من يستفيد أكثر: مواقع التواصل الاجتماعي أو المؤثرين؟

تُعتبر مواقع التواصل الاجتماعي المنصّة الأساسية التي تتيح للمؤثرين والمؤثرات الوصول إلى الجمهور ونشر لحظات حياتهم وتفاصيل أعمالهم وتعاوناتهم مع العلامات التجارية كما ومختلف ما يقومون به. ولكن، هل تساءلت يوماً من يستفيد أكثر من من؟ هل المؤثرين يستفيدون أكثر من مواقع التواصل الاجتماعي؟ أو هل تستفيد مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من المؤثرين؟

 

المؤثرة المغربية Dina Maimouni

انطلقت المؤثرة المغربية-الإسبانية والمقيمة في دبي Dina Maimouni على مواقع التواصل الاجتماعي منذ 6 سنوات تقريباً، رغبةً منها في مشاركة أكثر ما تستمتع به بدءاً من الجمال والموضة وصولاً إلى تفاصيل الحياة اليومية لتلهم بالتالي النساء الأخريات وتمكّنهنّ. أمّا عن الفائدة التي تأتي بها مواقع التواصل الاجتماعي على المؤثرين والمؤثرات، فتقول إنّها تتيح لهم التعرّف يومياً على شخصيات بارزة، ما يساهم في بناء صداقات وعلاقات عمل مجدية على المدى الطويل، وهذا تماماً ما اختبرته بنفسها. وتقول: "حين انتقلت إلى دبي، لم أكن أعرف أحدًا. وقد ساعدتني مواقع التواصل الاجتماعي على التواصل مع نساء مثلي وقد أصبحن حالياً أقرب صديقاتي". وبالإضافة إلى الروابط والعلاقات، تساعد مواقع التواصل الاجتماعي المؤثرين في اكتساب عدد من المهارات والمعارف، بدءاً من تصوير الفيديوهات وتعديلها وصولاً إلى الإنتاج وإنشاء المحتوى وحتّى التشجيع على التحدّث مع الجمهور وخلق محتوى يتفاعلون معه. كما وأشارت Dina إلى أنّ مواقع التواصل الاجتماعي تتيح العمل عن بعد، في أي وقت ومكان وهذا ما يمكّنها شخصياً من الحصول على دخل من دون أن تقصّر بواجباتهم كربّة منزل وأم. وقد أشارت أيضاً إلى أنّ المنصات الاجتماعية سمحت لها بالتعاون مع علامات وماركات لطالما أحبّتها، وهذا ما يدفعها إلى تعزيز ابتكارا وإنتاجيتها أيضاً. وفي المقابل، تؤكّد Dina أنّها كمبتكرة محتوى تعزّز الدور المفيد الذي تؤديه مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال تقديم ما يفيد الجمهور ومساعدة العلامات على التوسيق لمنتجاتها وخلق بيئة إيجابية تمكّن المتابعين والمستخدمين.

 

إيلي سركيس

خبير في وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق الرقمي ومؤسس شركة Intoact International

تماماً كما يستفيد المؤثرون من مواقع التواصل الاجتماعي، تستفيد هذه المنصات في المقابل منهم أيضاً، وذلك مثلاً من خلال التسويق الموثوق به، إذ تنتظر كثيرات منّا المحتوى الذي يتشاركه المؤثرون معنا سواء كان ذلك منتجًا أو خدمة. بالتالي، تستفيد العلامات التجارية من المجتمع الذي يبنيه كل مؤثر من المؤثرين. وقد أشارت دراسات كثيرة لدى منصات التواصل الاجتماعي إلى أهمية التسويق عبر المؤثرين. فقد أفادت دراسة حديثة لموقع تويتر في العام 2021 مثلاً أنّ 40% من المستهلكين أجروا عملية شراء بناءً على تغريدة أحد المؤثرين. كما وأشار يوتيوب إلى أنّ 60% من المشاهدين يتأثرون بالمشاهير من مستخدمي الموقع. ولا نتحدّث في هذا الإطار فقط عن المؤثرين الذين يتناولون مواضيع حياتية متعدّدة، بل أيضاً المؤثرين المتخصّصين في مجال معيّن. بالإضافة إلى ذلك، تعتمد منصات التواصل الاجتماعي على المؤثرين لتجمع عدداً كبيراً من المشاهدات والتفاعلات على الفيديوهات التي تُنشر عبرها أو حتّى مختلف أنواع المحتوى، وذلك لتجذب إعلانات الشركات. وبهذه الطريقة، تجني المنصّات أرباحاً من هذه الإعلانات وتتوفّر لها مساحةً للوصول إلى عدد أكبر من المستخدمين.

اقرئي أيضاً: ما يقوله الخبراء عن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي السلبي على حياتنا

 
شارك