المرأة السعوديّة قوّة مضيئة في سماء المملكة
يليق بسيّدات المملكة العربيّة السعوديّة النجاح، فقد نشأن على القيم السامية والأخلاق الرفيعة، فرأيناهنّ شابّات قويّات صاحبات إرادة وطموح عاليين، امتلكن أهدافاً وسعين بكل طاقاتهنّ إلى تحقيقها فتألّقن في مختلف المجالات السياسيّة والاقتصاديّة والطبيّة والفنيّة والجماليّة.
ولأنّ المرأة ستلعب دوراً أكبر في المعادلة السعوديّة مع إطلاق رؤية 2030 إذ ستزيد مشاركتها في سوق العمل بنسبة كبيرة، وسيتضاعف بالتالي دورها وتأثيرها في مجتمعها، ولأنّه لا يمكن إنكار التقدّم الذي حقّقته منذ إعلان الملك عبد العزيز آل سعود تأسيس المملكة الموحّدة في العام 1932، ارتأينا بمناسبة اليوم الوطني أن نلقي الضوء على إنجازات نساء سعوديّات سطع نجمهنّ خلال السنوات الأخيرة وكنّ مثالاً يُحتذى به في العطاء والإبداع.
نورة الفايز
التغيير الحقيقي في أيّ مجتمع يتطلّب تطوير التعليم وتفعيل دور المعلّمين كي يعدّوا جيلاً واعداً، ونورة الفايز عرفت هذه الحقيقة، وحاولت من خلال عملها في مجال التعليم أن تحسّن في المناهج وتزيد التفاعل بين الطالبات والمدرّسات، فكانت أوّل نائب وزير في تاريخ السعوديّة إذ شغلت هذا المنصب في وزارة التعليم لشؤون البنات في العام 2009 وبقيت في مركزها حتى العام 2015 حين تمّ إعفاؤها، وقد عملت أيضاً كمديرة عامّة للفرع النسائي في معهد الإدارة العامّة في الرياض، وكأستاذة متعاونة مع كليّة التربية في جامعة الملك سعود، كما تولّت العديد من المهام التعليميّة والتربويّة وحاولت من خلالها تعزيز دور النساء وإبراز قدراتهنّ في مختلف المجالات.
قامت الفايز خلال مسيرتها بتدريب العاملين معها على مهارات القيادة وأساليب التربية الحديثة، وشاركت ضمن وفود رسميّة في الكثير من المنتديات والمؤتمرات المحليّة والدوليّة. كان لها العديد من الأبحاث الأكاديميّة القيّمة، هي الحاصلة على الجائزة الأولى في مؤتمر «قمّة المرأة العالميّة الـ20» في الصين عام 2010 وعلى غيرها من التكريمات والجوائز، فقد آمنت دائماً أنّ الطالب هو أساس العمليّة التعليميّة وأنّه يجب بثّ روح التعاون والمسؤوليّة والاعتدال لديه كي يساهم بشكل فاعل في تطوير مجتمعه.
لبنى العليان
مجال الأعمال هو الملعب الذي تجيده لبنى العليان أداء أفضل حركاتها. صحيح أنّ الكثير من النساء لا يفضّلنه ويهربن من تحدّياته المتشعّبة والصعبة، إلّا أنّها تمكّنت من الغوص فيه وتحقيق أفضل النتائج بذكائها وفطنتها وبُعد نظرها.
تصدّرت العليان قائمة «أقوى سيّدات العرب» للعام الحالي التي أصدرتها مجلّة Forbes فهي تحقّق نجاحات متتالية في مجال المال والاقتصاد والأعمال، كما أنّها أوّل امرأة سعوديّة تمّ انتخابها كعضو مجلس إدارة في البنك السعودي الهولندي في العام 2005، وهي حاليّاً الرئيسة التنفيذيّة لمجموعة العليان، تدير العمل التجاري والاستثمارات المختلفة التابعة للمؤسّسة الضخمة في المملكة العربيّة السعوديّة ومنطقة الشرق الأوسط والتي تنضوي تحتها أكثر من 40 شركة.
من جهة أخرى، تساهم العليان في العديد من المبادرات العالميّة التي تسعى إلى الإصلاح والتطوير في منطقة الشرق الأوسط كما أنّها من أبرز الداعمين لتقدّم المرأة وازدياد دورها وتأثيرها في المملكة. وتحاول العليان أيضاً إيجاد فرص عمل للشباب كي تخفّف من نسب البطالة وتنمّي الحركة الاقتصاديّة في السعوديّة. وبالإضافة إلى نيلها العديد من الجوائز والتكريمات العربيّة، قام ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف بمنحها في العام 2012 الوسام الملكي السويدي للنجم القطبي من الطبقة الأولى، فكانت أوّل امرأة سعوديّة تنال هذه الجائزة.
هيفاء المنصور
الفنّ ليس غريباً على أسرة هيفاء المنصور، فوالدها هو الشاعر السعودي عبد الرحمن المنصور، لذلك لم يكن مستبعداً أن تجد نفسها ميّالة إلى الشاشة الكبيرة، على الرغم من أنّ دراستها كانت بعيدة عن هذا المجال، إذ درست الأدب الإنكليزي في الجامعة الأميركيّة في القاهرة. حملت هيفاء الكاميرا لتنقل صورة حقيقيّة عن الواقع في السعوديّة، فكانت الأولى والسبّاقة في هذا المجال، وقدّمت 5 أفلام أشهرها فيلم «وجدة» الذي وصل إلى العالميّة وحصل على العديد من الجوائز وتمّ ترشيحه لجائزة الأوسكار، كما أنّه تحوّل بيدي مخرجته إلى كتاب بعنوان The Green Bicycle. تؤمن هيفاء بأنّ السينما السعوديّة ستتطوّر بشكل سريع خلال السنوات القليلة المقبلة لثقتها بالكادر البشري السعودي الذي يتخصّص في هذه المجالات، وبأفكاره الجديدة ورؤيته المتطوّرة. وقد كانت لها تجربة مختلفة في مجال تقديم البرامج، إذ رأيناها في برنامج «امرأة وأكثر» الذي هدف إلى إلهام النساء العربيّات والخليجيّات وتشجيعهنّ على تحقيق طموحاتهنّ وعدم التراجع أمام التحديّات. وتتميّز هيفاء بأنّها ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، تطرح آراءها وأفكارها وتشارك لقطات عن حياتها الشخصيّة.
ماجدة أبو راس
لأنّ البيئة السليمة أساسيّة لاستمرار الحياة، اهتمّت الدكتورة ماجدة أبو راس بهذا القطاع الحيوي، فكانت أوّل سعوديّة تدرس تلوّث البترول بالتربة، وقد حصلت على شهادة دكتوراه في التقنيّة الحيويَّة للملوّثات البيئيّة في بريطانيا، كما شغلت منصب أستاذة مساعدة في جامعة الملك عبدالعزيز قسم التقنيّة الحيويّة، واختارتها وكالة ناسا الأميركيّة في العام 2012 لتكون ضمن فريقها العلمي للقيام بمشاريع بحثيّة. نالت العديد من التكريمات أبرزها من رئيس جامعة الدول العربيّة في القاهرة الدكتور نبيل العربي بعد حصولها على جائزة القيادات النسائيّة العربيّة للبيئة على مستوى الوطن العربي من قبل المنظّمة العربيّة الأوروبيّة للبيئة في سويسرا. هي تؤمن بضرورة إشراك النساء أكثر في التوعية بأمور البيئة، وأنّ الفترة المقبلة ستشهد تمكين عدد أكبر من السيّدات في المجالات العلميّة والبحثيّة في مختلف مناطق المملكة.
منى أبو سليمان
وجهها الجميل والمريح الذي نراه على الشاشة يخبّئ خلفه عقلاً ناضجاً وواعياً ومثقّفاً، وهو الأمر الذي تجلّى بوضوح أثناء محاورتها لضيوفها في برنامج «كلام نواعم»، إنّها الإعلاميّة منى أبو سليمان التي درست الأدب الإنكليزي في الولايات المتّحدة الأميركيّة وحصلت على دكتوراه في الأدب العربي من جامعة الملك سعود في الرياض.
كانت منى السبّاقة في مجال عملها، فهي أوّل مقدّمة برامج سعوديّة تظهر على القنوات التلفزيونيّة وتحقّق النجاح معتمدة على ثقافتها ورقيّها وأسلوبها المميّز في إدارة الحوار. تمّ اختيارها في العام 2004 كإحدى القيادات الشابّة من قبل جمعيّة الاقتصاد الدولي، وفي العام 2007 نالت جائزة السيّدة الرائدة وسيّدة أعمال الشرق الأوسط من معهد جائزة الشرق الأوسط للتميّز.
من جهة ثانية، فإنّ منى ناشطة في الأوساط الثقافيّة والإنسانيّة في السعوديّة وداعمة للمرأة العاملة، كما أنّها تبنّت قضيّتها وسعت دائماً إلى دعمها وتفعيل تواجدها في مختلف المجالات، وقد تمّ تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتّحدة للتنمية لتكون أوّل سعوديّة تتبوّأ هذا المنصب، كما عُيّنت سفيرة لمنظمة اليونيسيف لتوعية نساء وأطفال اليمن، وقد حصلت على عدد كبير من التقديرات والجوائز، وهي ملهمة لسعوديّات كثيرات ولطالما كانت من أكثرهنّ تأثيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي إذ تصدّرت خلال العام الفائت قائمة أكثر 5 سعوديّات تأثيراً على موقع Twitter.
بدريّة البشر
كلماتها تأسر الحواس، تنتقل بك إلى عالم آخر، إنّها الأديبة السعوديّة بدريّة البشر التي سطع نجمها في سماء الكتابة منذ سنوات طويلة فاستطاعت برواياتها ومقالاتها أن تلفت الأنظار في الأوساط الثقافيّة السعوديّة والعربيّة إلى موهبتها الفذّة وثقافتها العالية وأسلوبها البسيط والشيّق في آن.
نالت البشر، وهي زوجة الفنان الشهير ناصر القصبي، دكتوراه في فلسفة الآداب قسم علم الاجتماع من الجامعة اللبنانيّة، كما حصلت على شهادة ماجستير من جامعة الملك سعود في الرياض في فلسفة الآداب ونالت أيضاً بكالوريوس الدراسات الاجتماعيّة من الجامعة نفسها. قدّمت العديد من المؤلّفات مثل «حبّة الهال»، و«مساء الأربعاء» و«هند والعسكر»، كما أنّها كتبت عدداً من المقالات الصحافيّة في مجلّات وجرائد معروفة عربيّاً، وشاركت في تقديم البرامج على شاشة تلفزيون عربيّة شهيرة. من جهة ثانية، حصلت البشر على عدد من الجوائز أهمّها جائزة أفضل عمود صحافي لعام 2011 ضمن فعاليّات جوائز الصحافة العربيّة، وجرى تكريمها من قبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي.
رها محرق
اسم رها محرق معروف في الأوساط الرياضيّة في المملكة وخارجها، فهي قامت بإنجاز يعجز عنه كثيرون، فحتى الرجال يجدون صعوبة في رياضة تسلّق الجبال، ويفضّلون البحث عن هوايات أسهل، فكيف الحال بشابة طموحة امتلكت حلماً صعباً وسعت إلى تحقيقه، فكانت أول سيدة من السعوديّة تتسلّق قمّة إيفرست أعلى قمة جبليّة في العالم.
تولي رها الرياضة الكثير من الاهتمام وتشجّع نساء بلدها على اختيار هواية جسديّة يفضّلنها وتحثّهن على ممارستها كي تتحسّن صحتهن النفسيّة والجسديّة. وهي قالت في لقاء سابق مع مجلتنا «الرياضة ليست مجرّد وسيلة للحفاظ على اللّياقة البدنيّة أو للفوز بالميداليات والجوائز، بل هي أكثر من ذلك بكثير. إنّها نمط حياة صحّي يسمح لنا بأن نكون اجتماعيين ويخوّلنا التعرّف إلى أشخاص جدد»، وتنصح المرأة السعوديّة بأن تعيش حلمها وتثق به ولا تستسلم، بل أن تكون شجاعة حتى تحصل على كلّ ما ترغب فيه.
اقرئي أيضاً: سعوديات يعملن في قسم العمليات الأمنية للمرة الأولى، رحلة ملالا من باكستان إلى أوكسفورد، برنامج لتشجيع السعوديات على العمل الحر