الإماراتيات يصلن ببلادهن إلى المريخ فمن هن البطلات المجهولات في مجال الفضاء؟

لطالما شكّل تمكين المرأة الإماراتية هدفاً أساسياً للقيادة لإيمانها أنها نصف المجتمع وأن الاستثمار في تعليمها وإيصالها إلى أعلى المراتب في مختلف المجالات الحيوية والاقتصادية سيساهم أكثر في نهضة المجتمع ومواكبته للتطورات الحاصلة على الصعيد العالمي، لا وبل سيؤدي إلى زيادة قدرة الإمارات على منافسة أهم الدول في أكثر القطاعات أهمية.

ولأنّ العيون مسلطة اليوم على الإنجاز المهم الذي حققته الإمارات بعد إطلاق مسبار الأمل، سنلقي اليوم الضوء على دور المرأة في هذا المجال وعلى نساء لمعن في عالم الفضاء.

بداية من المهم أن نعرف أن المرأة تشكل أكثر من 45% من إجمالي القوى العاملة في قطاع الفضاء بدولة الإمارات، وهو ما يؤكد الحرص على دعم مسيرة التطور المهني والعلمي للمرأة الإماراتية وتمكينها، فهن شاركن في برامج وتطبيقات وأبحاث ساهمت في تحقيق إنجازات كبيرة في مشاريع الفضاء وكنّ مثالاً أعلى تحتذي به آلاف السيدات العربيات بالإرادة والطموح والشغف الكبير بالنجاح.

من جهة ثانية، فإن المرأة الإماراتية تحضر بقوة على الساحة الفضائية الدولية من خلال مشاركتها في تصنيع الأقمار الصناعية مثل "خليفة سات" وغيره من الأقمار الصناعية التي تم إطلاقها، بالإضافة إلى المشاركة في تصميم وتصنيع أول مسبار عربي وإسلامي هو "مسبار الأمل". في هذا السياق، تقول مريم الشامسي، قائد الأجهزة العلمية ضمن الفريق العلمي في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ إنَّ 80% من الفريق العلمي الخاص بالمشروع من النساء، بينما يبلغ إجمالي مشاركة النساء في المشروع ككل حوالى 34%.

وتضيف الشامسي أنَّ هذه النسبة العالية من المشاركة النسائية تترجم السياسة التي أنتهجتها الإمارات في أن معيار الكفاءة هو الذي يحكم الاختيارات وأنه لا فرق بين ذكر أو أنثى.

هنا نلفت إلى أن الإمارات تنتهج نهجاً مميزاً في سد الفجوة بين الجنسين، جعلها تحتل مراكز متقدمة في هذا الإطار، إذ حصلت وفقاً لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لسد الفجوة بين الجنسين لعام 2016، على المرتبة الثامنة في المعيار الفرعي الخاص بالمساواة في أجور العمل المماثل، والمرتبة الأولى في المعيار الفرعي الخاص بمعرفة القراءة والكتابة، والمرتبة الأولى في المعيار الفرعي الخاص بالالتحاق بالتعليم الثانوي، والمرتبة الأولى في المعيار الفرعي لنسبة الجنس عند الولادة.

ومن الطبيعي أيضاً أن نشير إلى دور الشيخة فاطمة الداعم لوجود المرأة في هذا المجال فهي سبق أن قالت "تعد المشاركة الفاعلة للمرأة الإماراتية في قيادة مشاريع الفضاء وتطوير هذا القطاع الحيوي في الدولة وما وصلت إليه من مكانة وتطور علمي وعملي في مختلف المجالات إحدى ثمار غرس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في دعم تعليم وتمكين بنات الإمارات". أضافت: «إن مشاركة بنات الإمارات الفاعلة في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بنسبة 50% من الفريق القيادي وثلث إجمالي فريق عمل المشروع يؤكد أهمية دورها في رسم خريطة مستقبل الإمارات في ظل رؤى قيادة الدولة التي تركز على بناء القدرات وإعداد الكوادر المؤهلة من بنات وأبناء الوطن، والتركيز على تعزيز دور المرأة في التنمية».

وأشادت "أم الإمارات" بالكفاءة منقطعة النظير التي تميزت بها المرأة الإماراتية على قريناتها في مجال الفضاء وغيره من المجالات الحيوية، ما جعلها نموذجاً مشرفاً للمرأة العاملة في مجال العلوم والتكنولوجيا على مستوى العالم وأحدث تغييراً إيجابياً في النظرة العالمية للمرأة العربية والمسلمة.

فيما يلي سنلقي الضوء على 6 بطلات إماراتيات برعن في هذا المجال:

فاطمة سعيد الهاملي

هي أصغر مهندسة ميكانيكية في مشروع مسبار الأمل، بعمر 26 عاماً تقول إن هذه المشاركة "كانت حلماً، وأصبحت إنجازاً على أرض الواقع، وأنا فخورة كوني جزءاً من هذا الطموح الذي يهدف إلى إلهام شعوب المنطقة". تعمل فاطمة ضمن فريق نظام التحكم وتحديد مسار مسبار الأمل، للوصول إلى مداره العلمي لتنفيذ مهامه، وبعد الإطلاق سيكون دورها التأكد من أن المناورات صحيحة، مع تصحيح أي اختلافات في تمارين المحاكاة التي عملت عليها سابقاً. بدأ عمل فاطمة في المشروع منذ 2017، وعملت على اختبارات الأجهزة خلال مراحل عدة.

هيام أنور البلوشي

 مهندسة تصنيع وضبط الجودة في وكالة الإمارات للفضاء، تخرجت من جامعة خليفة تخصص هندسة ميكانيكا. تقول هيام: "بعد تخرجي أتيحت لي الفرصة للالتحاق ببرنامج تدريبي في وكالة ناسا للفضاء لمدة 5 أشهر، وذلك بعد منافسة شارك فيها نحو 3 آلاف مشارك وبعد تأسيس وكالة الإمارات للفضاء التحقت بها وعملت على مشروعات فضائية مهمة أبصرت النور وحققت نجاحات كبيرة والآن أعمل ضمن فريق مشروع (مسبار الأمل) ومجموعة مهندسين إماراتيين يعملون على صناعة قطاع فضاء واعد.

علياء المنصوري

من أصغر الإماراتيات التي تعمل في قطاع الفضاء، فازت في مسابقة (الجينات في الفضاء) عام 2017، كما تم إعلانها كنابغة الفضاء الإماراتية، وهي لا تزال في السادسة عشر من عمرها وقد أشاد بتفوقها العلمي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

أسماء الجناحي

متخصصة في ميدان الاتصالات من جامعة خليفة وحققت حلمها بالانضمام إلى مركز الشيخ راشد للفضاء، وتعمل على مشروع مسبار الأمل، في تحليل البيانات عبر العمل على تقارير بعثات سابقة للمريخ وتحليلها.

مريم الشامسي:

قائد الأجهزة العلمية ضمن الفريق العلمي في مشروع مسبار الأمل وتعمل مهندسة كومبيوتر ضمن الفريق، وتوفر لها الاكتشافات اليومية الخاصة بتجهيز المسبار، دافعاً للمثابرة لإنجاز أدق المهمات.

ميثاء الشيزاوي:

مهندسة كهربائية متخصصة في كل ما يتعلق بقضايا الهندسة الإلكترونية في الأقمار الاصطناعية، عملت في مشروع (نايف 1) الفضائي، إضافةً لعملها في (خليفة سات) وهي تساعد فريق الإلكترونيات المسؤول عن أنظمة الطاقة في القمر الصناعي.

اقرئي المزيد: الإمارات إلى المريخ رسمياً وتيك توك يحتفل بهذا الإنجاز

 
شارك