علا عابد: أعمالي في التصميم تعكس خبرتي وتحمل هوية خاصة

شغف كبير تجاه العمل والإبداع يحرّك المصممة السعودية علا عابد، مالكة ومؤسسة استديو Ola
Abid Design لتصميم وتنفيذ الديكور، فهي تعتبر كل مشروع تقوم به مميز وفريد ولا يشبه غيره، وتركّز مع فريق عملها على إتقان أبحاثها لكي تفهم الزبون وتقدّم له ما يحتاجه آنياً ومستقبلاً من مشروعه. التقيناها لنتعرف على مصممة مبدعة وسيدة أعمال ناجحة وشخصية استثنائية بكل المقاييس.

وجّهت في بوست لكِ عبر صفحتك على إنستغرام olaabiddesign الشكر لفريق العمل الذي يساهم معكِ بنجاح شركتك، لماذا اخترتِ أن تكن زميلاتك من النساء؟ هل السبب رغبة منكِ في مزيد من التمكين للمرأة السعودية، أم لإيمانك بأن قدراتها أكبر من الرجال ويجب أن تعطى فرصاً بحجم جهدها وطموحها؟

في الحقيقة أعتقد أن المرأة لم تعد تحتاج إلى الدعم فهي متمكّنة بكل مجال تعمل فيه، والنساء المتواجدات في الصورة هنّ فريق التصميم في الشركة، فالرجال موجودون في مجال المبيعات في صالة العرض، كما يعملون على الأرض ميدانياً، بالإضافة إلى أن شريكي رجل. أنا لا أميّز أبداً بل أبحث عن الالتزام والعقلية المنفتحة وحس الإبداع. بالتالي إنها صدفة لأنّني مع تمكين أي شخص يبحث عن فرصته سواء شاب أو صبية، وسأدعم أي موهبة تبحث عن فرصة جادة.

بعد كوفيد، تغيرت استراتيجيتنا فصرنا نعمل أكثر على تصميم المنازل، وبالتالي فإننا نلتقي بسيدات المنزل لمعرفة عما يبحثن عنه في تصميم البيوت، وهنّ سيشعرن بالراحة أكبر في حال كان التعامل مع سيدة، لأنهنّ سيشاركن معها معلومات خاصة عن تفضيلاتهنّ وأذواقهنّ لذا رأيتِ الصورة مليئة بالمصممات الشابات.

كيف تختارين فريق عملك، وما هي برأيكِ صفات قائد فريق عمل ناجح؟

لطالما كنت محظوظة بالأشخاص العاملين معي، فأنا حين أقوم بمقابلات التوظيف أحرص على اختيار الكفاءات التي تشبهني فيكون لديها أفكار ومعتقدات وممارسات قريبة لنهجي في الحياة، مثلاً أسألهم: ما هي نقاط الضعف لديكم، ما الذي يغضبكم ويثير سخطكم؟ وذلك لكي أعرف كيف سيتصرفون في الأوقات الصعبة. أقضي مع فريق العمل وقتاً أطول من الذي أمضيه مع عائلتي، لذا أحرص أن يكونوا مرتاحين، فلولا التزامهم وعملهم المتفاني لما حققنا النجاح. واجبي يتجلى في أن أقودهم وأوفّر لهم مكان عمل مريح، فلا ألزمهم بمواعيد عمل ثابتة، بل أطلب فقط أن يقدّموا المطلوب منهم في الوقت المحدد له. أعطيهم الحرية للتفكير وتقديم اقتراحاتهم لحل المشاكل التي نواجهها وأثق أننا معاً سنجد كل الحلول اللازمة.

تصميم وتنفيذ الديكور يعني بعث الروح في الأماكن الفارغة، كيف عرفتِ أن هذا هو شغفك؟

عشت في مكسيكو خلال طفولتي وكنت محاطة بالفن والثقافة والألوان، وقد حثني والديّ نحو هذه المجالات، فسجلوني في صفوف موسيقى ورسم، وشعرت بالانجذاب نحو الفن بشكل أكبر ورغبت بالغوص في علاقته بحياتنا النفسية. قررت أن أدرس الفنون الجميلة في جامعة جورج واشنطن واستمريت لمدة عامين، وبعدها أحسست أنني أريد التغيير لأنني بت أفضل الفن التركيبي الذي يثير الكثير من المشاعر ويحرك الإبداع والتفكير. وحينها فكرت بالتصميم الداخلي وكانت الصدمة بعد أن بدأت بالدراسة، حين أدركت أنه مختلف تماماً عن الفن، ففيه معلومات تقنية وأخرى عن الهندسة والرياضيات. اليوم حين أنظر إلى الخلف أعرف أن كل شيء حصل لسبب وذلك حتى أكوّن أسلوبي الخاص الذي يجمع بين أهمية فهم نفسية الزبون وبيئته وشخصيته لمعرفة ما الذي يناسبه في تصميم ما يخصّه.

ما هي استراتيجيتكِ في العمل على المشاريع التي توافقين على تنفيذها؟

العمل يبدأ بالتعرّف على الزبون حيث نستمر لأسبوعين في إجراء لقاءات للتعرف عليه وفهم شخصيته واحتياجاته، فنجمع المعلومات عنه لنكتشف ما الذي يحب القيام به في بيته في حال كان المشروع عبارة عن مكان سكني. بعد ذلك نبدأ بإجراء الأبحاث لاختيار المواد الأنسب لهذا المشروع. نحدد وقتاً تقديرياً للمشروع ولا يقل عن 4 شهور وهو وقت طويل ما يعني أننا سنكون على تماس دائم مع هذا الزبون لكي نقدم في النهاية ما يرضيه. في حال كنت سأصمم مطعماً أو مقهى، يجب أن أدرس نفسية الشخص الذي سيأتي ليتناول طعامه فيه، نوعية المقاعد التي سأقدمها له، ما هي الألوان أو المواد التي ستثير شهيته، الوقت الذي سيمضيه والعناصر التي سيراها حوله وستجذب انتباهه لساعة أو أكثر. هناك الكثير من النواحي التي تتحكم بعملنا ونوليها اهتمامنا والغاية الأولى هي إرضاء زبائننا.

في بداياتي المهنية جربت تصميم كل شيء تقريباً: مكاتب، مقاهي، سبا، منازل، أما اليوم، فعرفت جيداً ما أحب القيام به، وهو مجال العقارات الفاخرة وقطاع الضيافة.

ما رأيكِ في دخول NFT إلى عالم التصميم؟ هل سيتقلص عمل المصمم في ظل سيطرة التكنولوجية أم سيستمر الانسان هو المحرك الأكبر لكل المشاريع؟

ليست لديّ معرفة كبيرة بمجال NFT ولكن مرة نفذت مشروعاً لزبون أراد وضع مجموعة nft يمتلكها في منزله، فقدّمنا له إطاراً مميزاً لعرضها وصممنا كل الغرفة بشكل مناسب ليعرض مقتنياته. بالنسبة للذكاء الاصطناعي وكيف يمكن للأشخاص تصوير ديكورات منزلهم وعرضها لبيع فكرتها والاستفادة منها مادياً، فأرى أن في هذا ظلم كبير لصاحب الفكرة الأولية، وهذا لا يتناسب مع أخلاقياتنا في العمل. بشكل عام لا أعتقد أبداً أنه يمكن استبدال عمل المصمم فالإبداع والتميز يجب أن يأتي من فكر شخص يسعى ويجتهد ويبحث لكي يقدّم كل جديد، في أي مجال كان.

هل تراعين مبدأ الإستدامة في عملك، وهل هناك اتّجاه أكبر نحو الحفاظ على ثروات الطبيعة في المملكة؟

بالتأكيد نحاول مواكبة مبدأ الاستدامة، ولكننا نتبع أيضاً رغبات الزبون، ومدى توفر المواد الأولية اللازمة التي تراعي البيئة. يمكن القول إن 30% من الزبائن يبحثون عن المواد الصديقة للبيئة، ومنهم من يطلبون الطاقة الشمسية، هنا ألفت أنّ المشاريع المستدامة تكلّف أكثر ولكنّها على المدى البعيد توفر الكثير من الأموال لصاحبها.

كيف تصفين أسلوبكِ في التصميم والديكور؟

أسلوبي يتعلق دائماً بتفضيلات الزبون، فأنا أقدم ما يطلبه مني ولكنني أضفي عليه خبرتي ومعرفتي في هذا القطاع، وأعمل على مفهوم وصلت إليه بعد لقاءاتي معه.فمؤخراً صرت أثق بشكل كبير بقدراتي وخبرتي التي كونتها على مدى أعوام طويلة، فمن يقصدني يعرف جيداً أنني متمكنة في عملي، وكل مشروع أوافق عليه سيكون مختلفاً وسيحمل بصمة وهوية خاصة به. تصاميمي تجمع بين أكثر من أسلوب، ولكنها متكاملة لكي تكن الصورة النهائية فاخرة ومؤثرة بشكل كبير.

ما هي مشاريعكِ المقبلة؟

لدينا مشاريع سكنية نعمل عليها، كما نصمم مقهى موسيقي ونحاول توفير جو جديد ومختلف كلياً لتكون تجربة متكاملة بين الطعام والشراب والموسيقى التي ستسود. الافتتاح سيتم خلال شهر في جدة، ونحن متحمسون كثيراً للفكرة. نعمل أيضاً على منزل شاطئي ونعد أيضاً منزل مميز لمصممة أزياء رغبت بجمع الأسلوب الحجازي مع المغربي، مع لمسة من الحداثة والعصرية التي أضفناها لنجمع بين هذين الأسلوبين المتباعدين. 

اقرئي المزيد: نسرين كيالي: أحب تصميم المنازل لأنّها تشكّل الجزء الأكثر أهمية من حياة الأفراد

 
شارك