في سباق اللقاح ضد كورونا من اقترب من النهاية وما هو دور الإمارات؟
ينتظر الملايين من حول العالم البدء بإنتاج لقاح ضد فيروس كورونا، وتتسابق الدول فيما بينها لكي تحقق هذا الإنجاز لكي تنقذ ملايين الأرواح التي تعاني من الفيروس وتلك التي تخاف من إمكانية الإصابة به ونقله، وقد رصدت ملايين الدولارات لهذه الغاية ويعمل آلاف العلماء لتحقيق هذا الهدف. ولم تغب الدول العربية ولا سيما الإمارات وهي السباقة دائماً في القيام بكل ما من شأنه رفع البلاء عن أبناء الدولة والمقيمين أولاً وكل دول العالم في المرحلة الثانية، عن الأبحاث التي تجري لتسريع إعداد اللقاح وطرحه في الأسواق، وكان لها شأن كبير في هذا المجال. فيما يلي سنتعرف على دورها وعلى كل ما تقوم به دول العالم للنجاح في إصدار لقاح فاعل ضد كورونا وطرحه في مختلف أنحاء العالم.
بدء مرحلة التجارب السريرية
بداية مع التجارب التي يجرى تطبيقها في أبوظبي، والتي يتوقع أن تظهر نتائجها خلال مدة تراوح بين ستة وثمانية أشهر، فقد أعلنت الإمارات بدء المرحلة الأولى للتجارب السريرية الثالثة للقاح صيني لفيروس كورونا المستجد.
وجاء ذلك عقب اجتماع عقد عبر تقنية الاتصال المرئي بين ممثلين عن الهيئات الصحية في الإمارات والصين تم على إثره توقيع اتفاقية تعاون بين "تشاينا ناشونال بيوتك جروب" الصينية ومجموعة "جي 42" الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي و الحوسبة السحابية والتي تتخذ من أبوظبي مقرا لها، والتي ستقود العمليات الإكلينيكية للقاح في الإمارات تحت إشراف دائرة الصحة في أبوظبي.
الوصول للمرحلة الثالثة يعني تجربة اللقاح على الناس
وتنقسم عملية التجارب السريرية في العادة إلى ثلاث مراحل تتضمن المرحلة الأولى بصورة أساسية سلامة اللقاح، في حين تعنى المرحلة الثانية بتقييم توليد المناعة وتبحث في عملية التطعيم لعدد محدود من الأفراد، فيما تشمل المرحلة الثالثة سلامة وفعالية اللقاح وسط شريحة أكبر من الناس.
وفي حال ثبتت سلامة وفعالية اللقاح طوال عملية التجارب السريرية حينها يتم اعتباره ناجحاً ويتم الانتقال لمرحلة تصنيع اللقاح على نطاق واسع، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام".
وقد نجح اللقاح الصيني في اجتياز المرحلتين الأولى والثانية من التجارب دون أن يتسبب في أية آثار ضارة حيث وصلت نسبة المتطوعين الذين تمكنوا من توليد أجسام مضادة بعد يومين من الجرعة إلى مائة بالمائة.
وتهدف " مجموعة جي 42 " و" تشاينا ناشونال بايوتيك جروب " الصينية من خلال هذه الشراكة إلى تسريع عملية تطوير لقاح آمن وفعال يتاح في الأسواق بنهاية 2020 أو مطلع 2021 وذلك لصالح البشرية جمعاء.
موقع إلكتروني للمتطوعين في أبوظبي
وقد انطلق موقع إلكتروني خاص لاستقبال المتطوعين لتجربة اللقاح في الإمارات تحت شعار «اللقاح من أجل البشرية»، بحيث تكون إمارة أبوظبي هي المرحلة الأولى من بدء التجارب السريرية ومن ثم الإعلان عن جدول يخص إمارات الدولة في وقت لاحق.
ويخضع كامل المتطوعين المحتملين إلى رعاية صحية بعد تجربة اللقاح لمدة عام كامل للتأكد من سلامتهم الصحية كما تخضع دراسة التجارب السريرية نفسها إلى التدقيق والمراقبة من جهة محايدة تقيّم تلك التجارب.
جميع الجنسيات مطلوبة لتجربة اللقاح
وحددت المديرة التنفيذية للشؤون الطبية في مدينة الشيخ خليفة الطبية، ورئيسة لجنة الأبحاث السريرية في اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا الدكتورة نوال الكعبي شروط الالتحاق بالتطوع لتجربة اللقاح والمفتوحة لكل الجنسيات بألا يكون المتطوع أصيب من قبل بفيروس كورونا، وألا يوجد عنده نقص مناعة، وخلوه من الأمراض المزمنة، وألا تكون المتطوعة حاملاً، وأن يكون عمره فوق الـ18 سنة إلى 60 عاماً، وألا يكون أخذ تطعيمات سابقة، أو تم نقل دم للمتطوع خلال 3 أشهر ماضية، وألا يعرف الفرق بين التطعيم والتطعيم الوهمي.
ولفتت رئيسة لجنة الأبحاث السريرية في اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا إلى أهمية مشاركة كافة الجنسيات طواعية، لافتة إلى أن المتطوع الأول هو الشيخ عبدالله آل حامد رئيس دائرة الصحة أبوظبي، والثاني وكيل دائرة الصحة أبوظبي جمال الكعبي.
15 ألف رجل وامرأة سيجربون اللقاح
وتقام التجارب الأولية من ممارسين صحيين لدى «أبوظبي للخدمات الصحية» (صحة) في خمسة من مواقعها في أبوظبي والعين، إضافة إلى عيادة متنقلة، حيث ستجرى التجارب السريرية للمرحلة الثالثة لما يصل إلى 15 ألف متطوع من رجال ونساء مقيمين في أبوظبي، من جنسيات مختلفة أي نحو 200 جنسية.
ولا يحتاج المتطوعون إلى عزل أنفسهم طوال فترة التجارب، بعد النجاح والأمان الذي حققته المرحلتان الأولى والثانية، لكن عليهم اتباع إرشادات المسؤول عن تقديم الرعاية الصحية.
ما هي مكونات اللقاح؟
واللقاح الذي تم اختباره في الدولة صنع باستخدام عناصر غير نشطة من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) التي طورتها شركة «سينوفارم سي إن بي جي»، مشيرة إلى أن «اللقاحات ذات العناصر غير النشطة تستخدم على نطاق واسع للوقاية من الأمراض المعدية، مثل الأنفلونزا الموسمية، وتعتبر من التقنيات المجربة والخاضعة للعديد من الاختبارات».
وقالت الشركة أن إجراء التجارب السريرية يتم تحت توجيه وإشراف كوادر وخبراء صحيين، مشددة على أن نتائج تجارب اللقاحات خلال دراسات المرحلتين الأولى والثانية أشارت إلى استجابة قوية للأجسام المضادة بالجسم، كما تخضع التجارب للمبادئ التوجيهية الدولية التي تنص عليها منظمة الصحة العالمية وهيئة الغذاء والدواء الأميركية.
التنافس الدولي مستمر
ومع استمرار تنافس الدول على إيجاد اللقاح، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبل أيام أنه من الممكن أن يتوفر لقاح لفيروس كورونا في الولايات المتحدة "قبل موعد الانتخابات الرئاسية"، المقرر إجراؤها في الثالث من نوفمبر المقبل.
وكانت الحكومة الفيدرالية ضخت 10 مليارات دولار في بداية جائحة الفيروس التاجي في عملية " Warp Speed"، والتي تهدف إلى توصيل 300 مليون جرعة من اللقاح للأميركيين بحلول يناير 2021.
روسيا تدخل على الخط
من جانبه، أعلن وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو عن انتهاء التجارب السريرية في مركز غامالي للقاح ضد فيروس كوفيد-19.
وقال "تم إنجاز الاختبارات السريرية على لقاح ضد عدوى الفيروس التاجي، التي طورها مركز غامالي الوطني لبحوث الأوبئة والأحياء الدقيقة. ويجري إعداد الوثائق الضرورية لتسجيل اللقاح رسميا".
ووفقا للوزير، سيتم استخدام هذا اللقاح بعد تسجيله، لتطعيم العاملين في القطاع الطبي وفي المدارس في المقام الأول على أن يبدأ إنتاجه في أكتوبر المقبل.
مخاوف من احتكار اللقاح
من جهة ثانية، فإن هناك مخاوف أن تقوم الدولة التي تجد اللقاح أولاً من احتكاره لشعوبها، وهذا ما حذرت منه منظمة الصحة العالمية التي أكدت أن هذا الأمر سيعني استمرار انتشار الوباء في الدول الفقيرة.
فمن هي الجهة التي ستنتهي أولاً؟ الصين تحاول جاهدة مع الإمارات في هذا الإتجاه، كذلك تفعل روسيا والولايات المتحدة وغيرها من الدول، والمطلوب واحد لصالح البشرية: لقاح يعيدنا للحياة الطبيعية ويحمي الكبار كما الصغار من هذا الفيروس الفتاك، وتوفره للجميع دون تمييز بحسب اللون أو الجنسية أو الغنى أو الفقر.
اقرئي المزيد: الإماراتيات يصلن ببلادهن إلى المريخ فمن هن البطلات المجهولات في مجال الفضاء؟