حيـاتي وحيـــــــاة من حــــــولي ، فساتين نجمات مهرجان دبي السينمائي الدولي
رسم: ©SHAMEKH BLUWI