سارة أبي كنعان: أنتظر التحدّيات بفارغ الصبر
هي ممثلة شابّة موهوبة ومجتهدة دائماً ما تفاجئنا بمشاركاتها الفنيّة، فهي قادرة على إعطاء الدور حقّه كي ينبض بالحياة والحركة. هي «فتون» في «ثورة الفلاحين» وسارة أبي كنعان في «ديو المشاهير»، واللافت أنّ كليهما يحقّق نجاحاً كبيراً في الفترة الأخيرة. كيف تصف الممثّلة اللبنانيّة العام 2018؟ كيف واجهت التحدّيات؟ وما هي مشاريعها المستقبليّة؟
حوار: نيكولا عازار، تصوير: طارق مقدّم، إدارة فنيّة: فرح كريديّة، تنسيق: جيف عون، ماكياج: نورهان هاشم لدى فادي قطايا، تصفيف شعر: معتزّ ياسين لدى Assaad Hair Designer، موقع التصوير: BO18، بيروت
لمن ابتاعت كيم كارداشيان 8 حقائب Louis Vuitton؟
كيف تصفين العام 2018؟
حمل العام 2018 تحدّيات كثيرة على الصعيدين الشخصي والمهني، إذ علّق الناس آمالاً كبيرة عليّ فضلاً عن أنّني علّقت بدوري آمالاً كثيرة على نفسي. لا أخفي أنّني شعرت خلال هذه الفترة ببعض الضغوط، إلّا أنّها كانت مرحلة جميلة... حلوة بمرّها.
وكيف واجهت هذه التحدّيات؟
كثيرة هي التحدّيات التي قد نواجهها في الحياة، ولكنّني دائماً ما ألجأ إلى مشورة المقرّبين منّي، من عائلتي وأصدقائي، فاستشارة الآخرين تأتيك بأفكار جديدة وتساعدك على حلّ المشكلة، لا سيّما أنّها توفّر لك النصائح والأفكار الإيجابيّة وتدفعك إلى التفكير في صلب الأمور من دون أيّ ضغوط. وقد حاولت الابتعاد قدر الإمكان عن كل ما يبثّ الطاقة السلبيّة.
هل تقسين على ذاتك؟
نعم، وقد سمعت هذا الكلام من أكثر من شخص، حتى أنّهم نصحوني بألّا أكون قاسية على نفسي وأن أتعامل مع الأمور بليونة أكثر، وربّما هذا ما سأقوم به في العام الجديد.
تكون القسوة على الذات في بعض الأحيان دليلاً على التميّز والتفوّق ومحاولة لإثبات ما نحن قادرون عليه. لمَ كنت كذلك؟
ربّما لأنّني سعيت جاهدة إلى أن أكون التلميذة المجتهدة والمتفوّقة أمام نفسي والآخرين، فقد كنت أنتقد ذاتي بقساوة إلى حدّ الظلم أحياناً. للأسف، من يعمل في هذا المجال يشعر وكأنّه بحاجة إلى إثبات ذاته على الدوام، وإلّا خسر فرصاً كثيرة، إلّا أنّ ذلك ليس صحيحاً، فمن الضروري ألّا نعلّق آمالنا على رأي الآخرين بنا، فلا شيء أقوى من معرفة أنّ ما تقوم به نابع من صميم ذاتك، فكلّما كنت مقتنعاً بما تفعله، كلّما شعرت بالرضا تجاه ذاتك والآخرين.
أدّيت أدواراً كثيرة تراوحت بين شابّة مصابة بمرض السرطان وأخرى بريئة وبسيطة وشابّة مظلومة وحاقدة وأخرى تعاني من الفصام وغيرها.... ماذا تريدين أن تثبتي بعد؟
لا أريد أن أثبت شيئاً بعد اليوم... في السابق، كنت أحاول إرضاء الجميع ولكنّ ذلك لم يعد متاحاً في رزنامة العام 2019. في الوقت الراهن، أنتظر التحدّيات بفارغ الصبر فما قدّمته العام الفائت من تمثيل وغناء وتقديم برامج زاد من ثقتي بنفسي وأكّد لي أنّني قادرة على تقديم المزيد.
متى شعرت بهذه القوّة؟
منذ فترة وجيزة، وهذا المضحك المبكي. فقد شعرت فجأة وفي موقف معيّن بأنّني لم أعد أتأثّر كثيراً بآراء الآخرين، الأمر الذي مدّني بقوّة داخليّة لا مثيل لها، إذ لم أعد مجبرة على إرضاء الجميع، فأكثر ما يهمّني في الفترة المقبلة هو أن أكون راضية عن ذاتي، فالسعادة تنبع من داخلنا.
للمرّة الثانية… كيم كارداشيان تلجأ إلى أم بديلة
حتى أنّ شخصيّتك في برنامج «ديو المشاهير» تبدلّت وتطوّرت، فقد شعر المشاهد بأنّ ثقتك بنفسك ازدادت وأصبحت تدافعين عنها وعن أدائك. هل هذا صحيح؟
فرحت كثيراً حين عرضت عليّ المشاركة في برنامج «ديو المشاهير»، أوّلاً لأنّ البرنامج يحمل طابعاً إنسانياً جميلاً، وثانياً لأنّني أردت أن أثبت لذاتي أنّني قادرة على مواجهة هذا التحدّي حتى النهاية، معتمدة على عفويّتي المرحة التي لطالما كانت مصدر قوّتي. يوماً بعد يوم، وحفلاً تلو الآخر، بتّ أشعر بأنّني لم أعد الفتاة الخجولة التي تخشى نقد الآخرين، فقد أحسست بقوّة كبيرة سيطرت على كل عضلة وحركة في جسدي، فأصبحت أكثر تحكّماً بذاتي وأقلّ قساوة على نفسي.
في بعض الأحيان يشعر المشاهد بأنّه يتابع برنامج Star Academy، إذ أنّ النقد يكون قاسياً وفي غير مكانه، وكأنّ «ديو المشاهير» سيطلق نجماً في الغناء في ختام البرنامج. أتشعرون فعلاً بذلك؟
نعم! قد تكون الانتقادات قاسية أحياناً غير أنّ المعجبين على مواقع التواصل الاجتماعي ينصفوننا بتعليقاتهم الإيجابيّة والمشجّعة.
من «ديو المشاهير» إلى دورك المتميّز في «ثورة الفلاحين». من هي «فتون» بنظرك؟
«فتون» هي المرأة المتمرّدة والثائرة حتى الجنون أحياناً. ترفض الظلم وتدافع عن حقوق المرأة بكل ما أوتيت به من قوّة. هي رمز من رموز التحرّر والانتفاضة النسائيّة، لا سيّما أنّ المرأة في ذلك الوقت افتقدت حقّها في الكلام أو الفعل، وما فعلته «فتون» في هذا العمل خير دليل على إيمانها بقدراتها وبذاتها، إذ تمرّدت في زمن كان يقطع الرجل فيه رأس كل متمرّد، فكيف بالأحرى إذا كانت امرأة.
إلى أيّ مدى تشبهك «فتون»؟
هي تشبهني في أوجه كثيرة. أرفض الظلم أو السكوت عن الخطأ، كما أنّني متمرّدة في طبعي.
بعد تقديمك هذا العمل، كيف تنظرين إلى الثورات التي لحقت بعالمنا العربي والتي وصلت أصداؤها مؤخّراً إلى فرنسا وغيرها من البلدان؟
حقّق هذا العمل نجاحاً كبيراً لأنّ الجميع شعر بأنّ «ثورة الفلاحين» لا تزال تتكرّر في يومنا هذا في وجه كل الظلم الذي يواجهه الناس في حياتهم اليوميّة. ماذا يعني أن يتظاهر الناس؟ التظاهر هو وجه آخر للثورة إنّما بطريقة سلميّة. للأسف التاريخ يعيد نفسه، وكثيرون يعانون من القمع والحرمان، علماً أنّ جلّ ما يريدونه هو أبسط حقوقهم والعيش بسلام والتمتّع بحياة كريمة. لا شكّ أنّ «ثورة الفلاحين» عمل يستفزّ البعض وأعتقد أنّ بعض البلدان سترفض عرضه على شاشاتها خوفاً من أن يشعل الثورة من جديد، فهو يحمل رسالة تحرّر للإنسان عامة والمرأة خاصة.
كيف تقبّل المعجبون دور «فتون»؟
لم يعد اسمي سارة، فقد أصبح الجميع ينادونني بـ«فتون»، حتى في المنزل (ضاحكة). أسعد كثيراً بذلك، فمهمّة الممثّل هي إيصال الرسالة إلى المشاهد بكل تجرّد وترك بصمة في قلوبهم. شعر كثيرون بأنّ «فتون» جزء من كيانهم، نساءً ورجالاً، وأنا جدّ فخورة بذلك، بخاصة أنّ الرجل تقبّل قوّة المرأة في العمل وأنصفها.
لا شكّ أنّك قدّمت صورة المرأة المثاليّة التي يحلـم رجـال كثيـرون بالارتبـاط بها وتأسيــس عائلة معها.
«فتون» هي جزء من كل امرأة، وما زادها قوّة وإشراقاً هو الدور الذي أدّاه شريكها «نورس» في المسلسل، فهو يعشق المرأة الثائرة والمتمرّدة ويحترمها ويدعمها ولا يخشاها. كما أنّ شركة الإنتاج ممثلّة بجمال سنان وكاتبة العمل كلوديا مرشيليان والمخرج فيليب أسمر قدّمت مزيجاً جميلاً واستثنائيّاً ومتكاملاً، فخرج العمل بأبهى صورة. المسلسل أشبه بماسة نادرة لن تتكرّر في القريب العاجل.
سامي يوسف: التوازن يتحقّق حين نتواصل مع عاداتنا
يقولون لك: «سارة لم يعد بإمكانك اختيار أيّ دور كان». متى اخترت دوراً لم يكن مناسباً؟
لن أحدّد، ولكن ثمّة أدوار كنت أتمنّى لو تمّت إدارتها وتوجيهها بطريقة أخرى تخدمها وتخدم العمل أكثر.