عائشة العوضي: البادل خولتني عيش أجواء المنافسة التي أحبها مع تنمية روح اللعب الثنائي

تعتبر رياضة البادل من الرياضات الجديدة على المجتمع العربي، ولكنها تلقى الانتشار في الفترة الماضية، بسبب إقبال الشباب على تعلمها وممارستها. البادل هي رياضة من رياضات المضرب، تختلف عن التنس الأرضي المعروفة لأنها تُلعب بشكل زوجي في ملعب مُغلق وأصغر من حجم ملعب التنس. اليوم ندخل عالم البادل، من خلال تحقيق موسع يلقي الضوء على 9 لاعبات متمرسات في هذه الرياضة، نتعرف على قصصهن، ونكتشف المزيد عن المجتمع الذي يجمعهن وعن القيم التي بنين عليها مسيرتهن الرياضية الطموحة.

سمعت عن البادل في الجامعة حين كنت أدرس في لندن، ولدى عودتي إلى الإمارات بدأت باللعب مع إخوتي وقد أحببتها مباشرة لأنها قريبة جداً من التنس وأنا اعتدت خلال مراهقتي أن أمارسها، وقد أسرتني البادل كثيراً لأني بطبعي منذ صغري أحب جميع أنواع الرياضات، وبدأت مسيرتي الرسمية بها عام 2022 وما زلت حتى اليوم.

أنا عائشة العوضي لاعبة المنتخب الإماراتي للبادل، أشعر بالحرية والسعادة عند اللعب، كما أحب مشاركة هذا الشغف مع اللاعبات حولي فهذه الرياضة إجتماعية بشكل كبير، تسمح لنا بالتواصل مع غيرنا في الملعب كما ترضي الحس التنافسي الذي أحبه داخلي، يمكن للأصدقاء اللعب فيجتمع 4 أشخاص لكي يتواصلوا، فيبني كل اثنين منهم استراتيجية معينة لكي يحققا الفوز، فتكون أجواء حماسية ومليئة بالتسلية والنشاط، وهذا أيضاً ما أحبه لدى اللعب، فنحن ننمي داخلنا روح الفريق، لأننا نلعب كشركاء، ونفكر أن أي ضربة سنقوم بها لها عواقب، بالتالي يجب أن نحسب كيف سيرد الشريك، وهذا ما يميزها عن التنس التي أعتبرها أكثر صعوبة، إذ إن الضغط على اللاعب يكون أكبر لأنه وحيد في الملعب مقابل الخصم.

يتطلب احتراف البادل مهارات جسدية أهمها تدريبات منظمة في الملعب مع المدرب، مع قضاء الوقت في النادي الرياضي لبناء القوة البدنية واللياقة اللازمة لجعله يستمر في اللعب لأكثر من ساعة، أما ذهنياً فهي تشبه الشطرنج، إذ تعتمد على التفكير الاستراتيجي، لذا يجب على اللاعب الانتباه لنوع الضربات التي يؤديها، وتأثيرها على شريكه وعلى الطرف المنافس، كما تتطلب البادل قدرة كبيرة على ضبط الأعصاب لذا أقوم بممارسة التأمل قبل كل مباراة، لكي أدخل الملعب وأنا هادئة ومرتاحة وقادرة على تقديم أفضل ضربات في الملعب. برأيي أي شخص يمكنه أن يلعب البادل لأنها تحتاج فقط القدرة على رد الضربة، ولكن التفوق فيها يتطلب المزيد من التمرن المكثف والموجّه لفهم الاستراتيجيات المختلفة في الملعب.

المجتمع الإماراتي لطالما دعم الرياضيات، ونحن نلقى منه كل الدعم، من خلال تسهيل قيام الكثير من البطولات، التي تشارك فيها لاعبات بادل شابات، كما أننا نستفيد من داعمين كثر، وبالنسبة لي فإن أهلي مثلاً شجعوني منذ الصغر على ممارسة هواياتي، وقد أحبوا شغفي بالبادل وشجعوني على الاستمرار، حتى أن أمي تتابع كل مبارياتي وتعبر عن فخرها وسعادتها حين أحقق الفوز.

أعتبر أكبر إنجاز لي في هذا المجال هو مشاركتي في بطولة عالمية حيث لعبت ضد اللاعبة الأولى في العالم، ومنذ ذلك الوقت بت أول امرأة إماراتية تحصل على تصنيف دولي في البادل، وأحب أن يكون هذا الإنجاز بمثابة رسالة للشابات الصغيرات، فتؤكد لهن أن العمل الجاد والتدريب المكثف، قادر على جعلك تحققي أكثر الأحلام صعوبة. خولني جهدي في البطولات أن أكون جزءاً من منتخبنا الوطني، وهو ما زاد من فخري بنفسي ورغبتي بالتطور وتحقيق المزيد لكي أمثل الإمارات بأفضل طريقة.

أكثر ما أحبه في هذه اللعبة هو أنها خولتني الاختلاط بشابات من مختلف الخلفيات والجنسيات، فنحن في الملعب نلتقي كمواطنات بلاعبات أجنبيات، ما يسمح لنا بتطوير أنفسنا مع ارتفاع مستوى المنافسات التي نخوضها، بالتالي فأنا أعرف أننا نبني مجتمعاً داخلياً قوياً، يجمع بين شابات لديهن نفس الشغف والحب لرياضة جديدة وواعدة في البلاد العربية والغربية.

البادل هو أولوية بالنسبة لديّ، على الرغم من أني أعمل بوظيفة بدوام كامل ولكني قادرة على تقسيم وقتي بين هوايتي ومهنتي، وهنا أؤكد أن امتلاك الشغف تجاه شيء يخولنا القيام بما ظنناه مستحيلاً، وأنا أسعى مع زميلاتي اللاعبات لكي نطور مجتمعنا ونكثف تواصلنا مع مجتمعات البادل العربية القريبة حولنا، من خلال المشاركة في بطولات ومباريات مشتركة، فنتبادل الأفكار ونتشارك الرؤى والتطلعات المستقبلية لتطوير اللعبة وجذب المزيد من الشابات إليها.

نحن كجيل z نغيّر طريقة التفكير بالرياضة، وخاصة فيما يتعلق بأهمية المساواة بين الرجال والنساء، حيث يوجد اليوم بطولات متساوية بينهما، والجوائز المالية أيضاً متساوية، ونحن نركز على تعزيز هذا المبدأ في كل نواحي الحياة، كما أننا جيل نعرف أهمية الصحة لذا نلجأ إلى الرياضة لأننا ندرك دورها الكبير تحسين صحتنا الجسدية والنفسية.

اقرئي المزيد: ما هي اقوى مصادر الكولاجين؟

 

 
شارك