نسرين كيالي: أحب تصميم المنازل لأنّها تشكّل الجزء الأكثر أهمية من حياة الأفراد
رافق النجاح المهندسة المعمارية نسرين كيالي لسنوات طويلة، فتمكّنت من تأسيس شركة Nisreen Kayyali Consulting Engineers وأدارتها بكفاءة وعملت على توسيع أعمالها وأنجزت أكثر من 500 مشاريع تتراوح بين المشاريع الكبيرة، مثل مرافق صيانة الطائرات والفنادق والأبنية السكنية والتجارية الضخمة، والمشاريع الصغيرة، مثل الفلل والمنازل الخاصة، لترسّخ مكانتها المميّز.
كيف تحوّلت رؤيتك الخاصة في عالم الهندسة والتصميم إلى واقع ملموس استفاد منه الكثير من العملاء؟
لديّ استراتيجية أتقنتها في خلال سنوات عملي الطويلة، سهّلت عليّ معرفة كيف أحقق رؤية العميل وأحلامه ورغباته، مع الإستفادة من خبرات كل العاملين في شركتي وتوجيهي الدائم لهم بما أراه أفضل. أنا أعي جيداً أنّني أصمم مساحات لعملائنا، ولهذا فإنّ كل مشروع يبدأ بمناقشات متعدّدة معهم، وهي تستمر طوال عملية التصميم والبناء. وفي وقت التسليم، سيرى عملاؤنا أنّ المشروع الذي يخصّهم مصمّم خصّيصاً لهم وكما أرادوه بالضبط.
ما الذي يميّز شركة "Nisreen Kayyali Consulting Engineers" وكيف تصفين بصمتكِ المعمارية؟
نصمّم مساحات ذات مظهر خارجي جميل، أمّا داخلها، فواسع ورحب ومريح لساكنيه. ونستخدم تقنيات دقيقة تجعل المنازل والمساحات الأخرى التي نصممها تبدو واسعة وجذّابة، بينما الصروح الخارجية نستوحيها من التصاميم المعاصرة والإسبانية والحديثة والكلاسيكية التي تناسب الاحتياجات الثقافية والإقتصادية لكل عميل.
تأخذ الطبيعة حيّزاً كبيراً من عملنا التصميمي، فنقوم بتحليل الموقع الذي سيقام عليه المبنى بعناية ونأخذ في الاعتبار عناصر مثل مسار الشمس والرياح السائدة على اختلاف الفصول والمناظر المحيطة وما إلى ذلك. نضع في اعتبارنا أيضاً الكثير من المعايير التي تراعي الاستدامة، فنستخدم مواد صديقة للبيئة من خلال تصميمات الطاقة الشمسية وتجميع مياه الأمطار وميزات تصميم أخرى تقلّل من التأثير السلبي لكل مبنى جديد على البيئة.
كيف تجدين مصادر إلهام جديدة للاستمرار في ممارسة التصميم والإدارة بكل شغف وإصرار على تقديم المزيد؟
قد تبدو إدارة الأعمال التجارية أمراً رائعاً وسلساً، لكن في الواقع الأمر صعب جداً، والطريقة الوحيدة لكي أظل قوية ومستمّرة هي أن أحب ما أفعله حقاً لأنّه بغض النظر عن مدى صعوبة الأمور، سأستمر في النهوض من السرير وأبذل قصارى جهدي. ومن المهم أيضاً ألّا نتوقّف عن النمو والتعلّم، فهذا يحمينا من الغرور ويؤكّد لنا أنّ هناك الكثير مما يمكن تحقيقه بعد. وأخيراً، أعتقد أنّ الحصول على فترات راحة أمر بالغ الأهمية، فهي تعطينا الطاقة اللّازمة لنعود بنشاط إلى المسؤوليات. يجب أن ننظر إلى العمل على أنه لعبة طويلة المدى، ولكي نكون قادرين على تحقيق أهداف أكبر باستمرار، يجب أن نوازن بين الجد واللهو، ويجب أن نبحث عن المتع في الأشياء البسيطة في الحياة. وبالنسبة لي، أجد متعتي من خلال التواجد في الطبيعة أو عبر إجراء مناقشة عميقة مع صديق أو زميل.
لقد أكملتِ أكثر من 005 مشاريع معماريّة مختلفة منها الفنادق والفيلات والقصور. أي من هذه المساحات تفضلين العمل بها؟ ما هي المشاريع التي شكلت تحدياً بالنسبة لك؟
أحبّ تصميم المنازل لأنّها تشكّل الجزء الأكثر أهمية من حياة الأفراد، وكم أجده أمراً رائعاً حين أرى وجوه عملائي تضيء بالبهجة والسعادة حين يرون النتيجة النهائية، فأنا شاركت في صناعة أحلامهم وحوّلتها إلى حقيقة. أمّا بالنسبة للتحديات، فأعتقد أن كل مشروع جديد يأتي محمّلاً بمجموعته الخاصة من التحديات، والسبب في ذلك هو عدم وجود مشروعين متطابقين بنسبة 100٪، لذا يبقى تعلّم التغلب على التحديات مهارة أساسية في مجال عملنا.
هل تناقشين فكرة أو رؤية العميل قبل بدء عملك؟
نعم بالتأكيد وبنسبة 100٪. فهذه هي الخطوة الأولى والأكثر أهمية قبل الشروع في أي مشروع. نحن نجري مناقشات كثيرة قبل البدء وهذا يسهّل عملنا كثيراً.
ما هو أكثر مشروع تفتخرين به؟
أفتخر بكل المشاريع التي قدّمتها على مرّ السنين وأحب جميع المباني والتصاميم التي أنشأتها. فكل واحد منها مميّز بطريقته الخاصّة وساعدني لأخطو خطوة إضافية نحو أهدافي.
ما هو دور الإستدامة في عملكِ؟
الإستدامة مهمّة جداً بالنسبة لنا، بدءاً من المواد التي نستخدمها وصولاً إلى الحلول التي نقدّمها، والتي دائماً ما تكون مستدامة وينتج عنها موافقات فوريّة من الجهات الرسمية. نستخدم زجاجاً خاصاً أثناء البناء، ما يقلل من تأثير الشمس، وبالتالي يؤدي إلى تقليل استخدام المكيّف والحفاظ على برودة الداخل لفترة أطول. كل تقنية وقطعة من المعدّات التي نستخدمها في جميع مشاريعنا صديقة للبيئة، كما يتم تشييد كل مبنى لاستقبال كميّات وافرة من الضوء الطبيعي والهواء، وهذا يقلّل من الاستهلاك الكلّي للكهرباء. نستخدم الطاقة الشمسية لتسخين المياه وتوليد الكهرباء. وبالنسبة للعناصر التي لا تزال بحاجة إلى بدائل مستدامة، أعتقد أنّه في خلال السنوات القليلة الماضية، قطعنا قفزات هائلة فيما يتعلق بخيارات البناء. ومع ذلك، فإن اعتماد مثل هذه الخيارات بطيء نسبياً لأنّها تميل إلى أن تكون أكثر تكلفة، ولكن ما لا يدركه معظم المطوّرين والمصمّمين هو أنّ المباني المستدامة تميل إلى الزيادة في القيمة بشكل أكبر بكثير من المباني التي لا تراعي البيئة مع مرور الزمن.
كيف تصفين أسلوبكِ الخاص في التصميم؟
تمثّل مشاريعي مزيجاً بين الخطوط الواضحة والديكور الحديث، مع استلهام بعض التصاميم من التراث العربي مثل استخدام المواد الطبيعية وتقنيات التبريد الطبيعي والأقواس والمساحات الفسيحة. ومع ذلك، يختلف كل مشروع عن الآخر، فنحن نضع في اعتبارنا متطلّبات العميل أولاً وقبل كل شيء ونفهم نوع الشكل والمظهر الذي يبحث عنه.
ما هي مشاريعكِ أو توجهاتكِ للفترة القادمة؟
نركز على المشاريع الفاخرة التي تعكس الرفاهية في الوقت الحالي وهي أكثر ترفاً وأعلى ثمناً من الفيلات والمباني السكنية الأخرى. نسعى في مشاريعنا القادمة أن نهتم بكل التفاصيل من الهندسة المعمارية والبناء إلى تنفيذ الديكورات الداخلية والأثاث. 
اقرئي المزيد: رشا عبد الرضا صاحبة الفيديو الأعلى مشاهدة لمؤثر عربي تقدم لك نصائحها لديكور منزلك
