عودة إلى روتينك الطبيعي بـعـد العيـد

بعد انتهاء عطلة العيد...لا بدّ أن نعود إلى روتين حياتنا الطبيعي. نعم، عودة إلى نظامنا الغذائي المعتاد، إلى العمل وتنظيم جدول نشاطاتنا وعودة إلى ساعات نومنا العاديّة. فما هي الخطوات الواجب اتّباعها لإيجاد ذلك التوازن الذي تغاضينا عنه في الفترة السابقة؟

عودة إلى النظام الغذائي السليم

إنّ العودة إلى النظام الغذائي السليم بعد شهر من الصيام ليس بالأمر السهل. فبعد أن اعتاد الجسم على التوقّف عن الطعام لساعات طويلة، لن تكون العودة إلى تناول وجبات اليوم بشكل طبيعي في غاية البساطة. لماذا؟ إليك الإجابة: في خلال شهر رمضان، يعتاد الجسم على تناول قدر معين من الطعام وفي أوقات محدّدة. ولا تنتج عن العودة المفاجئة لاتباع ثلاث وجبات رئيسيّة أو أكثر سوى نتائج سلبيّة على صحة الإنسان، ولا سيّما لمن يعاني من الضغط أو السكري أو أمراض في القلب.

إليك أهمّ الخطوات التي تخوّلك التحوّل إلى نمط الغذاء العادي، فتتجنّبي مشاكل في جهازك الهضمي وفي جسمك بشكل عام:

- يبدأ تنظيم مواعيد الطعام بعد شهر رمضان بالحرص على تناول وجبة فطور في الصباح الباكر، كإنذار للجسم بالعودة إلى النظام الطبيعي، فيبدأ برفع معدلات حرق السعرات الحراريّة التي نحصل عليها من المأكولات، ويعاود إفراز العصارات الهاضمة بشكل طبيعي.

- لتكن وجبة الفطور التي تختارينها متوازنة ومحتوية على العناصر الغذائيّة كافة. لا تكتفي بالأطعمة الغنيّة بالنشويات والكربوهيدرات كالكعك مثلاً، إنّما توجّهي أيضاً إلى اختيار الفاكهة أو الخضار الورقيّة الطازجة أو حتى المأكولات الغنيّة بالألياف. بذلك، تضمنين مروراً صحياً للأطعمة داخل جهازك الهضمي.

- لا تغفلي عن شرب كميّة وافية من المياه والسوائل على مدار اليوم، ولا سيّما في فترة العيد إذ تنشغلين في تناول الحلويات والمأكولات اللذيذة.

- أعيدي ترتيب تناولك للطعام على أساس الهرم الغذائي الذي ينص على تناول ثلاث إلى أربع وجبات غذائية يومياً، مع الحرص على أن تكون صحيّة تماماً.

- بعد أن اعتدت على تناول الوجبة الأساسيّة عند المغرب، قد تعانين من فقدان الشهيّة بعد انتهاء رمضان. لذلك، لا تتردّدي، في خلال الأيام الأولى بعد الصيام، في تناول الغداء في ساعة متوسّطة بين الموعد الطبيعي المعتاد لهذه الوجبة وموعد المغرب. ويوماً بعد يوم، حاولي تقديم الساعة المخصّصة لذلك تدريجياً، فتستعيدي موعد الغداء المعتاد.

- اجعلي الزبادي عادة مستمرّة، فهو عامل مساعد ومحفّز على عملية الهضم السليمة. لذلك، انتظمي في تناوله واستفيدي ممّا يحتويه من كالسيوم وفيتامينات.

استعادة رشاقة الجسم  

في خلال شهر رمضان، تمتدّ أمام عينيك، مع كلّ وجبة إفطار، مائدة كبيرة تكثر فيها أصناف المأكولات والحلويات. وبعد ساعات صيام طويلة، لا تفكّرين في ما تختارين، فتجدين نفسك بعد انقضاء الشهر الفضيل قد اكتسبت بعض الكيلوغرامات. لذلك، تبحثين عن خطوات تساعدك على استعادة رشاقتك المسلوبة وتخليصك من الوزن الزائد. في ما يلي خطوات بسيطة تسهّل عليك هذه المهمّة، فتحقّقين مبتغاك بمجهود أقلّ:

- عند الاستيقاظ، وحين تكون معدتك خاوية، اشربي الماء الدافئ الممزوج ببعض قطرات الليمون. سيساعدك هذا على تطهير المعدة وتحسين الهضم كما ورفع حرق السعرات الحراريّة.

- ليحتوي نظامك الغذائي على الألياف، فهي تعزّز شعورك بالشبع وتبعدك عن تناول كميات كبيرة من الطعام.

- عزّزي نسبة البروتين في جسمك، فهي أشبه بالوقود المسرّع والمحرّك لعمليّة حرق الدهون.

- لا تهملي تناول أي وجبة في خلال اليوم، إنّما لا بدّ لك من تناول حصّة من الطعام كلّ ساعتين أي ما يعادل خمس وجبات في اليوم، تكون ثلاثة منها رئيسيّة.

- اعمدي إلى النوم باكراً، فيحصل جسمك على قسط كاف من الراحة ويعاود نشاطه الكامل في اليوم التالي.

- لا تتردّدي في مراقبة نسبة السكر في الدم، وحافظي على استقرار النسب الطبيعيّة، لتساعدي في خفض الوزن.

- عودي إلى النمط الرياضي الذي اعتدت اتّباعه قبل شهر رمضان. أمّا إذا لم تعتادي ذلك، فاستحدثي روتيناً رياضياً مرناً يتناسب مع نمط حياتك وجدول نشاطاتك. فممارسة الرياضة لا تسمح بحرق السعرات الحراريّة وحسب، إنّما تساهم أيضاً في تنظيم مواعيد الوجبات. بالإضافة إلى ذلك، تساعد الرياضة في عمل الأمعاء بشكل طبيعي، ما يمنع الإمساك الذي يُشعر الفرد بامتلاء في الجهاز الهضمي وبفقدان الشهيّة.

- أمّا بالنسبة إلى وجبة العشاء، ولتبتعدي عن اكتساب المزيد من الوزن، فاحرصي على أن تكون خفيفة وفي وقت باكر لتحافظي على مستوى سكر معتدل في الدم في خلال فترات الليل.

 
شارك