قصة العلا الأرض التي تنقلك إلى تاريخ السعودية وتربطك بمستقبلها

تعد منطقة "العلا" من أهم البؤر السياحية في السعودية، فهي تقع وسط جبلين كبيرين، يوجدان على وادٍ يتّصف بتربته الخصبة، تزرع فيه النخيل والفواكه، وقد شهدت على حضارات إنسانية قديمة، من مدائن صالح، إلى بقايا قوم ثمود، والأنباط، واليهود، إلى الحضارة الإسلامية بعهودها المختلفة.

تتبع مدينة العُلا إداريًّا المدينة المنوّرة، إلا أنها تبعد عنها حوالى 300 كيلومتر شمالًا، وترتبط في المدن المحيطة بها من خلال طرق زراعية، وتقع إلى الشمال مباشرة من العُلا آثار الحجر، المعروفة أيضًا بمدائن صالح، وهي آثار ترجع إلى حضارة الأنباط قوم نبي الله صالح، أشهرها البيوت التي كانوا يحفرونها في الصخور. وهناك من يقول إنها موقع قصة هلاك ثمود التي وردت في القرآن الكريم.

منطقة الحجر

أما منطقة الحجر فتقع على مساحة ممتدة من الآثار المفتوحة في شكل طبيعي، وترتفع عن سطح البحر بأكثر من 700 متر. ويوجد بالقرب من العُلا محطة قديمة لسكة حديد الحجاز التي بنتها الدولة العثمانية قبل أكثر من قرن. واكتشف باحثون فيها بقايا معابد وتماثيل تعود إلى عصر اللحيانيين في العام 900 قبل الميلاد.

تعد العلا من أهم المناطق الأثرية وأكبر المدن التي عاشت فيها الحضارات القديمة، لوقوعها على الطريق الرئيس لقوافل التجارة بين بلاد الشام والجزيرة العربية، وهي نقطة تجارية هامة لالتقاء شعوب العالم القديم قبل الميلاد. واكتسبت المكانة ذاتها في العصر الإسلامي، إذ كانت بها مدينة قرح عاصمة وادي القرى، كونها محطة رئيسة لقوافل الحجيج المتجهة إلى مكة المكرمة.

شعوب وممالك متنوعة

أما الشعوب التي سكنت العُلا فهي خمس، حددها العلماء من خلال ما عثروا عليه من آثار ونقوش وكتابات منتشرة في المنطقة بقيت في ظل رحيل أهلها، وتعود أقدمها إلى القرن السابع قبل الميلاد، وهي مملكة ديدان التي توجد في منطقة الخريبة داخل العُلا، فيما تقع في ذات المنطقة مملكة لحيان التي أقامت محل ديدان، وامتد نفوذها حتى خليج العقبة، ودولة معين، ودولة الأنباط. إضافة إلى اليهود الذين سكنوا قُرح، وبعد ذلك دخلت صلحًا في دولة الاسلام، ثم تركها اليهود في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

أهم المواقع الأثرية

في منطقة العُلا تقع أشهر المواقع السياحية الأثرية والمتمثلة في منطقة الحِجر، أو كما سميت بعد الإسلام بمدائن صالح وهي مقابر جبلية ضخمة لها واجهات منحوتة نحتًا هندسيًا دقيقًا، وأشهرها قصور: البنت، والفريد، والصانع، ومجموعة الخريمات إلى جانب الديوان، أو المعبد النبطي.

تشكل بعض المناطق الأثرية والجبلية والرملية من حول العُلا متاحف مفتوحة للزوار، فيما يتوافر في المدينة سوقان تجاريتان، إحداهما سوق جديدة تتوافر فيها الخدمات الحديثة كافة، والثانية سوق شعبية قديمة، تُباع فيها السلع الشعبية في المنطقة.

تعتبر مدينة العلا من أقدم المدن على وجه الأرض التي تنعم بآثار طبيعية وتراث عريق، حيث يعود تاريخها إلى 200 ألف عام قبل الميلاد.

مشاريع سياحية ضخمة

تعمل الحكومة السعودية الآن على ضخ المليارات لتطوير المدينة وتهيئتها للنشاط السياحي، ذلك ضمن رؤية 2030 لتستطيع استقبال أكثر من 400 ألف سائح سنويًا من مختلف البلدان.

ويُذكر أن مدينة العُلا ترتبط ببعض المدن الرئيسية والاستراتيجية بالسعودية، حيث:

تقدر المسافة بين العلا والمدينه بـ 300 كم، فيما تصل المسافة بين العلا ونيوم إلى 454 كم. وتبلغ المسافة بين جدة والعلا 682.2 كم.

تحظى المدينة القديمة العلا بخدمات ومرافق عالية الكفاءة، توفر بدورها الراحة والرفاهية لكل زوار المدينة العريقة، ومن ضمن هذه المرافق: مطار الأمير عبد المجيد وهو أقرب مطار للعلا حيث يقع على بُعد 25 كم جنوب شرقي وسط المدينة، إذ تم تأسيس المطار عام 2011 بقدرة استيعابية تُقدر بـ 250 ألف مسافر.

اقرئي المزيد: اماكن سياحية في صلالة ستبهرك بجمال طبيعتها

 
شارك